طالب رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، من وصفهم بـ”العقلاء” في عواصم الدول الداعمة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بتغليب مصالح بلادهم، والامتناع عن مشاركتهم مرة أخرى في سفك الدم السوري.
وقال حجاب في كلمة مصورة اليوم، الثلاثاء 3 من كانون الأول، مخاطبًا هذه الدول، “لقد ورطكم بشار في المساهة بارتكاب أكبر مذبحة شهدها القرن الـ21، راح ضحيتها ملايين القتلى والمصابين والمهجرين واللاجئين والمنكوبين”.
وأضاف، “رغم ما بذلتموه لتثبيت حكمه، فها أنتم ترون هشاشته وفشله وتهاوي سلطته، وما أحوجكم إلى اغتنام هذه الفرصة السانحة لرفع هذا العبء المادي والأخلاقي عن أكتافكم، فليس من مصلحتكم ولا من عادات شعب بأكمله إبقاء فرد متسلط في الحكم، وليس من مصلحتنا إثارة أي عداوات إقليمية أو دولية”.
رياض حجاب دعا أيضًا المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة إلى مضاعقة جهودها في هذا الوقت الحرج، لإنهاء معاناة الشعب السوري عبر إنجاز حل سياسي يقوم على الشرعية الدولية والقرارات الأممية وخاصة القرار “2254”، يضمن وحدة البلاد وتماسك مجتمعها ويحافظ على الدولة ويوقف القتل والدمار، وينتشل ملايين السوريين من التهجير القسري والقتل الممنهج، والفقر المدقع وغيرها من صور المعاناة التي لازمتهم في السنوات الـ14 الماضية، وآن أوان إنهائها.
وتابع، “نمد يد التعاون لجميع الجهود المخلصة، في مبادرة تخلص البلاد من الاستبداد والميليشيات الطائفية والأجندات الخارجية وتحقن الدم السوري وتعيد ألق سوريا دولة محورية تسهم في تحقيق الأمن والتوزان الإقليمي”.
انشقاق سبب صدمة
شكّل انشقاق رياض حجاب، في آب 2012، بعد أشهر قليلة من تعيينه رئيسًا للحكومة، ومغادرته البلاد بصحبة عائلته ومساعدة “الجيش الحر” إلى الأردن، صدمة سياسية للنظام الذي حاول تلافي حادثة انشقاق بهذه الحجم عبر اتهام حجاب بالفساد، وإصدار قرار بإقالته إثر انشقاق الرجل أصلًا.
ولم تفلح محاولات النظام المتأخرة في تشويه السمعة السياسية لحجاب الذي أسس بعد انشقاقه “التجمع الوطني الحر”، الخاص بالعاملين في مؤسسات الدولة بين 2012 و2015.
وتأتي كلمة رياض حجاب في وقت تسجل به فصائل المعارضة السورية تقدمًا واسعًا في حلب بعد دخولها والسيطرة على مطارها، والتوسع في حماة، والسيطرة على كل من صوران وطيبة الإمام وحلفايا ومعردس، في وقت تتابع به التقدم على عدة محاور على تخوم مدينة حماة، في ظل انهيارات كبيرة ومتتالية في صفوف قوات النظام.
ومنذ فجر الأربعاء الماضي، أعلنت فصائل المعارضة بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، ردًا على قصف قوات النظام المتكرر لمناطق شمال غربي سوريا، وهدفها توسيع “المناطق الآمنة” تمهيدًا لعودة المهجرين والنازحين إليها.
كما بدأت فصائل في ريف حلب معركة “فجر الحرية”، سيطرت من خلالها على مناطق بريف حلب لتتوسع رقعة المناطق التي صارت تحت قبضة المعارضة.