سيلان الأنف المستمر عند الأطفال

  • 2024/11/24
  • 12:59 م
سيلان الأنف المستمر عند الأطفال

د. أكرم خولاني

يعتبر سيلان الأنف (Runny nose or Rhinorrhea) عرضًا شائعًا عند الأطفال، وليس هنالك سبب واحد لحدوثه، إنما توجد مجموعة كبيرة من أسباب سيلان الأنف، مثل الإصابة بنزلات البرد، أو التعرض للهواء البارد، أو التغير بالعوامل البيئية والجوية.

ولكن نشاهد بعض الأطفال يعانون من سيلان أنوفهم بشكل مستمر، وفي هذه الحالات قد توجد مشكلة صحية أكثر خطورة تحتاج إلى التدخل والعلاج، وإلا قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة.

كيف يحدث سيلان الأنف

ينتج الأنف والجيوب الأنفية عادة سائلًا مخاطيًا يحافظ على رطوبة الأنف، ويكون هذا السائل الأنفي على شكل مخاط رقيق أو سميك شفاف أو معتم، وعادة ما يتم دفعه مرة أخرى إلى الحلق وابتلاعه، ولكن يزداد الإفراز نتيجة بعض الأسباب، ويحدث سيلان الأنف عندما يتم تصريف السائل الزائد من الأنف، ويمكن أن يكون السيلان متقطعًا أو ثابتًا.

ما أسباب سيلان الأنف عند الأطفال

هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تسبب سيلان الأنف بشكل عابر عند الأطفال، ومنها:

  • نزلات البرد والإنفلونزا: يمكن أن يملأ المخاط الناتج عن الأمراض تجويف الأنف ويسبب انسدادًا مؤقتًا في الأنف.
  • البكاء: عندما يبكي الطفل تصب الدموع من خلال القنوات الدمعية في تجويف الأنف ثم في الأنف.
  • الطقس البارد: يمكن أن يتسبب الطقس البارد أحيانًا في حدوث تفاعل ينتج عنه مخاط غزير وسيلان.
  • التهاب الأنف غير التحسسي: يمكن أن ينتج المخاط عن تفاعل الأنف مع مادة مهيجة مثل الدخان أو التلوث، أو تفاعل الجسم مع المحفزات الأخرى مثل الطقس البارد أو الطعام الساخن.

وهناك العديد من الحالات يمكن أن تسبب سيلان الأنف المستمر عند الأطفال، ويعني أن السيلان قد استمر لأكثر من 10 أيام، وهنا يمكن أن يكون سيلان الأنف علامة على حالات أخرى، ومنها:

  • التهابات الجيوب الأنفية واللحمية: يمكن أن تمتلئ الجيوب الأنفية التي تصب في الأنف بالمخاط نتيجة العدوى ما يؤدي إلى التهابها، ويمكن أيضًا أن تصاب اللحمية وهي الأنسجة الموجودة في مؤخرة الأنف عند الأطفال بالعدوى وتؤدي إلى إنتاج مماثل من المخاط المصاب.
  • التهاب الأنف التحسسي: يمكن أن ينتج المخاط عن الحساسية أو رد فعل الأنف لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة، وعادة ما يتصاحب سيلان الأنف التحسسي مع الأعراض الآتية: العطس المتكرر، زيادة دموع العينين، حكة واحمرار جلدي، سعال، صداع.
  • تورم القرينات: يمكن أن تتورم العظام الموجودة داخل تجويف الأنف وتسمى بالقرينات بسبب الحساسية أو الالتهابات وتؤدي إلى انسداد الأنف.
  • تضخم اللحمية: عندما يتضخم النسيج الموجود في مؤخرة الأنف عند الأطفال، قد يسبب ذلك تجمع المخاط ما قد يؤدي إلى سيلان الأنف المستمر.
  • الزوائد الأنفية: عندما تتكون زوائد في بطانة الأنف، تعوق التنفس في بعض الأحيان وتؤدي إلى تجمع المخاط وسيلان الأنف.
  • دخول جسم غريب: في كثير من الأحيان عند الأطفال قد يكون سبب الانسداد هو وضع جسم ما في الأنف، مثل حبة الفول السوداني ما يسبب الانسداد وتصريف مخاط كريه الرائحة.
  • البوليبات أو الأورام الأنفية: نادرًا ما يكون الانسداد ناتجًا عن أورام حميدة أو خبيثة أو خراجات، وهي أكثر شيوعًا عندما تؤثر الأعراض على جانب واحد فقط من الأنف.
  • انحراف الحاجز الأنفي: يتم فصل الجانبين الأيمن والأيسر من الأنف بجدار من العظام والغضاريف يسمى الحاجز الأنفي، في بعض الأحيان يمكن أن يميل الحاجز إلى جانب واحد ما يتسبب في حدوث انسداد بهذا الجانب، يمكن أن يكون هذا التشوه موجودًا عند الولادة أو نتيجة لصدمة في الأنف في وقت لاحق من الحياة.

