في يومهم العالمي
نحو نصف مليون طفل بلا مدارس شمال غربي سوريا
يعاني الأطفال السوريون في مختلف مناطق السيطرة، من أزمات متكررة على عدة أصعدة ومنها التعليم.
وتتضاعف المعاناة للأطفال في عمر الدراسة بشمال غربيّ سوريا، ويبلغ عدد المحرومين بينهم من المدارس من نحو نصف ميلون، بسبب تدهور الوضع الأمني والقصف المستمر، فضلًا عن الوضع الإنساني والاقتصادي المتردي.
الهجمات على المدارس
وفي اليوم العالمي للطفل، نشر فريق “منسقو استجابة سوريا“، اليوم 20 من تشرين الثاني، بيانًا حول الواقع التعليمي في شمال غربيّ سوريا.
وأشار البيان إلى تدمير مئات المدارس وإخراجها عن الخدمة، بسبب الهجمات العسكرية من النظام الروسي وسوريا.
ووفق “منسقو استجابة سوريا”، خرجت عن الخدمة 266 منشأة تعليمية شمال غربيّ سوريا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.
وارتفعت وتيرة استهداف المدارس هذا العام، مقارنة بالعامين الماضيين، بحسب تقرير مشترك لمنظمتي “حراس الطفولة” و”الدفاع المدني السوري”، في 18 من تشرين الثاني الحالي.
وأفاد التقرير بوقوع 43 هجومًا على المدارس، بين أيلول 2023 وحتى 2024، بينما تعرضت المدارس لثماني هجمات بين عامي 2022 و2023، و عشر هجمات في الفترة نفسها بين عامي 2021 و2022.
الهجمات منذ أيلول العام الماضي وحتى منتصف شهر تشرين الثاني الحالي، أدت إلى مقتل طفل ومعلم وإصابة تسعة أطفال ومعلم آخر.
وأشار التقرير إلى أن نحو ثلث الطلاب لا يشعرون بالأمان، بسبب الاستهدافات المتكررة على المدارس.
متسربون من التعليم
وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” أيضًا تسرب أكثر من 386 ألف طفل في شمال غربيّ سوريا و 84 ألف داخل المخيمات من التعليم.
وذكر سببين رئيسيين لتسرب الطلاب من المدارس شمال غربي سوريا، الأول يعود إلى الأوضاع الاقتصادية التي يواجهها سكان المنطقة، وبالتالي يزج أهالي الطلاب أطفالهم إلى سوق العمل بسن مبكرة.
وأشار الفريق إلى غياب التشريعات من السلطات المحلية لمنع دخول الأطفال في سوق العمل وغياب الحد الأدنى للعمر القانوني.
وتبلغ نسبة التسرب الدراسي والتوجه إلى العمل اثنين من كل خمسة أطفال، بحسب بيان الفريق.
ويتوقع “منسقو الاستجابة” ارتفاع هذه النسب خلال الأعوام الثلاثة القادمة، بسبب المصاعب المستمرة التي يعاني منها المدنيون.
ويتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية من 14 إلى 17 عامًا نسبة 37 % من إجمالي الأطفال الموجودين في مخيمات النازحين.
السبب الثاني للتسرب، بحسب بيان الفريق، يعود إلى استمرار نزوح الأهالي في المنطقة، الأمر الذي زاد من صعوبة تأمين المستلزمات.
وتشهد مناطق في ريفي حلب وإدلب موجات نزوح متكررة نتيجة القصف المستمر من الطيران والمدفعية من مناطق سيطرة النظام السوري.
كما ذكر الفريق الإنساني عوامل أخرى للتسرب من المدارس منها حالات الزواج المبكر عند الفتيات، وبعد المنشآت التعليمية عن مناطق السكن.
محاولات من الأمم المتحدة
تعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20 من تشرين الثاني من كل عام، للاحتفال بيوم الطفل منذ عام 1990.
الاحتفال جاء على خلفية اعتماد الأمم المتحدة “إعلان حقوق الطفل” عام 1959، كما اعتمدت جمعية الأمم المتحدة “اتفاقية حقوق الطفل” عام 1989.
ويسلط الاحتفال الضوء على قضايا الطفل العالمية والدفاع عنها وتعزيزها، خاصة المناطق التي تشهد حروبًا أو أزمات إنسانية.
وتحاول منظمات أممية الدفع بمساعدات إغاثية ونشاطات توعوية للتخفيف من حدة الآثار الناجمة من الحروب على الطفل.
وفي هذه المناسبة، قالت منظمة “يونسيف” التابعة للأمم المتحدة، إنها دعمت أكثر من 230 ألف طفل في سوريا في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.
واستفاد أكثر من 100 ألف والد ووالدة من جلسات الأبوة والأمومة التي تنظمها منظمة “اليونسيف”، بحسب بيانها.
وفي تقرير نشرته منظمة “يونيسيف” في آذار الماضي، قالت إن 7.5 مليون طفل في سوريا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
واشارت المنظمة إلى أن العنف والنزوح، والأزمات الاقتصادية، وتفشي الأمراض، والزلازل المدمرة في العام الماضي( 6 من شباط)، “تركت مئات الآلاف من الأطفال عرضة لعواقب جسدية ونفسية اجتماعية طويلة المدى”.
ويعيش في مناطق شمال غربي سوريا أكثر من خمسة ملايين شخص، منهم نحو مليوني شخص يسكنون المخيمات، بحسب إحصائيات “OCHA” التابعة للأمم المتحدة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :