العراق ينأى بنفسه عن التطورات في سوريا
تتوالى التصريحات العراقية منذ أيام حيال التطورات الميدانية في سوريا، لتنتقل من تلويح بالتدخل لمصلحة النظام السوري، إلى حالة “نأي بنفس” وتجهز لأي تطور.
أحدث هذه التصريحات جاء اليوم، الجمعة 6 من كانون الأول، على لسان رئيس “هيئة الحشد الشعبي”، فالح الفياض، الذي قال إن الأزمة السورية حدث داخلي، لكن العراق يتحسب لأي طارئ لمواجهة “العصابات الإرهابية”.
وأضاف الفياض أنه لا يمكن للعراق غض الطرف عندما تتحكم بسوريا من وصفها بـ”الجماعات الإرهابية”.
وتابع الفياض، “لا يمكن لنا غض الطرف عندما تتحكم بسوريا الجماعات الإرهابية المدعومة بأجندات خارجية وتدخلات غربية والترويج لعصابات (داعش)”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).
وبيّن الفياض أن العراق وإن لم يكن طرفًا في الأزمة فإن عليه الوقاية في ظل ما يجري في دولة مجاورة له، وسوريا تمثل حاليًا المجال الأمني الحيوي الذي لا يمكن فصله عن العراق.
وأضاف أن “ما يريده العراق هو أن ينجو الشعب السوري”.
عدم تدخل في الشأن السوري
أكد زعيم “التيار الوطني الشيعي”، مقتدى الصدر، الخميس، أنه ما زال على موقفه من عدم التدخل في الشأن السوري، وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب، فهو المعني الوحيد في تقرير مصيره.
وقال الصدر، “نراقب الوضع في الجارة العزيزة سوريا بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي بكل طوائفة إلا الدعاء، عسى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتشدد والظلم والظلام والطائفية والتدخلات الخارجية”.
وتابع، “ما زلنا على موقفنا من عدم التدخل في الشأن السوري، وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب، فهو المعني الوحيد بتقرير مصيره”.
كما شدد الصدر على ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبًا وكل الجهات والميليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري، وفق ما نقلته “واع“.
وفي اليوم نفسه، أعلن نائب قائد العمليات المشتركة في العراق، قيس المحمداوي، عن عمل أمني لإنشاء خط دفاعي متكامل على الحدود مع سوريا.
وكان القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، وجّه، الخميس، رسالة طمأنة إلى الحكومة العراقية تؤكد عدم وجود نيات أو أفكار لدى فصائل المعارضة السورية ترتبط بالأراضي العراقية.
وفي تسجيل مصور خلال الاستماع لتصريحات صادرة عن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، قال “الجولاني”، إن “هناك الكثير من المخاوف والأوهام التي يظنها بعض الساسة العراقيين بأن الوضع في سوريا سيمتد للعراق، وهذا الأمر خاطئ مئة في المئة”.
وأضاف الجولاني، أنه كما نجح العراق في تجنب الحرب التي حصلت مؤخرًا في المنطقة، نشد على يده أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا.
“في سوريا هناك شعب ثار على هذا النظام المجرم، والآن يقوم بواجبه في الدفاع عن نفسه واسترداد حقوقه من هذا النظام الذي قتل الأطفال والنساء وعذبهم”، أضاف “الجولاني”.
ومنذ 27 من تشرين الثاني الماضي، أعلنت فصائل المعارضة بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، ردًا على قصف قوات النظام المتكرر لمناطق شمال غربي سوريا، وهدفها توسيع المناطق الآمنة تمهيدًا لعودة المهجرين والنازحين إليها.
وخلال نحو أسبوع، تمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على مدينة حلب ومطارها الدولي، والريف الذي كان تحت سيطرة النظام في إدلب، بالإضافة إلى دخول مدينة حماة وتمشيطها، قبل التوجه نحو مدينة حمص للسيطرة عليها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :