جريدة عنب بلدي – العدد 55 – الأحد – 10-3-2013
محافظ الرقة وأمين حزب البعث بيد الجيش الحر وتحطيم أكبر تمثال لحافظ الأسد على يد الرقاويين
أعلنت كل من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية ولواء أحرار الشام يوم الاثنين 4 آذار 2013 تحرير مدينة الرقة بشكل شبه كامل بعد تمهيد بدأ منذ فجر السبت 3 آذار بضرب 22 حاجزًا وفرعًا أمنيًا للنظام في وقت واحد. كما أعلن الجيش الحر أسر محافظ الرقة وأمين حزب البعث فيها وتحرير كافة السجناء من السجن المركزي بعد اقتحامه.
وكانت جبهة النصرة قد منحت الفروع الأمنية مهلة لغاية الساعة الثانية ظهر الاثنين ليستسلموا دون قتال مع منحهم الأمان أو ستقوم باقتحام الفروع باستشهاديين. بدأت العملية فجر السبت حيث سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف من كافة أنواع الأسلحة. ثم بدأ الجيش الحر باقتحام السجن المركزي عصر السبت وتمت عملية الاقتحام فجر الأحد بتحرير كافة السجناء داخله. ولتحرير السجن المركزي أهمية كبيرة كونه يحتل موقعًا استراتيجيًا بالنسبة للجيش الحر إذ يقع مقابل مقر قيادة الفرقة 17. ثم قاموا بعدها بتحرير آخر حاجز يربط الرقة بريفها وهو حاجز المشلب وبذلك أصبحت الرقة محاصرة بالكامل. وقامت قوات النظام بشن غارات جوية على مدينة الرقة لاستهداف مواقع الثوار وإجبارهم على الخروج من المدينة.
سقوط معظم المراكز الحيوية بيد الجيش الحر خلال ساعتين فقط
هذا وقد قام الجيش الحر باقتحام المدينة فجر الاثنين وسيطر على مبنى الهجرة والجوازات بالتزامن مع حصارهم لمبنى الأمن السياسي كما سيطروا في الوقت ذاته على قيادة الشرطة والهجانة وفرع حزب البعث دون قتال أو مقاومة من جنود النظام إذ استسلمت كافة الحواجز وتم أسر بعض الجنود بينما تم تأمين انشقاق بعضهم وهرب عدد آخر مع وصول الجيش الحر.
ووفقًا لرأي بعض الناشطين، فإن السر الذي يكمن وراء سقوط الرقة بهذه السهولة بيد الثوار إما لأن الحصار الذي فرض على الرقة سهل عملية سقوطها بيد الجيش الحر أو أنه تم «شراؤها بالمال» من ذوي «النفوس الضعيفة» من أزلام النظام. وبحسب الناشطين تم تحرير كتيبة المدفعية بالرقة قبل تحرير المدينة بأسبوع وذلك بعد أن تم «شراؤها» من قائد الكتيبة بـ 180 مليون ليرة سورية.
عقب ذلك، قامت كتائب الجيش الحر بمحاصرة قصر المحافظ ومقر إقامته وأسرت رئيس فرع أمن الدولة بعد حصار الفرع فيما استسلم عناصره دون مقاومة. كما سقط فرع المخابرات الجوية بيد الثوار خلال عشر دقائق فقط وتم أسر المحافظ وأمين فرع الحزب ومعهم 140 عسكريًا وبذلك تحررت الرقة بالكامل باستثناء قيادة الفرقة 17. وقد عثر في منزل المحافظ على مدفعين هاون وتم اكتشاف وجود عدد من المعتقلين داخل منزله.
إسقاط أكبر تمثال لـ «حافظ الأسد» في ساحة المحافظة
وبعد تحرير قصر المحافظ، خرج أهالي الرقة إلى ساحة المحافظة وشاركوا بإسقاط أكبر تمثال لحافظ الأسد في سوريا ضمن «احتفالية» شعبية عارمة تصدرت عناوين الصحف والأخبار.
وتشهد مدينة الرقة بعد تحريرها قصفًا بطيران الميغ خلال النهار وفي المساء تعود الحياة إلى طبيعتها وتفتح الأسواق أبوابها ويقضي أهلها شؤونهم تفاديًا لطائرات النظام.
ويذكر أن مدينة الرقة كانت آخر مدينة تنضم إلى ركب الثورة السورية لتصبح أول مدينة محررة. وبحسب آراء مختصين فإن الرقة استفادت من أخطاء غيرها من المدن خلال عامين من الثورة لذلك نجحت عملية تحريرها وكانت بهذه السهولة والسلاسة.
حركة نزوح واسعة تشهدها المدينة بسبب الغارات الجوية
وشهدت المدينة حركة نزوح واسعة بسبب استهداف طيران النظام لها وهي المدينة التي استقبلت حوالي مليون نازح من كافة أنحاء سوريا. ويقول أحد النازحين، عندما خرجت من الرقة كان معي أطفال ونساء، عانيت جدًا حتى تمكنت من الخروج وأهلي من الرقة. خرجنا بمساعدة جبهة النصرة التي أوصلتنا إلى ريف دير الزور ومن هناك تدبرنا أمورنا لنصل لمدينة البوكمال. وفي الطريق سألت عناصر من جبهة النصرة لم دخلتم المدينة فجاة ودون سابق إنذار فكان الرد أنهم لم نرد دخول المدينة حفاظًا على المدنيين ولم نسمح لأي كتيبة دخولها لكن دخول بعض الكتائب إلى الرقة «للسرقة» أجبرنا على دخول المدينة.