خرج محمد عثمان المؤقت المعروف بـ”أبو عبد الله كبة” من سجون النظام السوري بعد 33 عامًا من الاعتقال، عقب سيطرة فصائل المعارضة على مدينة حلب مؤخرًا.
وكان محمد (56 عامًا) من بين المعتقلين في سجن “حلب المركزي”، حتى وصلت فصائل المعارضة إلى حلب وحررت جميع المعتقلين فيه وفي غيره من الفروع الأمنية.
“رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” قالت إن محمد عثمان المنحدر من مدينة حلب، يعد واحدًا من أقدم المعتقلين في السجون السورية، وقضى 33 عامًا خلف القضبان.
وذكرت أنه اعتُقل عام 1991 من قبل فرع “أمن الدولة” في مدينة حلب بناء على “تقرير كيدي كاذب”، وتعرض خلال سنوات اعتقاله لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية.
بدأت رحلته في السجون من فرع “أمن الدولة” في حلب، ثم تم نقله للفروع في دمشق حيث وُجهت إليه تهمة الانتساب إلى مجموعات سرية تسعى لقلب نظام الحكم السياسي والاقتصادي، وحوكم أمام محكمة “الميدان العسكرية” بالسجن المؤبد.
نُقل محمد عثمان بعدها إلى سجن “صيدنايا” سيئ السمعة، وحرم من رؤية عائلته لمدة 13 عامًا، حتى سمح بالزيارات عام 2005، حيث تمكن من لقائهم بعد سنوات طويلة من الانقطاع، وفق الرابطة.
وفي عام 2011، نُقل إلى سجن “حلب المركزي”، وعاش ظروفًا صعبة خلال فترة الحصار التي استمرت بين عامي 2012 و2016، والتي شهدت معاناة إنسانية كبيرة للسجناء نتيجة نقص الغذاء والدواء.
واعتبرت “رابطة المعتقلين” أن الإفراج عن محمد عثمان يعد أملًا جديدًا لآلاف المعتقلين وعائلاتهم، الذين ما زالوا ينتظرون مصيرًا مماثلًا.
وجاء الإفراج عن المعتقلين ضمن عملية عسكرية أطلقتها فصائل المعارضة السورية تحت اسم “ردع العدوان”، بدأت فجر 27 من تشرين الثاني الماضي، ولا تزال العملية مستمرة حتى اليوم، الثلاثاء 3 من كانون الأول.
وخلال العملية ظهرت تسجيلات مصورة لوصول الفصائل إلى سجون في مدينة حلب وإطلاق سراح المعتقلين فيها، من بينهم نساء وأطفال.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ما لا يقل عن 113218 شخصًا، بينهم 3129 طفلًا و6712 سيدة، لا يزالون قيد الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار 2011 حتى آب 2024.
وتتحمل قوات النظام السوري المسؤولية الكبرى عن ضحايا الاختفاء القسري بنسبة 85%.
اقرأ أيضًا: تحرك حقوقي مستمر لكشف مصير المختفين قسرًا في سجون النظام