جفاف الفم.. يؤثر على صحة الأسنان واللثة

د. أكرم خولاني

من الطبيعي أن يحدث لدى الشخص جفاف الفم إذا كان يعاني من التجفاف أو يشعر بالتوتر، ولكن قد يكون جفاف الفم باستمرار علامة على وجود مشكلة كامنة، وقد يؤثر تأثيرًا كبيرًا على صحة الأسنان واللثة، إذ يساعد اللعاب في الوقاية من تسوس الأسنان لأنه يزيل عنها السكريات وبقايا الطعام، ويجعل تأثير الجراثيم أقل ضررًا.

كذلك يؤثر جفاف الفم على الصحة العامة، فحينما تقل كمية اللعاب عن القدر الكافي قد تحدث صعوبة في التذوق والمضغ والبلع وما يتبعها من صعوبات في هضم الطعام.

ما المقصود بجفاف الفم

جفاف الفم (Dry Mouth or Xerostomia) هو حالة ناجمة عن نقص إفراز اللعاب في الفم أو انعدامه بشكل كلي، وقد يترافق بعدد من العلامات والأعراض، ومنها:

رائحة الفم الكريهة، جفاف وتشقق الشفاه، تشققات في باطن الخدين، تقرحات الفم، الإصابة بالعدوى والالتهابات سواء في منطقة الفم أو في الشفتين، خلل في حاسة التذوق، التهاب وتقرحات اللسان، زيادة الحاجة لشرب الماء باستمرار وخصوصًا في الليل، زيادة معدلات الإصابة بتسوس الأسنان والتكلسات السنية، مشكلات في البلع والمضغ، خاصة عند تناول الأطعمة الجافة مثل البسكويت أو الحبوب، مشكلات في ارتداء أطقم الأسنان، لزوجة اللعاب، صعوبة التكلم، ألم الحلق، بحة الصوت، جفاف الأنف.

ما الأسباب

ترتبط الإصابة بجفاف الفم بعدد من العوامل والأسباب، قد تشمل:

• تناول بعض الأدوية التي تسبب جفاف الفم، ومنها: الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، مضادات الهيستامين، مزيلات الاحتقان، أدوية ارتفاع ضغط الدم، الأدوية المعالجة للإسهال، مرخيات العضلات، الأدوية المستخدمة في علاج سلس البول، أدوية علاج داء باركنسون، مدرات البول، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، الأدوية التي تعالج القيء والغثيان، بعض الأدوية الموسعة للشعب الهوائية، وغيرها.
• الإصابة ببعض الأمراض، إذ يوجد عدد من الأمراض والمشكلات الصحية التي قد تزيد من الإصابة بجفاف الفم وتشمل: مرض السكري، اضطرابات الغدد الصماء والاضطرابات الهرمونية مثل قصور الغدة الدرقية، الاضطرابات المناعية مثل الروماتيزم، انسداد قنوات الغدد اللعابية، القلق، داء باركنسون، الاكتئاب، متلازمة شوغرن، الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مرض ألزهايمر، فقر الدم، التليف الكيسي، ارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية، النكاف، الشخير، تصلب الجلد.
• الشيخوخة، تعود زيادة معدلات الإصابة بجفاف الفم لدى كبار السن لعدة أسباب قد تشمل:
• انخفاض معدل إفراز الغدة اللعابية للعاب مع تقدم الإنسان في السن.
• ارتفاع نسبة معاناة الفرد في هذا العمر من الأمراض المختلفة، مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وتصلب الشرايين، وداء السكري، والتهاب المفاصل، وبالتالي كثرة استخدامه للأدوية المختلفة، التي قد تكون سبب جفاف الفم.

• التنفس من الفم، باستمرار أو في أثناء النوم.
• التدخين.
• تناول الكحول.
• الخوف.
• التوتر والإجهاد.
• الإصابة بالتجفاف الذي يمكن أن ينجم عن عدة أسباب مثل الإسهال، القيء، الحمى، التعرق الشديد، الحروق، فقدان الدم، عدم شرب كميات كافية من السوائل، الذي يعد من أسباب جفاف الحلق والفم.
• ممارسة التمارين الرياضية لفترات زمنية طويلة.
• الحمل.
• سن انقطاع الحيض.
• تأذي الأعصاب الخاصة بالغدد اللعابية نتيجة الحوادث والإصابات أو العمليات الجراحية في منطقة الرأس والرقبة.

