أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ردود فعل مؤيدة للقرار، بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الموافقة عليه، مساء الثلاثاء، 26 من تشرين الثاني الحالي.
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال إن هذه الخطوة “نبأ سار”، ووجه الشكر للرئيس الفرنسي لمساعدته في الوصول إلى هذه النقطة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى جهود ستبذلها الولايات المتحدة مع تركيا وقطر ومصر وإسرائيل، للتوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار في غزة.
كما أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ترحيبه بالاتفاق في كلمة مسجلة نشرها عبر “إكس“، كما دعا إلى انتخاب رئيس للبنان دون تأخير.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إعلان وقف إطلاق النار بأنه “خبر مشجع للغاية”، مشيرة إلى أنه سيكون لدى لبنان فرصة لتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي بفضل تراجع نفوذ “حزب الله”.
واعتبرت الخارجية البريطانية أن الاتفاق الذي طال انتظاره يوفر قدرًا من الارتياح للسكان المدنيين في لبنان، وشمال إسرائيل، الذين عانوا من عواقب لا توصف خلال الأشهر القليلة الماضية ننتيجة الصراع المدمر وإراقة الدمار.
كما دعت إلى تحقيق تقدم فوري نحو التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، ورفض القيود المفروضة على المعونة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
من جانبها، رحبت تركيا عبر بيان لوزارة خارجيتها، بوقف إطلاق النار في لبنان، معربة عن أملها بأن يكون وقفًا دائمًا، ودعت الخارجية المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على إسرائيل للامتثال الكامل لوقف إطلاق النار، وتقدي التعويضات عن الأضرار التي تسببت بها في لبنان.
كما أبدت استعدادها لتقديم الدعم اللازم لتحقيق السلام الداخلي في لبنان، مع التذكير بضرورة إعلان وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن، لضمان السلام والاستقرار الإقليميين.
تذكير بغزة
أعربت قطر عن ترحيبها بالاتفاق مع آمالها بالتوصل لاتفاق مماثل ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية، مع تطلعها إلى التزام جميع الأطراف بالاتفاق ووقف العمليات العسكرية فورًا والتنفيذ الكامل للقرار “1701”، تمهيدًا لتوقف أشمل يحقق السلام الدائم والاستقرار التام في المنطقة.
الأردن أيضًا أبدى ترحيبًا بالاتفاق، واعتبره “خطوة مهمة يجب أن تستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة”.
وشدد الناطق باسم الخارجية، سفيان القضاة، على ضرورة وقف العدوان على غزة كخطوة أولى نحو خفض التصعيد الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميغ أنحاء القطاع.
العراق أيضًا رحب بإعلان وقف إطلاق النار، وأبدى أمله بأن يسهم الاتفاق في وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني.
كما دعت الخارجية العراقية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي تفاقمت جراء التصعيد العسكري المستمر.
مصر رحبت بالاتفاق مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد في المنطقة، كما أكدت أن الاتفاق يجب أن يكون توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية بلا عراقيل، في ظل الأوضاع الكارثية في القطاع، إلى جانب وقف الانتهاكات في الضفة الغربية.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، رحب بهذه الخطوة، مؤكدًا دعم طهران للحكومة والشعب والمقاومة اللبنانية، مع التشديد على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وفق ما نقلته وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية.
انفتاح “حماس”
وفي بيان لها، اعتبرت حركة “حماس” أن قبول إسرائيل بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق الشروط التي وضعتها “محطة مهمة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها”.
كما أعربت عن التزمها بأي جهود لوقف إطلاق النار على غزة، مشيرة إلى أنها معنية بالتخفيف عن شعبها ضمن محددات وقف العدوان على غزة، وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقة وكاملة.
حركة “الجهاد الإسلامي” بعثت برسالة لأمين عام “حزب الله” نعيم قاسم، بارك فيها “صمود المقاومة” وصمود الشعب اللبناني، مشددة على وحدة الصف ووحدة “المقاومة” حتى النصر.
ومنذ الساعة الرابعة من فجر اليوم، الأربعاء، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيّز التنفيذ، وسط حديث عن خروقات في الساعات الأولى من الاتفاق.
ولم تنقل وسائل الإعلام والمعرفات المقربة من “حزب الله” أية أنباء أو بيانات عن عمليات جديدة ضد إسرائيل، مكتفية بنشر الحصاد اليومي للعمليات الخاص بيوم أمس الثلاثاء، بينما تحدثت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” عن بدء عودة النازحين اللبنانيين إلى منازلهم في الجنوب.
ونشرت تسجيلات مصورة في منطقة صيدا، أظهرت ازدحامًا بالعائدين إلى منازلهم بعد نزوح استمر لأكثر من شهرين، رافعين أعلام “حزب الله” وصور أمينه العام السابق، حسن نصر الله.