أعلنت إسرائيل عن اتخاذها إجراءات احترازية بمنطقة الجولان السوري المحتل، في ظل التطورات الميدانية الحالية في سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه نظرًا لتقييم الوضع الذي يجري في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية العسكرية، تقرر استدعاء قوات جوية وبرية إلى منطقة هضبة الجولان.
وبحسب أدرعي اليوم، الجمعة 6 من كانون الأول، فإن القوات الإسرائيلية منتشرة في المنطقة الحدودية، وترفع جاهزيتها للتعامل مع سيناريوهات مختلفة.
ويراقب الجيش الإسرائيلي الأحداث، ويستعد لجميع السيناريوهات هجوميًا ودفاعيًا، ولن يسمح بوجود تهديد بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وسيعمل لإحباط أي تهديد على “مواطني إسرائيل”، وفق أدرعي.
وأمس الخميس، نقلت وكالة “أكسيوس” الأمريكية، عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين، أن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية فوجئوا بانهيار خطوط دفاع قوات النظام، بشكل أسرع من المتوقع، وقال مسؤول أمريكي للوكالة، إن قوات النظام العسكرية لا تقاتل حقًا، مستبعدًا أن يكون النظام في خطر مباشر، لكن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه منذ عقد مضى.
المسؤول نفسه قال إن إسرائيل أعربت لواشنطن عن قلقها من سيطرة “عناصر إسلامية متطرفة” على سوريا من جهة، أو سيناريو بديل يتضمن دخول قوات إيرانية إضافية إلى البلاد وزيادة نفوذ طهران.
تطورات متسارعة
تأتي هذه التحركات الإسرائيلية في ظل تطورات ميدانية متسارعة على خريطة السيطرة العسكرية في سوريا، مع تقدم سريع لقوات المعارضة التي سيطرت منذ 27 من تشرين الثاني الماضي، على حلب ومدينة حماة، وتتجه للسيطرة على مدينة حمص، وسط سوريا.
كما تترافق هذه التحركات مع أخرى مماثلة في محافظة درعا، ودعوات محلية في السويداء للنفير العام، ومنح مهلة للنظام السوري لسحب قواته من المحافظة بالكامل.
واليوم، الجمعة، حدد قائد “هيئة تحرير الشام” وأحد أبرز الوجوه العسكرية المعارضة للنظام السوري، “أبو محمد الجولاني” (أحمد الشرع) أولوياته مع العمليات العسكرية التي تخوضها المعارضة، وعلى رأسها فصيله، قائلًا إنها تهدف لإسقاط النظام.
وقال “الجولاني” في مقابلة حصرية لشبكة “CNN”، نشرت اليوم، إن المعارضة المسلحة تهدف لانتزاع مدينة تلو الأخرى من قبضة النظام، وتهدف في نهاية المطاف للإطاحة برئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وكانت الولايات المتحدة ركّزت في تعليقها على تقدم فصائل المعارضة السورية في حماة، على الجانب الإنساني، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على حماية المدنيين، بمن في ذلك الأقليات.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، خلال إحاطة صحفية، الخميس، أن الوقت قد حان للعودة باتجاه عملية سياسية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة، معتبرًا أن رفض النظام المستمر للانخراط في العملية السياسية، أدى إلى تصاعد الأحداث التي تشهدها سوريا بشكل مباشر.