كيف يتم تشخيص سبب جفاف الفم

الفحص السريري:

يقوم الطبيب بفحص فم المريض والتأكد من وجود الجفاف فيه، إذ إن التصاق خافض اللسان بالأغشية المخاطية المبطنة لتجويف الفم قد يدل على الإصابة بجفاف الفم، لكن في الكثير من الأحيان قد يبدو الغشاء المخاطي للفم رطبًا على الرغم من أن المريض يشكو من جفاف شديد في الفم، كذلك قد يبدو الغشاء المخاطي للفم جافًا بالرغم من أن الشخص لا يشكو من أعراض جفاف الفم.

تصوير الغدد اللعابية وقنواتها:

إن تصوير الغدد اللعابية باستخدام الأشعة السينية يفيد في الكشف عن وجود حصوات أو أورام داخل الغدد اللعابية.

خزعة الغدد اللعابية:

قد يتم أخذ عينة صغيرة من أنسجة الغدد اللعابية ودراستها لتشخيص متلازمة شوغرن.

ما طرق العلاج

يتمثل علاج جفاف الفم بشقين:

السيطرة على الأسباب التي تقف وراءه، ففي حال كان السبب تأثيرات جانبية لأدوية معينة، قد تستبدل بأدوية أخرى لا تؤدي إلى جفاف الفم.

استخدام العلاجات الدوائية والتدابير المنزلية التي يمكن من خلالها علاج وتخفيف جفاف الفم، وتشمل العلاجات الدوائية:

الأدوية المحفزة لإنتاج اللعاب: مثل البيلوكاربين (Pilocarpine) والسيفيميلين (Cevimeline).

بدائل اللعاب: تسمى باللعاب الاصطناعي (Artificial Saliva)، ويوجد العديد من المنتجات التجارية التي تحتوي على اللعاب الاصطناعي والتي يمكن للشخص شراؤها دون الحصول على وصفة طبية، إذ إن هذه المنتجات قد تكون تحتوي على مجموعة متنوعة من التركيبات، وبشكل عام فهي تحتوي على عامل لزيادة اللزوجة، مثل الكاربوكسي ميثيل سيليلوز (Carboxymethylcellulose) أو الهيدروكسي إيثيل السليلوز (Hydroxyethylcellulose)، بالإضافة إلى عدد من المعادن مثل أيونات الكالسيوم، والفوسفات، والفلورايد.

أما أهم التدابير المنزلية لعلاج جفاف الفم فتشمل:

• شرب كميات وافرة من الماء.
• تناول الأطعمة والمشروبات قليلة السكر.
• اختيار غسول الفم الخالي من الكحول الذي يزيد الجفاف بدوره.
• تناول العلكة الخالية من السكر، كما ينصح بتناول العلكة التي تحتوي على الزيليتول (Xylitol).
• استخدام جهاز لترطيب الهواء في الغرفة ليلًا.
• تجنب تناول الكحول.
• تجنب التدخين.

كيف يمكن الوقاية من جفاف الفم

هناك بعض التوصيات التي يمكن أن تمنع أو تخفف من حدوث جفاف الفم، مثل:

• الحرص على شرب المياه بانتظام.
• تجنب الإكثار من استخدام مضادات الهيستامين وأدوية إزالة الاحتقان.
• التنفس من الأنف، وليس الفم، وعلاج أي مشكلات أنفية تتسبب بالتنفس الفموي.
• تجنب تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر أو الحمضية، مثل المشروبات الغازية، وكذلك الأطعمة الجافة أو الحارة أو المالحة.
• غسل الأسنان بالفرشاة باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، أو استخدم غسول فموي يحتوي على الفلورايد، يوميًا قبل النوم.
• الحرص على زيارة طبيب الأسنان مرة واحدة على الأقل سنويًا للكشف عن تسوس الأسنان أو مشكلاتها الأخرى وعلاجها.