أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الثلاثاء 19 من تشرين الثاني، أن القوات الأوكرانية قصفت الأراضي الروسية بصواريخ أمريكية باليستية بعيدة المدى، لأول مرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن الجيش الأوكراني شن في الساعة 03:25 فجر اليوم (بالتوقيت المحلي)، هجومًا على منشأة بريانسك الروسية الحدودية، بستة صواريخ باليستية من نوع “ATACMS” التكتيكية العملياتية أمريكية الصنع، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأشار البيان إلى أن أطقم منظومات “S400″ و”بانتسير” للدفاع الجوي أسقطت خمسة صواريخ، وألحقت أضرارًا بالسادس الذي سقط حطامه على منطقة فنية لمنشأة عسكرية في مقاطعة بريانسك، ما أدى إلى نشوب حريق تم إخماده على الفور، دون وقوع ضحايا أو دمار.
بدورها قالت وكالة “رويترز“، إن قصف كييف منطقة روسية بصواريخ أمريكية لأول مرة، يعد تصعيدًا كبيرًا في اليوم الألف للحرب الروسية الأوكرانية.
وأضافت “رويترز” أن أوكرانيا قالت إنها قصفت مستودع أسلحة روسي على بعد نحو 110 كيلومترات داخل روسيا، وتسببت في انفجارات ثانوية، ولم تحدد الأسلحة التي استخدمتها.
وقال خبراء عسكريون لـ”رويترز”، إن الصواريخ الأمريكية يمكن أن تساعد أوكرانيا في الدفاع عن منطقة استولت عليها، لاستخدامها كورقة مساومة داخل روسيا، لكن من غير المرجح أن تغيّر تلك الصواريخ مسار الحرب المستمرة منذ 33 شهرًا.
ومن المتوقع حدوث تغييرات أكثر أهمية في الموقف الأمريكي عندما يعود دونالد ترامب إلى السلطة بعد شهرين، حيث تعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يوضح كيف، وفق “رويترز”.
من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي، بريان نيكولز، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سمح لكييف بتوجيه ضربات ضد روسيا باستخدام الصواريخ الأمريكية.
وأضاف نيكولز، أن هذا القرار سيمنح أوكرانيا “المزيد من الفرص للدفاع عن نفسها”، مضيفًا أن هذا سيدفع روسيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
موقع “أكسيوس” الأمريكي أكد كذلك تلك الأنباء، وقال إنها المرة الأولى التي يسمح فيها الرئيس بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، ضد القوات الروسية والكورية الشمالية في منطقة كورسك على الأراضي الروسية.
وأضاف الموقع أن أوكرانيا أبلغت بقرار بايدن منذ حوالي أربعة أيام، مشيرًا إلى أن الدافع وراء القرار هو ردع كوريا الشمالية عن إرسال المزيد من القوات إلى روسيا للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا.
بدورها ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن فرنسا وبريطانيا سمحتا لأوكرانيا أيضًا بتوجيه ضربات باستخدام صواريخ “ستورم شادو/ سكالب” بعيدة المدى على عمق الأراضي الروسية.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر بالفعل عن رأيه بشأن الضربات المحتملة داخل روسيا بأسلحة أمريكية بعيدة المدى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس“.
وأشارت زاخاروفا إلى أن بوتين أكد أن استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى ضد روسيا، يعني تورط الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا.
وحذر الرئيس الروسي من أن هذه الخطوة ستغير طبيعة الصراع ذاته، وسيتعين على موسكو اتخاذ قرارات ذات صلة انطلاقًا من التهديدات التي ستواجهها.
وقالت النائبة الروسية ماريا بوتينا، إن “إدارة بايدن تحاول تصعيد الموقف إلى أقصى حد. لدي أمل كبير في أن دونالد ترامب سيتغلب على هذا القرار إذا تم اتخاذه، لأن إدارة بايدن تخاطر بشدة ببدء الحرب العالمية الثالثة، وهو أمر ليس في مصلحة أحد”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
منذ 24 من شباط 2022، تشنّ روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه “تخلي” كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية كحلف الناتو، وهو ما تعده كييف “تدخلاً” في شؤونها.
وبدأت أوكرانيا في الآونة الأخيرة شن هجمات على الأراضي الروسية، إذ أطلقت قواتها في 6 من آب الماضي، عملية واسعة النطاق على منطقة كورسك الحدودية، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة متواصلة مع الجيش الروسي داخل أراضيه.