“لقمة مغمسة بالدم”.. حين تتحول أدوات الموت إلى مهنة

"لقمة مغمسة بالدم".. حين تتحول أدوات الموت إلى مهنة
tag icon ع ع ع

يخترق الفيلم الوثائقي القصير بعنوان “لقمة مغمسة بالدم”، من إخراج بلال أنس الحمود، مناطق شمالي سوريا، ويكشف النقاب عن مهنة محفوفة بالمخاطر محورها الأساسي رجل من مدينة كفرنبل في محافظة إدلب، يكسب قوت يومه من عملية استخراج المواد المتفجرة من مخلفات الحرب، وبيع هيكلها الحديدي.

العمل الذي يبدو غريبًا وصادمًا يعكس واقعًا مفروضًا على سكان المناطق التي دمرتها الحرب، ويسلط الضوء على فكرة مركزية عنوانها: “كيف تحولت أدوات الموت إلى مصدر للرزق”.

ترشح الفيلم لتتويج في مسابقة “الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير” لعام 2024، وهو إنجاز يدل على قدرة العمل على لفت الانتباه إلى تفاصيل مأساوية مغفلة.

افتُتح الفيلم بمشهد يحمل تناقضًا بصريًا عميقًا، حين يظهر الرجل وهو يحفر الأرض بأدوات بدائية كما لو كان يزرع، لكن الواقع ينكشف سريعًا حين يستخرج قذيفة غير منفجرة.

هذا التناقض بين فعل الحياة ورمز الموت يلخص مأساة مناطق الشمال السوري، الخاضعة حاليًا لسيطرة فصائل المعارضة، وتتعرض لقصف متواصل من قوات النظام السوري، ويضع المشاهد في مواجهة مباشرة مع قسوة الواقع في المنطقة.

ويمكن القول إن الطرح البصري والعاطفي في الفيلم، يترك في عقل المشاهد بعض الأسئلة دون إجابة، فيما لم يوضح آلية نقل المواد الخطرة ولا الدور الدقيق الذي يؤديه الأطفال في هذه العملية، إذ ظهروا مرات عدة بالفيلم، وكان يمكن لهذا التوضيح أن يمنح العمل شمولية أكبر، يثري فهم المشاهد لتلك المهنة.

يقدم الفيلم نموذجًا واحدًا من بين الآلاف من التحديات التي يواجهها السوريون، ممن أجبرتهم الظروف على العيش بين ركام الموت.

وفي خمس دقائق فقط، أحاط الفيلم بواقع مهنة خطرة أو كما وصفها بطل الفيلم بـ”لقمة مغمسة بالدم”، بينما تتجلى شجاعة طاقم التصوير في الاقتراب من الحدث رغم غياب وسائل الأمان.

وسجلت سوريا خلال عام 2023 ثاني أعلى عدد قتلى وجرحى بسبب الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات حول العالم، بعد ميانمار، وبلغ عدد الضحايا في سوريا 933 ضحية، تليها أوكرانيا وأفغانستان، بحسب تقرير “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية”، الصادر في 20 من تشرين الثاني الحالي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة