دير الزور.. لصوص الدراجات النارية ينشطون بالمناطق المزدحمة

تنتشر سرقة الدراجة النارية بكثرة في في ريف دير الزور - 26 تشرين الثاني2024 (عنب بلدي / عبادة الشيخ)

camera iconتنتشر سرقة الدراجة النارية بكثرة في في ريف دير الزور - 26 تشرين الثاني2024 (عنب بلدي / عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

دير الزور – عبادة الشيخ

يعاني أهالي ريف دير الزور شرقي سوريا من سرقة الدراجات النارية، حتى باتت ظاهرة تنتشر في الأسواق والأماكن المزدحمة على وجه الخصوص، ما يعكس حالة فلتان أمني وضعف رقابة من قبل “الإدارة الذاتية” المسيطرة على المنطقة.

وتعد الدراجات النارية وسيلة النقل الأكثر شيوعًا في ريف دير الزور، لسهولة استخدامها وقلة تكلفتها مقارنة بالأسعار المرتفعة للسيارات، وسط أوضاع معيشية واقتصادية متردية يعيشها الأهالي.

خلال دقائق

بعد دقائق من دخوله إلى سوق بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، مطلع تشرين الثاني الماضي، تعرض الشاب حسن الزوبع لسرقة دراجته النارية، وحاول البحث عنها لكنها “اختفت”، رغم ازدحام السوق، وعدم قدرة الدراجات على الحركة السريعة.

وقال حسن لعنب بلدي، إنه نشر صورًا للدراجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسأل عاملين في أسواق بيع الدراجات عنها، ليجدها في ريف دير الزور الغربي بعد 20 يومًا من فقدانها، وقد بيعت لأحد الأشخاص على أنها مكفولة من “السرقة والدم وغيرهما”.

وبعد تقديمه بلاغًا لـ”قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، تبين أن الدراجة بيعت ثلاث مرات قبل أن يتم العثور عليها.

وذكر حسن أن “الأمن الداخلي” ألقى القبض على عصابة مؤلفة من أربعة أشخاص يمتهنون سرقة الدراجات النارية، وفرضت غرامة عليهم قيمتها 500 دولار أمريكي، وهي ثمن دراجة جديدة للشاب.

ومن أغرب الحالات التي رصدتها عنب بلدي في ريف دير الزور الغربي، سرقة دراجة نارية تعود لسهيل الكسم، وهو أحد عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من نقطته العسكرية في بلدة محيميدة ليلًا.

وتسلل شابان وسحبا الدراجة خارج النقطة، وهربا بها بعد إبعادها حوالي 200 متر عن النقطة العسكرية، وحاول عناصر من “قسد” اللحاق بهما، لكن لم يتم القبض عليهما، بعد دخولهما بأزقة ضيقة لا تستطيع السيارة دخولها.

الأسواق الشعبية هدف اللصوص

يستغل اللصوص حالة ازدحام الأسواق الشعبية والأماكن أمام عيادات الأطباء، والتي تشكل مركزًا لتجمع الدراجات النارية.

الشاب محمد العثمان من بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن دراجته سرقت منذ ثلاثة أشهر من أمام إحدى عيادات الأطباء، وذلك خلال دخوله لتسجيل اسمه على لائحة الانتظار لدى الطبيب.

وذكر أنه طلب من صاحب “بسطة” الانتباه إلى دراجته، لكنه خرج ولم يعثر على الدراجة ولا على صاحب “البسطة”، وتقدم بشكوى لـ”قوى الأمن الداخلي”، دون أي نتيجة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

علي يعمل في منظمة إنسانية بريف دير الزور، أرجع سبب انتشار ظاهرة السرقة إلى تدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة، وعدم وجود فرص عمل، وغياب الرادع الذي يمنع اللصوص من السرقة.

وأضاف أنه يجب على الجهات الأمنية تركيب كاميرات في الشوارع العامة والأسواق لملاحقة اللصوص، مثلما تقوم بحماية مراكزها من خلال كاميرات المراقبة.

حسين السيد، وهو صاحب ومشرف على سوق شعبي لبيع الدراجات النارية في ريف دير الزور، قال لعنب بلدي، إن السرقة منتشرة بسبب غياب الرقابة عن أسواق الدراجات.

وأضاف أن هناك أشخاصًا يستخدمون أو يتباهون بقوتهم العشائرية مثلًا، لكي يتجنبوا كثرة الأسئلة عن مصدر الدراجة، كما لا يستطيع صاحب السوق الرد أو التحدث معهم للابتعاد عن المشاحنات.

وذكر أن الدراجات المستعملة هي الأكثر طلبًا في السوق، مضيفًا أن أسعارها (المستعملة) تتراوح حسب الشركة المصنعة، بين 100 دولار أمريكي (1.5 مليون ليرة سورية) و600 دولار، ومنها يتخطى الـ1000 دولار مثلًا من طراز “الجالنك البيرقدار موديل 2019″، بينما تتراوح أسعار الدراجات النارية الجديدة بين 450 دولارًا و1500 دولار، وفق التاجر.

وتشهد مناطق سيطرة “قسد” فلتانًا أمنيًا وانتشارًا لعمليات القتل والسرقة، وبين وقت وآخر تفرض دوريات تابعة لـ”قسد” حظرًا على الدراجات النارية في الأسواق، بعد حدوث تفجيرات أو اشتباكات.

وتعلن “قوى الأمن الداخلي” بشكل دوري عن إلقاء القبض على سارقي دراجات نارية، منها في 17 من تشرين الثاني الماضي، إذ أعلنت القبض على شخصين يمتهنان سرقة الدراجات النارية، بعد التحري والتحقيقات إثر بلاغ قدمه أحد المواطنين يفيد بتعرض دراجته النارية للسرقة من أمام مسجد في بلدة الدحلة شرقي دير الزور من قبل شخصين.

وذكرت أنها تعمل على مدار الساعة لمتابعة جميع الملفات الجنائية والسارقين والعابثين بالأمن “للقضاء على الجريمة وتأمين سلامة المواطنين، وتقديم المدانين للقضاء أصولًا”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة