أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن أن خمسة سوريين غادروا مخيم “الركبان” الواقع على الحدود السورية الأردنية، حيث تسيطر قوات التحالف الدولي، باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، الثلاثاء 19 من تشرين الثاني، أن جنود “حفظ السلام” من الجيش الروسي ساعدوا خمسة سوريين على مغادرة مخيم “الركبان” في منطقة “التنف” شرقي سوريا.
ونقلت الوكالة عن نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” (قسم تابع لوزارة الدفاع الروسية)، أوليج إغناسيوك، قوله إن “مركز المصالحة الروسي يلفت الانتباه مرة أخرى إلى الوضع الإنساني الصعب في مخيم الركبان للاجئين الواقع في منطقة (التنف) التي تحتلها الولايات المتحدة”.
وأضاف أنه بفضل “جهود السلطات السورية ومركز المصالحة الروسي”، غادر المخيم خمسة لاجئين (رجل وامرأتان وطفلان).
وفي وقت تعلن فيه باستمرار عن مساهمتها إلى جانب قوات النظام السوري، بتسهيل مغادرة سكان مخيم “الركبان” من النازحين السوريين، فإن روسيا تشارك في حصار المخيم.
وفي 27 من تشرين الأول الماضي، منعت قوات النظام المتمركزة بالقرب من المخيم، محاولة مجموعة مدنيين إدخال أدوية وأغذية إلى “الركبان”، بزعم تهريبها.
وقال “جيش سورية الحرة“، وهو فصيل عسكري محلي مدعوم أمريكيًا، متمركز في “منطقة 55 كيلومتر” التي تشمل المخيم، إن مجموعة مدنيين حاولوا تهريب الأدوية والأغذية إلى المخيم، وخصوصًا أدوية وحليب والأطفال.
وأضاف أن القوات المحاصِرة للمخيم أطلقت النار باتجاه القائمين على محاولة تهريب الأدوية، وحققت إصابات، كما دمرت آليات خاصة بالمدنيين، بالإضافة إلى انفجار ألغام في المكان.
“جيش سورية الحرة”: غادروا لأسباب صحية
من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم “جيش سورية الحرة”، عبد الرزاق الخضر لعنب بلدي، إن عددًا من المدنيين قرروا مغادرة المخيم مؤخرًا لدواع صحية، ونتيجة للأوضاع المعيشية السيئة التي تعاني منها المنطقة.
وأضاف أن تسعة أشخاص غادروا المخيم خلال اليومين الماضيين، ستة منهم يعانون من مشكلات صحية، غادروا بهدف تلقي العلاج في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى جانب ثلاثة أشخاص غادروا كمرافقين للمرضى.
ولفت إلى أن الأوضاع الإنسانية في المخيم “سيئة للغاية”، وتتطلب تدخلًا إغاثيًا عاجلًا لمساعدة قاطنيه.
وفي 23 من أيلول الماضي، طالبت “منظمة العفو الدولية” الولايات المتحدة الأمريكية، بتقديم مساعدات إنسانية بشكل عاجل، للنازحين المقيمين في مخيم “الركبان”، كونه يقع ضمن حدود سيطرتها.
وحثت المنظمة في تقرير لها، الولايات المتحدة على تقديم مساعدات إنسانية لما لا يقل عن 8000 نازح سوري عالقين في المخيم المعزول والمحاصر “بشكل عاجل”.
وأقيم مخيم “الركبان” عام 2014، لإيواء عشرات آلاف السوريين الفارين من مناطق مختلفة في محافظات الرقة ودير الزور وريف حمص الشرقي، كانوا يحاولون العبور إلى الأردن، إثر سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحات واسعة شرقي سوريا حينها.
وبعدما كان المخيم حلًا مؤقتًا، أصبح مركزًا إقامة دائم بعد إغلاق الأردن حدودها بشكل كامل في شباط 2020، واعتبارها المخيم شأن داخلي سوري، بالترافق مع تخلٍ أممي عن السكان.
وتنتشر أكثر من 100 نقطة عسكرية للنظام وحلفائه، حول مخيم “الركبان”، ما يفرض حصارًا على السكان ويزيد من التحديات الإنسانية التي تواجههم يوميًا، وكانت آخر قافلة مساعدات أممية سمح لها النظام بالدخول إلى المخيم، في أيلول 2019.
واقع سيئ
في 18 من تشرين الثاني الحالي، قال “جيش سوريا الحرة” عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”، إن “المنظمة السورية للطوارئ” ساهمت بمساعدة أهالي مخيم “الركبان” المحاصر، وأرسلت دفعة من الأطباء للتخفيف من معاناة المحتاجين للعلاج.
وأضافت أنه وقوات التحالف الدولي المنتشرة في المنطقة، “ساهموا في حماية المنطقة لتبقى آمنة تسهيلًا لعمل الأطباء”.
وبين الحين والآخر تتصدر أزمة مخيم “الركبان” المعيشية العناوين، مع اشتداد حصار النظام السوري وروسيا للمخيم، ثم تختفي مع تدخلات خجولة لبعض المنظمات التي تقدم بعض المساعدات الإغاثية والطبية بين الحين والآخر.
قوات التحالف الدولي التي تتمركز في المنطقة لم تستجب من جانبها، حتى اليوم، للمطالب التي يطرحها سكان المنطقة بدعم استقرارهم فيها، دون تقديم تبرير لحالة عدم الاستجابة.
اقرأ أيضًا: “الركبان”.. عالقون في صحراء تسخنها المصالح