عروة قنواتي
خرجت علينا وسائل التواصل الاجتماعي وصحيفة “الغد” الأردنية قبل أيام، تزامنًا مع البطولة الدولية الودية بكرة السلة التي أقيمت بالعاصمة الأردنية، عمان، في خبر مفاده أن رئيس اتحاد كرة السلة التابع للنظام السوري، طريف قوطرش، قد تعرض للضرب ببعض اللكمات من قبل مشجع سوري كان يحضر المباراة الأخيرة للمنتخب أمام منتخب فلسطين، وقد تدخلت قوات الدرك الأردنية لإبعاد المشجع وفض الخلاف.
اتحاد كرة السلة رد ببيان سريع بأن كل ما تم الحديث عنه من ضرب ولكم وشتم ليس له أساس من الصحة، وأنها شائعات تحاول النيل من صمود طريف الوطن وباسكيت الوطن وسيد الوطن، والأمور بخير وضمن السيطرة، وسر فلا كبا بك الفرس!
وبصرف النظر عن حادثة الضرب إن كانت صحيحة أم لا، فإن المنتخب كان يستعد لمباريات النافذة الثانية في تصفيات كأس العالم، من خلال مباريات البطولة الودية في الأردن، وقد خسرها كلها أمام قطر والأردن وفلسطين، وبحسب أغلب من تابع المباريات وتحضيرات هذا المنتخب، فإن وضع اللاعبين سيئ، وتجاوبهم لتعديل أي نتيجة يأتي بالحلول الفردية وبأسلوب الطفرة، وحتى اللاعب المجنس لم يرتقِ لمستوى اللاعبين المحليين في المنتخب، والمدرب بيتراتشي يمنّي النفس بأن يكشف ثغرات الفريق في المباريات الاستعدادية قبل الوصول للاستحقاق الرسمي أمام البحرين ولبنان في مباريات النافذة الثانية.
جماهير المنتخب تطالب بإقالة أو استقالة الاتحاد، على غرار ما يحدث في كرة القدم تقريبًا، والإعلام الرقيب على رياضة البلاد انقسم بين مدافع عن عمل الاتحاد والصبر على المنتخب وعلى الدوري الذي لم ينطلق، وبين من يشحذ أقلامه وسكاكينه للحظة الأضحية التي ستقدم قريبًا قربانًا جديدًا عن كل الإخفاقات وفلكلور الفوضى والعمل العشوائي.
سيقول بعضهم، وهذا متوقع، ماذا نستفيد من عمليات النسف المتكررة ومحاولة الانطلاق من جديد، كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. لماذا لا نترك الاتحاد يحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه أفضل ألف مرة من عملية الاستبدال التي لم تأتِ إلا بمخططات وشعارات وأحلام في واقع مالي واقتصادي وسياسي سيئ ومعروف لبلاد أنهكتها الحروب والتقسيمات والحاجة والعوز.
قد يكون هذا التوصيف صحيحًا، وهذه النصيحة في مكانها، إن كان من يقوم على رأس العمل يحاول التطوير ويواجه الصعوبات، يتقدم خطوة ويعود أربع خطوات، يفتح المجال للمشاركة وإبداء الرأي ولا ينجح في سبر المعلومات أو المخططات، وهنا نقول على الأقل إنه حاول يا أخي، وسيل المصاعب والعواصف أعلى من قدرات الاتحاد، ولكن أن تطلق الوعود تلو الوعود، وتتم عمليات الاستبعاد والإقصاء، والتهديد بالملفات، وتخدير الضمائر والقلوب بأن القادم أفضل، على ثلاث هزائم و دحض رواية ضرب الطريف، ويجب أن تصبر على كل ما سبق من أجل ألا تكبر دائرة الفوضى و تعاد عملية اختراع المياه الساخنة من جديد.
فلتكن مياهًا باردة مجمدة، وأجواء شتوية ببرد قارس، أفضل من سخونة الأحلام ودفء الشعارات والعناوين العريضة البراقة، فماذا بعد، ماذا يقال في حضرة الهزائم؟