“كامل العدد”.. كوميدي خفيف لا يخلو من الرسائل
يقدم المسلسل المصري “كامل العدد” بجزأيه، الأول والثاني، مجموعة أفكار اجتماعية مهمة بقالب كوميدي خفيف لا يخلو من الرسائل.
المسلسل القصير الذي يتمحور حول أحمد وليلى، هذا الثنائي الذي اجتمع وعاش حبًا تكلل بالزواج بأعجوبة، ينطلق من الزوجين نحو قضايا عميقة ترتبط بالعائلة والأبناء والاحتواء والمشاعر والمشكلات العاطفية، فأحمد رجل أرمل وأب لثلاثة أطفال، وليلى مطلقة لمرتين، أنتجت كل منهما طفلين، ما يعني أن زواجًا من هذا النوع سيؤدي إلى اجتماع سبعة أبناء تحت سقف واحد، قبل أن يأتي الثامن طبعًا.
المدرسة والنادي الرياضي وشجارات المدارس وشقاوة المراهقة والاطلاع المبالغ به على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وعواقب سوء الاستخدام، وآلية تعامل العائلة مع الطفل في حالات معقدة، كلها تفاصيل تغني العمل، وتخلع عنه ثوب الضحك في مكان لتعيده في مكان آخر غير متوقع.
كما أن إنجي مثلًا، وهي صديقة مقربة لليلى، ذات حظ عاثر في الحب، تقع في غرام رجل متزوج بضعف سنها تقريبًا، رغم بهاء طلعتها، فتخوض غمار علاقة عاطفية قائمة على عدم تحديد ماهيتها وضياع الشابة من جهة، وحالة عدم وضوح وضبابية وكذب من الطرف الآخر.
الشك بين الشريكين حاضر في “كامل العدد”، لكنه يبدل وجهه باختلاف الشريكين، ففي مكان تأخذ الأمور منحى طريفًا دون غرق في المخاطرة، وفي مكان آخر يتحول الشك إلى هاجس ووسواس قد يكون له ما يبرره لدى أحد طرفي العلاقة.
العمل المكون من موسمين ويتحضر لثالثهما يحافظ على هويته منذ البداية، فلا تغيير جذري في أبطاله ونجومه، ولا تبديل للشارة الغنائية بين الموسمين، مع تقديم فواصل غنائية ضمن بعض الحلقات أضفت على المسلسل خفة يستسيغها المشاهد.
يصور العمل حياة العائلة فعلًا، فيعكس حالة عدم انسجام بين الأطفال حينًا، قبل التحول إلى تحالف أمام حدث مقلق أو للشراكة في مؤامرة صبيانية، إلى جانب الشعور بالفراغ الذي يمكن أن يتشكل لدى الطفل في غياب أحد الأبوين رغم محاولات الآخر المستميتة لسد الثغرات وملء الفراغ.
“كامل العدد” عُرض لأول مرة في 2024، وهو من تأليف رنا أبو الريش، وإخراج خالد الحلفاوي، وبطولة كل من دينا الشربيني وشريف سلامة وإسعاد يونس وصدقي صخر وجيهان الشماشرجي وآية سماحة، وهو متاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :