قتل 13 عنصرًا من “حركة التحرير والبناء” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بعملية تسلل نفذتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرقي محافظة حلب.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب أن عناصر من “الجيش الوطني” قتلوا، وجرح آخرون، إثر محاولة تسلل لميليشيا “قسد” في محور البويهج بريف مدينة منبج شرقي حلب.
وقال مصدر عسكري في “حركة التحرير والبناء” إن 13 عنصرًا من الحركة قتلوا خلال اشتباكات مع “قسد” بالقرب من مدينة منبج.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن المواجهات أسفرت أيضًا عن خمسة مصابين، ومفقود.
ولم تعلن “قسد” مسؤوليتها عن أي هجوم طال المنطقة، في حين تبنت “قوات تحرير عفرين” وهي مجموعة عسكرية تدعي أنها مستقلة عن “قسد”، استهدافات في ريف مدينتي الباب وبالقرب من عفرين.
وتزامنًا مع المواجهات بين “قسد” و”الوطني” تعرضت مناطق سيطرة الطرفين لقصف صاروخي ومدفعي أسفر عن ضحايا مدنيين.
وقال “الدفاع المدني السوري” إن مدنيًا قتل، وأصيب 14 آخرون بجروح جراء قصف صاروخي مصدره مناطق تسيطر عليها “قسد” والنظام السوري، استهدف أحياء مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
من جانبها قالت وكالة “هاوار” المقربة من “قسد” إن مدنيًا قتل وأصيب سبعة آخرون، معظمهم أطفال، في قصف تركي مكثف خلال الـ 12 ساعة الماضية.
وتركز القصف على ريفي منبج وعفرين، وطال 13 قرية وبلدة ومدينة، وفق الوكالة.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال الباحث في مركز “جسور للدراسات” محمود حوراني، إن هذه العمليات تقع في نطاق “حرب العصابات” التي تتضمن الإغارة والكمائن والقنص.
وتلجأ إلى هذه العمليات عديد من الأطراف المحلية في سوريا ضد بعضها لعدة أسباب، منها سياسية تتمثل في التفاهمات بين القوى المتدخلة الإقليمية والدولية، المسؤولة عن تثبيت جبهات القتال في عموم الجغرافيا السورية، والقوى المحلية المدعومة من قبل الأولى.
الباحث أضاف أن تفاهمات القوى الإقليمية تهدف لتثبيت مناطق السيطرة والنفوذ للقوى المحلية، وبالتالي فإن العمليات التي تنفذها “قسد” في المنطقة، أو التي تنفذها “تحرير الشام” غربي سوريا، “لا تخرج عن كونها محاولات للتأثير بالخصم، أو نوعًا من أنواع الاستنزاف”.
ويتمثل هذا النوع من العمليات الخاطفة بعدة أهداف بالنسبة للجهة المهاجمة، أولها غياب رغبة الجهة المسؤولة عن الهجوم بالسيطرة على مناطق جديدة، وتكبد عناء الدفاع عنها، إذ يعمد لتنفيذ عملية مفاجئة تكبد الخصم خسائر.
ويمكن أيضًا اعتبار أن غياب رغبة الجهة نفسها الاستحواذ على منطقة جديدة وتهيئتها لتكون منطلقًا لعمليات جديدة سببًا في اعتماد هذا النوع من التكتيك العسكري، كونها لن تكلّفه خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
اقرأ أيضًا: حرب عصابات على خطوط التماس بين “قسد” و”الوطني”