تتقدم روسيا في الأراضي الأوكرانية، بوتيرة هي الأسرع منذ الأيام الأولى للعمليات العسكرية التي بدأت عام 2022، بعد أن سيطرت على مساحات كبيرة خلال الأسابيع الماضية.
وقالت صحيفة “Oxu.Az” الروسية، إن الجيش الروسي سيطر على الأراضي في أوكرانيا بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ بداية عام 2024.
وأضافت الصحيفة أن القوات الروسية سيطرت على 600 كيلومتر من الأراضي الأوكرانية في تشرين الثاني الحالي، بينها 235 كيلومترًا خلال الأسبوع الماضي.
بدورها قالت وكالة “رويترز” إن روسيا بدأت في التقدم بشكل أسرع في شرق أوكرانيا في تموز الماضي، في الوقت الذي تمكنت فيه القوات الأوكرانية من الاستيلاء على جزء من منطقة كورسك الغربي، ومنذ ذلك الحين، تسارع التقدم الروسي، وفقًا لخرائط مفتوحة المصدر.
تسيطر روسيا حاليًا على 18% من أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم بالكامل، وأكثر من 80% من منطقة دونباس، والتي تضم لوغانسك ودونيتسك، وأكثر من 70% من منطقتي زابوريزهيا وخيرسون، إضافة إلى أقل من 3% من منطقة خاركوف، بحسب “رويترز”.
ونقلت “رويترز” عن مسؤولين أوكرانيين، اليوم الثلاثاء، أن القوات الروسية نفذت أكبر هجوم لها على الإطلاق بطائرات دون طيار على أوكرانيا خلال الليل.
وأدى الهجوم إلى قطع الكهرباء عن معظم منطقة تيرنوبل في غرب أوكرانيا، وإلحاق أضرار بالمباني السكنية في العاصمة كييف.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن من بين 188 طائرة دون طيار استُخدمت خلال الليل، أسقطت أوكرانيا 76 طائرة وفقدت أثر 96 طائرة.
ويرجع ذلك على الأرجح إلى الحرب الإلكترونية النشطة، بينما اتجهت خمس طائرات دون طيار نحو بيلاروسيا.
وتتزامن الهجمات الليلية المكثفة على المدن الأوكرانية، مع تقدم كبير من جانب روسيا على طول الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن القوات الروسية تتقدم بشكل أكثر فعالية، وإن روسيا ستحقق جميع أهدافها في أوكرانيا.
في حين قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن 45 معركة متفاوتة الشدة كانت تدور على طول مقاطعة كوراخوف خلال الساعات الماضية، وإذا تمكنت روسيا من اختراق الدفاعات الأوكرانية حول كوراخوف، ستكون قادرة على التوجه غربًا نحو مدينة زابوريزهيا مع تأمين خطوطها الدفاعية للسماح بالتقدم نحو بوكروفسك.
وقال معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن، إن تقدم القوات الروسية في جنوب شرق أوكرانيا، هو نتيجة اكتشاف واستغلال نقاط الضعف في خطوط أوكرانيا بشكل تكتيكي.
تشهد الحرب الروسية الأوكرانية نسقًا تصاعديًا، ولا سيما عقب إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب عمق روسيا، وهو ما قوبل بتهديدات روسية.
ونقلت وكالة “رويترز“، الأحد 17 من تشرين الثاني، عن مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع على القرار، أن إدارة بايدن ستسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع، مثل صواريخ “أتاكمس” التي يصل مداها إلى 190 ميلًا (306 كيلومترات) لضرب عمق روسيا.
موقع “أكسيوس” الأمريكي أكد كذلك تلك الأنباء، وقال إنها المرة الأولى التي يسمح فيها الرئيس بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، ضد القوات الروسية والكورية الشمالية في منطقة كورسك على الأراضي الروسية.
بدورها ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن فرنسا وبريطانيا سمحتا لأوكرانيا أيضًا بتوجيه ضربات باستخدام صواريخ “ستورم شادو/ سكالب” بعيدة المدى على عمق الأراضي الروسية.
منذ 24 من شباط 2022، تشنّ روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه “تخلي” كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية كحلف الناتو، وهو ما تعده كييف “تدخلًا” في شؤونها.
وبدأت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة شن هجمات على الأراضي الروسية، إذ أطلقت قواتها في 6 من آب الماضي، عملية واسعة النطاق على منطقة كورسك الحدودية، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة متواصلة مع الجيش الروسي داخل أراضيه.