حدد قائد “هيئة تحرير الشام” وأحد أبرز الوجوه العسكرية المعارضة للنظام السوري، “أبو محمد الجولاني” (أحمد الشرع) أولوياته مع العمليات العسكرية التي تخوضها المعارضة، وعلى رأسها فصيله، قائلًا إنها تهدف لإسقاط النظام.
وقال “الجولاني” في مقابلة حصرية لشبكة “CNN“، نشرت الجمعة 6 من كانون الأول، إن المعارضة المسلحة تهدف لانتزاع مدينة تلو الأخرى من قبضة النظام، وتهدف في نهاية المطاف للإطاحة برئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وأضاف أن طموحات “تحرير الشام” لا تقل عن وضع حد للنظام، وفي أول مقابلة إعلامية له منذ سنوات، في مكان غير معلوم في سوريا، تحدث خلالها عن “خطط لتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات ومجلس يختاره الشعب”.
وقال: “عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة هو إسقاط هذا النظام (…) من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف (…) لقد كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائمًا في داخله (…) حاول الإيرانيون إحياء النظام، وشراء الوقت له، وبعد ذلك حاول الروس أيضًا دعمه، لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات”.
وعزا “الجولاني”، الذي بدأ استخدام اسمه الصريح أحمد الشرع، التغييرات التي مرّت بها شخصيته، خلال السنوات الماضية بدءًا بتنظيم “القاعدة”، ووصولًا لمحاولات الاعتدال، لعامل السن، إذ قال إن “الشخص في العشرينات من عمره ستكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمره، وبالتأكيد شخص في الخمسينيات من عمره، هذه هي الطبيعة البشرية”.
وذكر قائد “تحرير الشام” عندما سئل عن المخاوف على سلامة المدنيين والجماعات التي عانت من الاضطهاد على أيدي الجماعات المتطرفة، “كانت هناك بعض الانتهاكات ضدهم (الأقليات) من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا (…) لا يحق لأحد أن يمحو مجموعة أخرى”.
وأضاف أن هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها.
وتصنّف واشنطن، “أبو محمد الجولاني” كـ”إرهابي دولي” منذ عام 2018، وسبق أن وضعت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار أمريكي للوصول إليه، لكنه رفض هذه التصنيفات مرارًا، معتبرًا أنها “غير منصفة”.
وسيطرت فصائل المعارضة السورية، أمس الخميس، في إطار معركة “ردع العدوان” على مدينة حماة، وأجزاء واسعة من الريفين الشرقي والغربي.
كما دخلت اليوم محافظة حمص وسيطرت على مدن تلبيسة والرستن وتيرمعلا.
وتزامنت السيطرة مع إعلان النظام سحب قواته من داخل المدينة وإعادة التموضع على أطرافها.
السيطرة على حماة جاءت امتدادًا لمعارك أطلقتها فصائل المعارضة سيطرت خلالها على مدينة حلب بالكامل، وأجزاء واسعة من ريف المحافظة، إلى جانب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب كاملة.
المعركة التي أطلقتها المعارضة، في 27 من تشرين الثاني الماضي، عنونتها بـ”ردع العدوان”، امتدت من ريف حلب الغربي، وإدلب الشرقي، وصولًا لوسط سوريا، وسط تراجع مستمر لقوات النظام.