بعد غياب سبع سنوات..

المعارضة تبسط سيطرتها على مدينة حمص

مقاتلون من حركة أحرار الشام وهم يتوجهون لجبهات القتال - كانون الأول 2024 (مراسل أحرار الشام)

camera iconمقاتلون من حركة أحرار الشام وهم يتوجهون لجبهات القتال - كانون الأول 2024 (مراسل أحرار الشام)

tag icon ع ع ع

سيطرت فصائل المعارضة بشكل كامل على مدينة حمص، التي تعد إحدى أبرز المدن الثائرة ضد النظام السوري.

القيادي في “إدارة العمليات العسكرية” المقدم حسن عبد الغني أعلن، في وقت مبكر من فجر الأحد 8 من كانون الأول، “تحرير مدينة حمص بالكامل”.

وأضاف القيادي أن قوات النظام “هربت” من مدينة حمص بعد عدة عمليات نوعية ليلية، واستطاعت الفصائل الوصول إلى سجن حمص العسكري وإخراج 3500 سجين كانوا داخله.

وكانت قوات النظام أخرجت مقاتلي “الجيش الحر” مع عائلاتهم من حمص على مرحلتين، الأولى كانت من أحياء حمص القديمة في أيار 2014، والثانية من حي الوعر في آذار 2017، ونقلتهم إلى بقية مناطق سيطرة المعارضة حينها في الشمال السوري.

وسبقت السيطرة على أحياء داخل مدينة حمص، سيطرة الفصائل على حاجز ملوك أكبر وأهم حواجز ريف حمص، والذي يعتبر بوابة المدينة حمص، بعد معارك وصفتها “إدارة العمليات” بـ “العنيفة” مع قوات النظام.

كما دخلت الفصائل “الفرقة 26” وبلدة المشرفة بالإضافة إلى 13 قرية وبلدة على تخوم مدينة حمص.

ونفذت مجموعات المعارضة العاملة خلف الخطوط عمليات “نوعية” داخل المدينة بالتزامن مع هجوم واسع لفصائل المعارضة من عدة محاور، ما أدى إلى  انهيارات كبيرة في خطوط دفاع قوات النظام بمدينة حمص وريفها، وفق القيادي حسن عبد الغني.

وتزامن الهجوم على أحياء داخل المدينة، مع سيطرة فصائل المعارضة على كامل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة جنوبي سوريا.

وتمددت سيطرة الفصائل باتجاه ريف دمشق الغربي وصولًا إلى محيط مدينة داريا في الغوطة الغربية.

وشهدت عدة مناطق في دمشق وريفها مظاهرات وإغلاق المتظاهرين مراكز الشرطة وطرد الحواجز، مثل حرستا ودوما بالغوطة الشرقية، لكن السيطرة في هذه المناطق بقيت غير مستقرة.

وسيطرت الفصائل على مدينتي تدمر والقريتين بريف حمص الشرقي، كما انسحب النظام من عدة قواعد عسكرية باتجاه دمشق، منها مطاري الثعلة والضمير العسكريين.

سيطرة الفصائل على حمص تقسم مناطق سيطرة النظام حاليًا إلى جزأين، الأول في العاصمة دمشق وأجزاء من ريفها، والثاني منطقة الساحل السوري (محافظتا طرطوس واللاذقية) وأجزاء من ريفي حمص وحماة الغربي.

حمص حاضنة للثورة

تعد مدينة حمص من أبرز المدن التي شهدت مظاهرات مبكرة ضد النظام السوري، وحملت مظاهراتها تفاعلًا داخليًا وخارجيًا، خاصة مع وجود قادة مظاهرات برزوا خلال سنوات الثورة السورية، ولعل الأشهر حارس منتخب سوريا للشباب عبد الباسط ساروت.

وصارت ساحة الساعة وسط حمص من رموز المظاهرات السلمية، وشهدت أكبر مظاهرات حمص.

ويحمل برج الساعة في مدينة حمص قيمة رمزية لسكان المدينة ممن شهدوا اعتصام “الساعة”، في 15 من نيسان عام 2011، حيث نفذت قوات النظام مجزرة بحق المعتصمين، لُقبت باسم “مجزرة الساعة”.

ووقعت المجزرة في الساعة الثانية إلا عشر دقائق فجرًا من يوم 19 من نيسان 2011، بعد أن هاجمت قوات النظام الاعتصام الذي استمر لعدة أيام، وضم آلافًا من المدنيين، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى.

وإلى الآن فإن عدد القتلى الدقيق لهذه المجزرة ما زال مجهولًا.

وطبقًا للشهود الذين تحدثوا لـ”هيومن رايتس ووتش”، فإن العديد من المتظاهرين في الساحة عند إطلاق قوات الأمن النار، كانوا من قرى قريبة من حمص، ما صعّب على الناشطين جمع أسماء القتلى.

بعد الحادث، أفاد ناشطون من حمص بأن 150 شخصًا من الاعتصام قد أصبحوا في عداد المفقودين.

وبحسب “لجان التنسيق المحلية”، عُثر على 35 جثمانًا في مكب نفايات بالقرب من مقبرة “النصر”، وذلك في اليوم التالي للهجوم، كما نُظمت 45 جنازة خلال الأيام التالية.

كما شهدت حمص العديد من المجازر حمل بعضها صبغة طائفية، وقتل خلالها أطفال ونساء ذبحًا بالسكاكين، وفي أخرى أعدم مدنيون ميدانيًا على يد قوات النظام و”الشبيحة”، منها مجزرة كرم الزيتون والحولة.

وتعرضت المدينة لدمار واسع جراء قصف النظام على الأحياء السكنية خلال المواجهات مع فصائل “الجيش الحر”، بشكل رئيسي في أحيائها القديمة بين العامين 2012 و2014.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة