الزيت في حلب.. “الإدلبي” بضعف السعر و”العفريني” أكثر رواجًا

  • 2024/12/01
  • 1:28 م
معصرة زيت زيتون في بلدة سجو بريف حلب الشمالي - 4 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

معصرة زيت زيتون في بلدة سجو بريف حلب الشمالي - 4 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

حلب – محمد العلي

ألقت أسعار زيت الزيتون المرتفعة عامًا بعد آخر بظلالها على موائد الحلبيين، فلم يعد الزيت ذلك المنتج المحلي المتوفر بكميات كبيرة وأسعار رخيصة كما كان سابقًا، وتحول إلى سلعة عليهم الحذر بما يكفي عند استهلاكها.

سوريا التي كانت تحتل مراكز متقدمة على المستوى العربي والعالمي في إنتاج الزيتون وزيته حتى عام 2010، تراجع إنتاجها للزيت من نحو 200 ألف طن عام 2010 إلى نحو 91 ألف طن عام 2023، مع تراجع التقديرات إلى 55 ألف طن خلال العام الحالي.

أما إنتاج الزيتون فتراجع من مليون و50 ألف طن عام 2010 إلى نحو 712 ألف طن عام 2023، بينما لا تتجاوز تقديرات الموسم الحالي 430 ألف طن بحسب الأرقام الحكومية الرسمية.

حلم الوصول إلى المحصول

يقيم عبد الله (58 عامًا) مع عائلته في مدينة حلب منذ عقود، فيما ينحدر من إحدى قرى إدلب الجنوبي، حيث ما زال يمتلك قطعة أرض مزروعة بالزيتون، لكنه لم يعد بإمكانه الوصول إلى أرضه ومحصوله منذ عام 2012، جراء ظروف الحرب ومخاطر التنقل بين ضفتي السيطرة (المعارضة والنظام).

خلال السنوات الماضية، تمكن عبد الله من الاتفاق مع أقربائه الموجودين في القرية، على أن يقوموا برعاية أرضه الزراعية لقاء نصيب من محصول الزيتون والزيت، مقابل أن يرسلوا له حصته سنويًا من الزيت عبر شركات الشحن.

صعوبات الشحن وعراقيل الحواجز العسكرية حالت دون حصوله على حصته عام 2023، بينما نجح أقاربه هذا العام في تأمين شحن أربع صفائح من الزيت، انطلقت من إدلب وصولًا إلى مدينة حلب.

أوضح عبد الله أن أجور النقل تصل إلى 400 ألف ليرة سورية (تقاس بالدولار وتعادل 27.5 دولار أمريكي) عن كل صفيحة في حال دفع المرسِل الأجور في إدلب، أما في حال أراد المستلم في حلب دفع الأجور فإن الشركة تطلب الأجر نفسه بالليرة السورية، لافتًا إلى أن الأجور ارتفعت أضعافًا، حيث لم تكن تتجاوز الـ90 ألف ليرة عن كل صفيحة قبل عامين فقط.

وقال عبد الله، إن حالة النقل تحسنت هذا الموسم، مضيفًا أن الشحنة كانت تستغرق بضعة أسابيع إلى أن تنطلق من إدلب وتصل إلى حلب، فيما لم تطل مدة الانتظار هذا العام أكثر من ثلاثة أيام.

تفاوت في الأسعار

يتراوح سعر صفيحة الزيت في إدلب بين 700 ألف ليرة و950 ألفًا (48 و65 دولارًا) بحسب الجودة، وتضاف أجور النقل إليها ليصل السعر إلى 1.6 مليون ليرة سورية (110 دولارات أمريكية) كحد أقصى للزيت القادم من إدلب، أي أن سعر الصفيحة في حلب قد يبلغ ضعف ما هو عليه في إدلب، علمًا أن السعر ينخفض إلى ما دون ذلك تبعًا لنسبة الأسيد في الزيت، ومن الممكن وجود أسعار أقل قد تصل إلى 1.1 مليون ليرة لنوعيات أقل جودة.

من جانب آخر، فإن الزيت “الكردي” لا سيما القادم من عفرين يعد مرغوبًا أكثر من زيت إدلب بالنسبة لمعظم سكان حلب الذين اعتادوا مذاقه لسنين طويلة، ولكن الأسعار تشهد تفاوتًا واضحًا بين بائع وآخر.

ففي حين يتراوح سعر الصفيحة في عفرين بين 740 ألف ليرة ومليون ليرة (50 و70 دولارًا)، فإن أجور الشحن إلى داخل حلب تصل إلى 450 ألف ليرة، لكن بعض الباعة يعرضون الصفيحة بمليون و700 ألف ليرة بذريعة أن الزيت من النوع الأول.

ويعرض باعة آخرون أسعارًا أقل تصل إلى ما دون مليون و400 ألف ليرة، بينما يعد الزيت الساحلي القادم من اللاذقية وطرطوس أقل سعرًا، وقد يصل سعر الصفيحة إلى ما دون المليون ليرة لكنه لا يلقى رواجًا بين المستهلكين في حلب.

تعد الأسعار مرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي والاقتصادي للأهالي، حيث يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية 279 ألف ليرة سورية (أقل من 19 دولارًا أمريكيًا).

وفي تشرين الأول الماضي، أظهرت إحصائية أجراها “المكتب المركزي للإحصاء” في سوريا، أن عددًا كبيرًا من الأسر السورية باتت تكتفي بوجبة واحدة في اليوم، نظرًا إلى تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي لمستويات متدنية.

ما قصة الخروج من المعايير الدولية

في تشرين الأول الماضي، كشف الخبير في سلامة الغذاء الدكتور محمد الشهابي عن خروج زيت الزيتون السوري من معايير الجودة العالمية لدى هيئة المعايير والمواصفات العالمية.

وقال الشهابي في مؤتمر الأمن الغذائي بجامعة “دمشق”، إن على وزارة الزراعة مراقبة الزيتون منذ مرحلة غسل الثمار وحتى عصره، لضمان الجودة ولتكون المواصفات المحددة للجودة متطابقة مع العالمية، وفق ما نقلت عنه صحيفة “تشرين” الرسمية.

لكن مديرة مكتب الزيتون في وزرارة الزراعة، عبير جوهرة، نفت خروج الزيت السوري من المعايير العالمية، وقالت في حديث لصحيفة “الوطن” المحلية، إن المعايير التي تدرس في مواصفة دستور الغذاء تتعلق بنقاوة زيت الزيتون وليس بجودته.

واحتلت سوريا المرتبة الرابعة عالميًا بين الدول المنتجة لزيت الزيتون من عام 2004 وحتى 2008، ليتراجع ترتيبها إلى المرتبة العاشرة خلال عام 2019، ويتذرع المسؤولون الحكوميون بالعقوبات والحرب، بينما تشكل صعوبة تأمين الفلاحين مستلزمات الزراعة وقلة الدعم أهم أسباب التراجع.

اقرأ أيضًا: سوريا.. انخفاض إنتاج الزيتون عن العام الماضي بنحو 28%

مقالات متعلقة

  1. سوريا.. توقعات إنتاج نحو 820 ألف طن من الزيتون لهذا الموسم
  2. سوريا.. انخفاض إنتاج الزيتون عن العام الماضي بنحو 28%
  3. أكبر منطقة مصدّرة للزيتون في سوريا تبحث عن سوق للتصريف
  4. تضاعف أسعار زيت الزيتون بدرعا في العام الحالي

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية