فيدان يحدد عناصر سياسة تركيا في سوريا
حدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأسس التي تقوم عليها سياسة بلاده في الملف السوري، وسط مسار ضبابي للتقارب بين أنقرة ودمشق.
وقال فيدان خلال تصريحات أدلى بها اليوم، الخميس 21 من تشرين الثاني، إن العناصر الأساسية لسياسة تركيا تجاه سوريا تتمثل في تطهير البلاد من العناصر الإرهابية، والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، وإحراز تقدم في العملية السياسية، بالإضافة إلى ضمان عودة السوريين إلى بلادهم بطريقة “آمنة وطوعية”.
كما شدد الوزير التركي على موقف بلاده في محاربة “حزب العمال الكردستاني”، معتبرًا أن تركيا أحبطت الجهود الرامية إلى تنظيم “الإدارة الذاتية” لـ”الانتخابات المحلية” في شمال شرقي سوريا، مشددًا على عدم السماح بمثل هذه المحاولات في الفترة المقبلة، ومواصلة الحرب ضد ما وصفها بـ”المنظمة الإرهابية الانفصالية” دون تنازلات، وفق قوله.
وكانت “الإدارة الذاتية” بدأت قبل أيام إجراء انتخابات غير معلنة للبلديات في محافظة دير الزور، وفق ما نقلته عنب بلدي عن مصادر محلية مسؤولة تحفظت على عدم ذكر أسمائها.
وجاءت تصريحات الوزير التركي خلال تقديمه ميزانية وزارته ومؤسساتها ذات الصلة لعام 2025، في لجنة التخطيط والميزانية التابعة للجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، وفق ما نقلته قناة “CNNTURK” التركية.
إسرائيل تهدد “بيئة أستانة”
اعتبر وزير الخارجية التركي أن جهود روسيا وإيران في إطار مسار “أستانة” مهمة للحفاظ على الهدوء الميداني، مؤكدًا استمرار المشاورات التي بدأت مع الولايات المتحدة بشأن القضية السورية.
لكن إن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي “خلقتها عملية أستانة والتي أوقفت إراقة الدماء في سوريا”، وجعلتها مفتوحة لكل أنواع عدم اليقين، بحسب الوزير.
كما أشار فيدان إلى أن الحوار الذي اقترحه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنهج استراتيجي، يجب أن يتم تقييمه من قبل النظام السوري بطريقة تضع مصلحة الشعب السوري في المقام الأول، وهو ما يمثل التوقع الأساسي لتركيا.
السبت الماضي، وبالإشارة إلى حديث أردوغان حول اللقاء مع الأسد، بيّن فيدان أن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية، مشيرًا إلى أن أردوغان أعلن إرادته على أعلى مستوى، وهو أمر ذو قيمة أن يدلي زعيم دولة ديمقراطية (في إشارة إلى تركيا) بمثل هذه التصريحات، معتبرًا أن هذه الخطوة غيرت قواعد اللعبة.
روسيا تستبعد.. إيران تدعو لـ”السلمية”
بعد حديث الرئيس التركي، في 13 من تشرين الثاني، عن أمله بإمكانية اللقاء مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، استبعدت موسكو في اليوم التالي، عقد لقاء من هذا النوع على المدى المنظور.
واعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، أن تركيا تتصرف كـ”دولة احتلال”، مبيّنًا أن الأمر يتعلق بدعمها للمعارضة السورية، والقضية الرئيسة هي انسحاب القوات التركية من سوريا.
“دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها، إنهم (الأتراك) يتصرفون كدولة محتلة، ومن الصعب على دمشق للغاية الدخول في حوار دون ضمانات معينة من تركيا بشأن انسحاب قواتها”، أضاف لافرنتييف.
وفي 16 من الشهر نفسه، قال فيدان إن روسيا تقف على الحياد نوعًا ما فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، داعيًا النظام السوري لإعادة عشرة ملايين لاجئ سوري.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لحل الخلافات بين تركيا والنظام السوري بطرق سلمية، مؤكدًا وجوب احترام وحدة الأراضي السورية ووقف دعم ما وصفها بـ”الجماعات المتطرفة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :