أدانت نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، الضربات الإسرائيلية على محافظة حمص، شرقي سوريا، الأربعاء الماضي.
وقالت رشدي، اليوم، الخميس 21 من تشرين الثاني، إنها تدين بشدة الهجمات على تدمر، التي تسببت بإلحاق الضرر بالمدنيين والبنى التحتية المدنية.
كما كررت خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، لجميع الأطراف، لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وبحسب رشدي، فهناك مؤشرات على أن العام الحالي سيكون الأكثر عنفًا منذ عام 2020، مع وجود احتمالات لحدوث دمار على نطاق واسع، ما يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة من كل الأطراف الفاعلة لمنع انزلاق سوريا إلى حرب أوسع نطاقًا.
وتابعت، “مرة أخرى ازدادت الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق”، مشيرة إلى أن العشرات قتلوا أمس الأربعاء بضربة جوية قرب تدمر، وهي على الأرجح الغارة الإسرائيلية الأكثر دموية في سوريا حتى الآن، بحسب رشدي.
نائبة المبعوث الأممي أشارت إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان وعبروا إلى سوريا منذ أواخر أيلول الماضي، مع تدفق مستمر للحركة، حيث يشكل السوريون 63% من هؤلاء النازحين، ومعظمهم من الأطفال والنساء.
كما دعت إلى حماية السوريين كافة أينما كانوا، من يقيمون في الخارج، ومن عادوا مؤخرًا في ظروف سيئة على الأغلب، ومن بقوا داخل سوريا طوال “فترة الصراع”.
وقبل التدفق الأخير لنصف مليون شخص، كان 16.7 مليون سوري في حاجة بالفعل إلى المساعدة الإنسانية، وهو أعلى رقم سجل منذ بدء “الصراع”، كما أن الاقتصاد بحالة متردية وتتزايد معدلات الجريمة المنظمة والأنشطة غير المشروعة، وفق قولها.
النظام يدين أيضًا
مساء الأربعاء، أدان النظام السوري ما وصفها بـ”جريمة مروعة” في مدينة تدمر، معترفًا بمقتل 36 شخصًا وإصابة عشرات آخرين، جراء عدوان جوي إسرائيلي استهدف أبنية سكنية في تدمر.
وأكد النظام عبر بيان لوزارة الخارجية، أن “الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني” في سوريا ولبنان وفلسطين، تشكل خطرًا حقيقيًا غلى أمن واستقرار المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع في حكومة النظام تحدثت عن مقتل 36 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين في الضربة الإسرئيلية، دون تقديم بيانات تفصيلية حول أعداد المدنيين والعسكريين القتلى والمصابين جراء الاستهداف الإسرائيلي.
عنب بلدي رصدت مجموعة من النعوات لقتلى في الاستهداف، غالبيتهم ضباط في قوات النظام، أعلاهم رتبة، اللواء عبد الله الزير، من قرية الرقة غربي حمص.
ويغلب على الأسماء التي رصدتها عنب بلدي أنها تنحدر من مناطق تتهم بانحياز كثير من أبنائها إلى جانب النظام السوري، بناء على عوامل طائفية.
من جانبه، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (مقره لندن) ارتفاع حصيلة القتلى إلى 82 شخصًا جراء الاستهداف في تدمر، 56 منهم من الميليشيات الموالية لإيران من جنسية سورية، بينهم ثمانية ضباط وصف ضباط متعاونين مع “حزب الله”، و22 من جنسية غير سورية، غالبيتهم من “حركة النجباء”، وأربعة من “حزب الله” اللبناني.
لا تزال سوريا في حالة حرب وانقسام عميقة نشطة، ولا يزال ملايين السوريين خارج بلدهم أو داخله يكافحون من أجل البقاء. ولا يزال أكثر من 100 ألف شخص محتجزين تعسفيًا أو مفقودين.
نجاة رشدي، نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا |
العملية السياسية
شددت نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا على الحاجة لدفع العملية السياسية إلى الأمام بالتزام حقيقي وعمل جاد، معتبرة أن من بين كل الإشارات التي يمكن إرسالها، استئناف اجتماعات “اللجنة الدستورية”.
وأشارت إلى أهمية العمل على تطوير تدابير لبناء الثقة “خطوة مقابل خطوة” في إطار الأفكار المطروحة على الطاولة، مع الأخذ بالاعتبار التطورات على الأرض، والتطورات على الصعيد الدبلوماسي.
وكانت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، نقلت أمس الأربعاء، أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا سيبدأ من اليوم نفسه زيارته الثانية إلى دمشق هذا العام، لإجراء لقاءات رسمية للبحث في ملف” اللجنة الدستورية”.