قدم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عرضين غير مباشرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل البقاء على كرسي الحكم في سوريا، أو تأمين خروجه من سوريا، بالتزامن مع وصول فصائل المعارضة إلى أبواب العاصمة دمشق.
العرض الأول، قدمه الأسد إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وكان عبر الإمارات العربية المتحدة، وهو أن تقطع سوريا كل علاقاتها مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مثل “حزب الله”، إذا مارست القوى الغربية نفوذها لوقف القتال الحاصل على الأراضي السورية.
العرض الثاني جرى عبر إرسال الأسد زعيمًا مسيحيًا بارزًا للقاء الرئيس المجري، فيكتور أوربان، لنقل ما يراه “تهديدًا وجوديًا للأقلية المسيحية” في سوريا، في حال انتصر “المتمردون الإسلاميون”، والقصد كان أن ينقل أوربان هذا “الخطر” إلى حليفه ترامب.
رجل الدين المسيحي، هو بطريرك السريان الأرثوذكس، أغناطيوس أفرام الثاني، وذهب إلى المجر لنقل “مخاوفه”، في 2 من كانون الأول الحالي.
هذان العرضان مقابل استعداد الأسد للتوصل إلى اتفاق يسمح له بالاحتفاظ بالأرض المتبقية التي يسيطر عليها جيشه، أو ضمان مروره الآمن إلى المنفى إذا لزم الأمر، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء “بلومبيرغ” عن أشخاص دبلوماسيين ومطلعين اليوم، السبت 7 من كانون الأول.
واعتبرت الوكالة أن مبادرتي الأسد محاولة أخيرة للبقاء له في السلطة، وأنه محاصر بعد وصول فصائل المعارضة إلى تخوم العاصمة.
الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قال اليوم إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل في الصراع في سوريا، مضيفًا أنه “يبدو أن المعارضة السورية تتحرك بشكل كبير للإطاحة بالأسد”.
وذكر أن سوريا في حالة من الفوضى، “لكنها ليست صديقتنا ويجب ألا يكون للولايات المتحدة أي علاقة بها. هذه ليست معركتنا.. دعها تستمر.. لا تتدخلوا!”، لافتًا إلى أن روسيا غير قادرة على إيقاف تقدم المعارضة في سوريا بسبب انشغالها في أوكرانيا.
وتشهد سوريا عمليات عسكرية في مناطق متعددة، أبرزها “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل المعارضة ضد قوات النظام السوري وحلفائه، في 27 من تشرين الثاني الماضي، وسيطرت من خلالها على مدينتي حلب وحماة وعشرات القرى والبلدات، وتحاول السيطرة على مدينة حمص بعد الدخول إلى عدة مناطق فيها.
ويتقدم مقاتلو “جيش سوريا الحرة” نحو أرياف حمص والسويداء ودمشق من جهة الشرق، بعد انسحاب النظام السوري من تدمر والقريتين.
ويشن “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا عملية “فجر الحرية” في ريف حلب الشمالي والشرقي ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام.