قدّم النظام السوري تعليقه الرسمي الأول على تطورات الأحداث في شمال غربي سوريا، والعملية العسكرية التي أطلقتها فصائل المعارضة، الأربعاء 27 من تشرين الثاني، واستعادت بموجبها السيطرة على نحو 16 قرية وبلدة، حتى إعداد هذه المادة.
وقالت وزارة الدفاع في حكومة النظام في بيان لها اليوم، الخميس 28 من تشرين الثاني، إن ما وصفتها بـ”التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوبة تحت ما يسمى (جبهة النصرة)” والموجودة في ريفي إدلب وحلب، شنت هجومًا على جبهة واسعة بأعداد كبيرة من “الإرهابيين” باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة و”نقاطنا العسكرية” في تلك المناطق.
وبحسب البيان، فإن قوات النظام تصدت لما وصفته بـ”الهجوم الإرهابي” الذي ما زال مستمرًا وكبدت “التنظيمات الإرهابية المهاجمة” خسائر فادحة.
وتابع بيان “الدفاع”، “تقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوساط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة”.
من جانبها، قدمت وسائل الإعلام السوري الرسمية والمقربة منها تغطية محدودة لتطور العمليات في شمال غربي سوريا دون تطرق لفقدان النظام السيطرة على مساحة واسعة، فغابت تغطيات من هذا النوع عن بعضها، وتحدثت إذاعة “شام إف إم” عن تعزيزات للنظام على المحور الغربي من ريف حلب، واستهداف محاور تقدم المعارضة في ريف حلب الغربي.
ونشرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، مادة اتهمت فيها فصائل المعارضة السورية بالتعامل مع إسرائيل وعنونتها: “بعد توقف عدوان الأصيل في لبنان.. الوكيل يتحرك ويشن هجومًا كبيرًا غرب حلب”.
تقدم مستمر لفصائل المعارضة
منذ فجر الأربعاء، أعلنت فصائل المعارضة بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، ردًا على قصف قوات النظام المتكرر لمناطق شمال غربي سوريا، وهدفها توسيع المناطق الآمنة تمهيدًا لعودة المهجرين والنازحين إليها.
الفصائل المقاتلة منضوية في غرفة عمليات “الفتح المبين” وأبرزها “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في المنطقة، وأعلنت مجموعات وكتائب أخرى انضمامها ومساندتها في العملية الحاصلة منها “كتيبة المدفعية” في “الجبهة الشامية”.
وتواصل اليوم، الخميس، فصائل المعارضة السورية التقدم على أكثر محور لتوسيع رقعة “المناطق المحررة”.
“إدارة العمليات العسكرية” للعملية، قالت إن الفصائل تواصل التقدم في ريف حلب الغربي وتمكنت من تحرير بلدة أرناز وكفربسين، والشيخ علي ومعمل الزيت، بالإضافة إلى ريف المهندسين الثاني الذي يعد من أهم القواعد العسكرية التابعة للنظام غربي حلب.
كما نفذت الفصائل ضربة استباقية جديدة في ريف إدلب الشرقي، وحررت قرية داديخ وتلتها، حيث بدأت تحصينات قوات النظام بالانهيار منذ اللحظات الأولى.
وبحسب “إدارة العمليات العسكرية”، فإن المناطق التي “حُررت”، الأربعاء خلال العملية تمهد الطريق لعودة أكثر من 100 ألف مهجر إلى منازلهم وأراضيهم، لتخفيف المعاناة الإنسانية في شمال غربي سوريا.
واستهدفت “كتائب شاهين” للطيران المسيّر مرابض راجمات صواريخ في مدرسة الشرطة بريف حلب الغربي، والتي كانت تستخدم لاستهداف مناطق المعارضة.
وتمكنت الفصائل المشاركة في العملية من أسر ثمانية عناصر للنظام اليوم، الخميس، ما يرفع عدد الأسرى منذ انطلاق العملية إلى 20 عنصرًا، ودعت “إدارة العمليات العسكرية” عناصر النظام للانشقاق و”الانحياز إلى الشعب”.
في غضون ذلك، تواصل قوات النظام قصف مناطق شمال غربي سوريا، موقعة قتيلًا و20 حالة إصابة بينهم تسعة أطفال جراء الهجمات التي شنتها بالتعاون مع حليفها الروسي والميليشيات الإيرانية على أكثر من 16 بلدة وقرية، وفق ما ذكره “الدفاع المدني السوري”.