كيف يمكن علاج سيلان الأنف عند الأطفال

· العلاج الدوائي

يعتمد العلاج الدوائي على استخدام مزيلات الاحتقان الفموية أو القطرات والبخاخات الأنفية، وفي حالات السيلان الناتج عن الحساسية يمكن استخدام مضادات الحساسية كمضادات الهيستامين، وبخاخات الكورتيزون الأنفية:

مزيلات الاحتقان: يمكن استخدام مزيلات الاحتقان كأحد أدوية علاج سيلان الأنف عند الأطفال، وتوجد بأشكال صيدلانية ملائمة كالمحاليل الفموية والقطرات الأنفية، التي تحتوي إحدى المواد الفعالة الآتية:

  • فينيليفرين (Phenylephrine)
  • سودوإفدرين (Pseudoephedrine)
  • غوايفينيسين (Guaifenesin)

لكن لا بد من التحذير حول عدم استخدامها لمدة تتجاوز 5 أيام بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني والتأكد من الجرعة والمدة الصحيحة للعلاج.

الأدوية المضادة للهيستامين: تساعد مضادات الهيستامين على تخفيف أعراض الحساسية والسيلان، وقد توجد في تركيبات دوائية مع المواد الفعالة، ويجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول نوع الدواء وجرعته المناسبة لاعتماد ذلك على عمر الطفل، إذ لم تنصح مؤسسة الغذاء والدواء باستخدام مضادات الهيستامين للأطفال الأصغر من سنتين.

بخاخات الستيرويدات الأنفية: تساعد بخاخات الأنف التي تحتوي الستيرويدات على تثبيط الالتهاب وتخفيف أعراض الحساسية، من الأمثلة عليها الفلوتوكازون (Fluticasone furoate)، والبديسونايد (Budesonide).

· العلاجات المنزلية

يعد علاج سيلان الأنف في المنزل الخيار العلاجي الأفضل، بحيث لا ينصح الأطباء باستخدام الأدوية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، وتشمل أهم النصائح العلاجية المنزلية ما يأتي:

  • المحلول الملحي: استخدام قطرات المحلول الملحي الفيزيولوجي بشكل متكرر.
  • الشفط: استخدام شفاط الأنف المطاطي لتنظيف أنف الطفل الصغير.
  • البخار: يساعد استنشاق البخار في تفكيك البلغم الذي يسد الأنف، لذا ينصح بتشغيل مرطب الهواء بالماء في غرفة الطفل.
  • الحمام الدافئ: تحميم الطفل بماء دافئ قد يساعد على تخفيف الاحتقان.
  • الزنجبيل والعسل: كل من الزنجبيل والعسل غنيان بمضادات الأكسدة ولهما خصائص مضادة للبكتيريا.
  • الحليب الدافئ والكركم: هذا الخليط يقوي المناعة ويساعد الجسم على استعادة قوته لمحاربة الالتهابات.

أخيرًا ينصح بمسح المنطقة المحيطة بالأنف بالقليل من الفازلين لتخفيف خشونة الجلد الناتجة عن الرشح والسيلان.

ما المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن سيلان الأنف

عند حدوث سيلان الأنف بشكل مستمر عند الطفل وإهمال الأمر باعتباره عرضًا شائعًا عند الأطفال، قد يتسبب ذلك في عدد من المضاعفات الصحية، واعتمادًا على مصدر سيلان الأنف يمكن أن تختلف التأثيرات طويلة المدى:

  • اضطرابات النوم: يمكن أن يؤثر انسداد الأنف على نوعية حياة الطفل إذا كان طويل الأمد، ويمكن أن يؤثر ممر الأنف المسدود على نوعية النوم.
  • التنفس الفموي: يؤدي إلى تشوه بالفك العلوي، إذ إن التنفس من الأنف مهم لنمو الوجه في مرحلة الطفولة.
  • التهاب الجيوب الأنفية: في حالات نادرة يمكن أن تؤدي التهابات الجيوب الأنفية إلى التهابات أكثر خطورة إذا تُركت دون علاج.
  • مشكلات بالسمع: قد يؤثر انسداد الأنف وسيلان الأنف على صحة الأذنين والسمع، لأن مسار تصريف الأذن الوسطى يمر عبر مؤخرة الأنف من خلال البلعوم الأنفي.

مقالات متعلقة

  1. ما الذي نعرفه عن دواء لوكاست
  2. ما الذي تعرفه عن دواء فيكسوفينادين
  3. اضطرابات حاسة الشم
  4. مع بدء العام الدراسي.. ما أشيع الأمراض التي تنتشر بين طلاب المدارس

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية