لبنان.. تقرير يوثق مقتل صحفيين بأسلحة أمريكية

  • 2024/11/25
  • 4:53 م
تصاعد الدخان من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية- 21 من تشرين الثاني 2024 (رويترز)

تصاعد الدخان من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية- 21 من تشرين الثاني 2024 (رويترز)

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” (دولية غير حكومية مقرها في نيويورك)، إن غارة شنتها إسرائيل على لبنان، في 25 من تشرين الأول الماضي، أسفرت عن مقتل ثلاثة صحفيين وإصابة أربعة آخرين بجروح، وشكلت على الأرجح هجومًا متعمدًا ضد مدنيين وجريمة حرب واضحة.

وبحسب تقرير المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، الصادر اليوم، الاثنين 25 من تشرين الثاني، فالجيش الإسرائيلي شن غارات باستخدام قذائف ملقاة من الجو، تشمل مجموعة ذخائر “الهجوم المباشر المشترك” (Joint Direct Attack Munition) أمريكية الصنع.

المنظمة دعت الحكومة الأمريكية إلى تعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الغارات العسكرية غير القانونية المتكررة على المدنيين، ما قد يجعل المسؤولين الأمريكيين متواطئين في ارتكاب جرائم حرب.

وجرى تنفيذ الغارة حينها، على منتجع “حاصبيا فيلج كلوب” جنوبي لبنان، حيث كان أكثر من 12 صحفيًا يقيمون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

ولم تجد “هيومن رايتس ووتش” أدلى على وجود قوات عسكرية أو نشاطات قتالية أو عسكرية في المنطقة وقت الهجوم، لكن تشير معلومات تحققت منها المنظمة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أو يفترض أن يعلم أن الصحفيين يقيمون في المنطقة، وفي المبنى المستهدف، لكن الجيش الإسرائيلي وبعد ساعات من إعلانه أن قواته قصفت مبنى “حيث يعمل إرهابيون” قال إن الحادث “قيد التحقيق”.

قابلت المنظمة ثمانية أشخاص كانوا يقيمون في المنتجع أو في جواره، بينهم ثلاثة صحفيين مصابين ومالك المنتجع، وزارت في 1 من تشرين الثاني، الموقع، وتحققت من ست تسجيلات مصورة، و22 صورة للغارة وآثارها، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية.

ولم تتلق أي رد على الرسائل الموجهة إلى الجيش الإسرائيلي في 14 من الشهر نفسه.

بحسب المقابلات والصور التي يظهر التوقيت عليها، جرى شن الغارة على المبنى الذي يقيم فيه الصحفيون بعد الساعة الثالثة صباحًا، وكان معظم الصحفيين نيامًا.

مقتل ثلاثة صحفيين بقصف إسرائيلي جنوبي لبنان

مقتل ثلاثة صحفيين

قال زكريا فاضل (25 عامًا)، وهو مساعد مصور في مؤسسة “إنترناشونال ستوديوز أوف ليبانون” (أيسول) التي تقدم خدمات البث الإذاعي والتلفزيوني في لبنان، إنه كان ينظف أسنانه عندما طار في الهواء جراء الانفجار.

وسقطت قنبلة على المبنى المؤلف من طابق واحد، وانفجرت عند ارتطامها بالأرض، وقتل الانفجار الصحفي والمصور التلفزيوني غسان نجار، ومهندس البث الفضائي محمد رضا، وكلاهما يعمل في قناة “الميادين”، ومصور قناة “المنار” التابعة لـ “حزب الله” وسام قاسم.

تحققت المنظمة من تسجيلات مصورة بعد الغارة بدقائق، وظهر فيها المبنى المستهدف مدمَّرا بالكامل ومبانٍ متضررة في الجوار.

منذ بدء الأعمال القتالية الحالية بين إسرائيل و”حزب الله” في 8 من تشرين الأول 2023، هاجم الجيش الإسرائيلي صحفيين وقتلهم واستهدف قناة “الميادين” ودمر مكتبها في بيروت.

وقالت “لجنة حماية الصحفيين” إن الغارات الإسرائيلية قتلت ستة صحفيين لبنانيين على الأقل بين 8 من تشرين الأول 2023، و29 من تشرين الأول 2024.

كما وجدت “هيومن راتيس ووتش” أن هجوم 13 من تشرين الأول 2023، الذي قتل مصور “رويترز” عصام عبد الله وجرح ستة صحفيين آخرين، كان جريمة حرب مفترضة.

في 21 من تشرين الثاني 2023، قتلت غارة إسرائيلية مراسلين لبنانيين في “الميادين”، هما ربيع المعماري وفرح عمر، وسائقهما حسين عقيل، في طير حرفا جنوبي لبنان.

وثّقت “هيومن رايتس ووتش” سابقًا استخدام الجيش الإسرائيلي غير القانوني للأسلحة أمريكية الصنع في غارة في آذار، قتلت سبعة مسعفين في جنوب لبنان.

مطالب بتحقيق مستقل في مقتل مصور “رويترز” في لبنان

الصحفيون مدنيون

ويحظر القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، الغارات على المدنيين والأهداف المدنية، ويعتبر الصحفيون مدنيين ويتمتعون بحماية ضد الغارات طالما أنهم لا يشاركون مباشرة في الأعمال العسكرية، ولا يمكن استهدافهم بسبب عملهم الصحفي، حتى لو اعتبر الفريق المعادي أنهم منحازون ويستخدمون للدعاية.

ودعت المنظمة لبنان للقبول فورًا باختصاص “المحكمة الجنائية الدولية” من أجل تفويض مدعي المحكمة للتحقيق في الجرائم الدولية الجسيمة المرتكبة على أراضيه.

كما دعت حلفاء إسرائيل الرئيسيين (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا) إلى تعليق الدعم العسكري وبيع الأسلحة لإسرائيل.

واليوم الاثنين، قال مسؤولان إسرائيليان ومسؤولان أمريكيان لموقع “أكسيوس” الأمريكي، إن لبنان وإسرائيل على وشك التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار لإنهاء الصراع بين إسرائيل و”حزب الله”.

ويتضمن مشروع الاتفاق فترة انتقالية من 60 يومًا ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، وينقل “حزب الله” أسلحته الثقيلة إلى شمالي نهر الليطاني.

كما يشمل مشروع الاتفاق تشكيل لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.

اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في لبنان

مقالات متعلقة

حقوق الإنسان

المزيد من حقوق الإنسان