تستمر فصائل المعارضة المشاركة في عملية “ردع العدوان” بتقدمها بريف حماة، إذ سيطرت على قاعدتين عسكريتين لقوات النظام، إحداهما “مدرسة المجنزرات” التي كانت من معاقل “الفرقة 25”.
وقالت “إدارة العمليات العسكرية”، مساء الثلاثاء 3 من كانون الأول، إنها سيطرت على “مدرسة المجنزرات” و”اللواء 87″ التابعين لقوات النظام.
ونشر حساب “الإعلام العسكري- نيوز” اليوم، الأربعاء، مقطعًا مصورًا من داخل “مدرسة المجنزرات”.
“الفرقة 25″ قوات خاصة كانت تُعرف سابقًا بـ”قوات النمر“، وشاركت بالعديد من المعارك ضد فصائل المعارضة خلال السنوات السابقة، وهي معروفة باستخدام أسلوب القصف المكثف (الأرض المحروقة) قبل تقدمها إلى أي قرية أو بلدة، كان يقودها سهيل الحسن، وتحظى بدعم من روسيا.
هذا التقدم في محيط مدينة حماة سبقته سيطرة الفصائل، الثلاثاء، على 14 قرية وبلدة معظمها بريف حماة الشرقي، وأبرزها قرية وتل كفراع.
وسبق ذلك السيطرة على مدن صوران وطيبة الإمام وحلفايا ومعردس بريف حماة الشمالي.
إعلام النظام وعلى رأسه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تحدث عن إبعاد فصائل المعارضة عن مدينة حماة مسافة 20 كيلومترًا.
لكن القيادي في “إدارة العمليات العسكرية” المقدم حسن عبد الغني، قال اليوم، إن قوات النظام تحاول رفع معنويات جنودها عبر بث شائعات تفيد باستعادتهم بعض المواقع بأرياف حماة، مؤكدًا أن جميع المواقع التي سيطرت عليها الفصائل لا تزال تحت سيطرتها.
وتمكنت الفصائل من أسر خمسة عناصر من الميليشيات الإيرانية ببلدة معرشحور شرق حماة، منهم اثنان من الجنسية الأفغانية، إضافة إلى ثلاثة عناصر من “الفرقة 25″، بحسب عبد الغني.
محاولات لوقف التقدم
فصائل المعارضة أعلنت، في 27 من تشرين الثاني الماضي، بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان“، ردًا على قصف قوات النظام المتكرر لمناطق شمال غربي سوريا، وهدفها توسيع “المناطق الآمنة” تمهيدًا لعودة المهجرين والنازحين إليها.
وعلى خلاف التوقعات، استطاعت الفصائل السيطرة خلال الأيام الثلاثة الأولى على كامل ريف حلب الغربي إداريًا، وفتحت محورًا آخر بريف إدلب الشرقي.
أيضًا دخلت فصائل المعارضة حلب المدينة ووسعت سيطرتها، وسيطرت على كامل محافظة إدلب إداريًا.
في اليوم الرابع، دخل مقاتلون إلى مشارف مدينة حماة، ثم انسحبوا منها، بعد حشد النظام السوري قواته في المدينة.
دفاعات النظام شهدت انهيارًا متسارعًا منذ بدء عملية “ردع العدوان”، لكن النظام حشد في حماة بشكل كبير لوقف تقدم المعارضة، وهو ما فشل به خلال اليومين الماضيين لكنه أبطأ من تقدمها السريع.
المدينة شهدت منذ بداية الثورة السورية مظاهرات ضد النظام السوري، إلا أن حضور المعارضة غاب عن حماة منذ عام 2013.
كما لم تخضع المدينة لسيطرة المعارضة عسكريًا، وضغط النظام ضغط بشكل كبير على المدينة لمنع أي تحرك عسكري فيها.
الباحث السوري عبد الرحمن الحاج قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن حماة من الناحية العسكرية تحتل موقعًا استراتيجيًا، لأنها تمثل عقدة وصل بين شمالي وجنوبي سوريا، وغربها وشرقها، وتربط خطوط الإمداد والتنقل الحيوية بين دمشق وحلب، والسيطرة عليها حماة ستمنح المعارضة عدة مكاسب.
وبالنظر إلى أهمية حماة عسكريًا وسياسيًا ورمزيًا، فسيطرة المعارضة عليها سيشكل “عامل إحباط وهزيمة نفسية” ستؤثر كثيرًا على معنويات النظام وجنوده، وبالتالي “سنكون أمام أول خطوة للانهيار الشامل، الذي قد يكون في دمشق”، وفق تعبير الحاج.