أنس الخولي – عنب بلدي
شهدت مدينة إدلب سحب قرعة بطولة “كأس الشهداء” بنسختها الرابعة، بحضور ممثلي 31 ناديًا من أندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة لكرة القدم.
وقال مراسل عنب بلدي في إدلب، إن القرعة جرت الاثنين 18 من تشرين الثاني، في الملعب البلدي بمدينة إدلب ، وسط ظروف قاسية تواجه الأندية بسبب نقص الدعم المادي لمعظم الأندية، وصعوبات في التحضير للبطولة لعدم وجود ملاعب، والاعتماد على ملعب وحيد لتنظيم كافة البطولات والتدريبات.
نظام الورقة البيضاء
يشارك في بطولة كأس الشهداء هذا العام 31 ناديًا، مكونة من 10 أندية من الدرجة الأولى، و13 ناديًا من الدرجة الثانية، و8 أندية من الدرجة الثالثة، وهذا العدد غير كافٍ لتوزيع الأندية على 16 مواجهة في دور الـ 32، ما أجبر الجهة المنظمة على اتباع نظام الورقة البيضاء.
وقال رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد السوري الحر لكرة القدم، إبراهيم الياسين، إن الاتحاد قرر اختيار نظام الورقة البيضاء بتأهل أحد الأندية مباشرة لدور الـ 16، دون المنافسة في دور الـ 32، وكانت الورقة البيضاء من نصيب نادي جبل الزاوية.
أما الـ 30 فريق المتبقي، فسيخوضون 15 مواجهة، لتحديد هوية الفرق المتأهلة لدور الـ 16.
كما جرى توزيع أندية الدرجة الأولى على الأرقام الفردية للمباريات، وأندية الدرجة الثالثة على الأرقام الزوجية، وبالتالي ستلعب ثمانية أندية من الدرجة الأولى مع ثمانية أندية من الدرجة الثالثة، في حين كان أمية النادي الوحيد من الدرجة الأولى الذي سيواجه ناديًا من الدرجة الثانية.
وأضاف الياسين لعنب بلدي، أن أندية الدرجة الأولى تتعرض لضغوط قاسية في الدوري، لذلك قرر الاتحاد أن تكون مواجهة أندية الدرجة الأولى مع أندية الدرجة الثالثة في دور الـ 32.
تقام بطولة كأس الشهداء هذا العام بنظام اقصاء المغلوب في دور الـ 32، بسبب الصعوبات المالية للفرق، حيث ستنطلق البطولة نهاية الشهر الحالي.
أما دور الـ 16 الذي ينطلق بعد نهاية الدوري في شباط القادم، سيكون بنظام الذهاب والإياب.
وأضاف إبراهيم الياسين أن بطولة كأس الشهداء لها رمزية خاصة في نفوس الأندية المشاركة، لافتًا إلى أن نهاية البطولة ستشهد تتويج الفائز وتقديم ميداليات وكأس، ومبلغ رمزي يصل لـ 5 آلاف دولار كهدية للنادي الفائز.
كان نادي خان شيخون حقق لقب بطولة “كأس الشهداء” الموسم الماضي، بعد فوزه على نادي عندان، بركلات الترجيح بأربعة أهداف لهدفين، في مدينة إدلب.
ولجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح بعد تعادلهما بهدفين لمثلهما في نهائي البطولة على ملعب “إدلب” البلدي، مساء الجمعة 12 من تموز الماضي.
تحضيرات شبه معدومة
تواجه معظم أندية كرة القدم في الشمال السوري صعوبات مالية كبيرة، ما يجعلها غير قادرة على استقطاب لاعبين ذوي مستويات عالية، إضافة لصعوبة في جمع اللاعبين المهجرين المتناثرين على امتداد الشمال السوري، وعدم وجود ملاعب للتدريب.
فادي المعري رئيس نادي معرة النعمان الرياضي، الذي هبط إلى دوري الدرجة الثانية قبل موسمين، قال لعنب بلدي، إن نادي المعرة يواجه صعوبات مالية كبيرة كحال بقية أندية كرة القدم، إضافة لانتقال اللاعبين القدامى لأندية الدرجة الأولى بعد الهبوط للدرجة الثانية.
وذكر المعري أن النادي كان يعتزم عدم المشاركة في أي بطولة هذا العام بسبب المشاكل المالية، لكنه قام بإعادة هيكلة شاملة للكوادر الفنية والادارية، واعتمد على لاعبين من فئات عمرية صغيرة، ما يجعله عاجز تمامًا على المنافسة في البطولات، سواء كأس الشهداء أو دوري الدرجة الثانية.
وترغب العديد من أندية الدرجة الثانية والثالثة بالمشاركة ببطولة كأس الشهداء، نظرًا لرمزية البطولة التي ترمز لشهداء الثورة السورية، ولتطوير مهارات لاعبيها لاسيما الجدد، من خلال الاحتكاك مع أندية الدرجة الأولى، ما يكسبهم خبرات تصقل مهاراتهم.
مدرب فريق نادي الأهلي من الدرجة الثالثة، محمد بهير، قال لعنب بلدي، “ستكون مباراتنا الأولى في البطولة مع نادي كللي من الدرجة الأولى”، مشيرًا إلى أنها تعتبر المشاركة الأولى لنادي الأهلي في بطولة رسمية.
وأضاف بهير أن نادي الأهلي بدأ من الفئات العمرية الصغيرة من الأشبال وانتقل إلى الشباب ثم إلى الرجال، ويهدف من المشاركة في بطولة كأس الشهداء، لتهيئة اللاعبين للمشاركة في المنافسات الكروية، واكسابهم خبرات عالية، حيث يطمح النادي في الفترة الحالية للانتقال للدرجة الثانية.
وأكد مدرب الأهلي أن فترة التحضير للبطولة قصيرة جدًا (10 أيام)، في ظل صعوبة تأمين أماكن للتدريب، بسبب وجود لعب واحد هو ملعب إدلب البلدي، الذي تصل تكلفة حجزه لـ 20 دولار نهارًا، و50 دولار مساءً، إضافة لعدم توفر أوقات لحجز الملعب للتدريب، بسبب إقامة جميع البطولات على أرضيته.
وبحسب المدرب، يعاني النادي من غياب الدعم، ما يرهق النادي بالأعباء المادية لحجز أماكن ملائمة للتدريب، إضافة لصعوبة جمع اللاعبين من أماكن متفرقة بسبب تهجير معظمهم، ما يؤدي لغياب التحضيرات الكافية للبطولات وبالتالي الصعوبة في المنافسة.
ملعب وحيد لكل البطولات
يعد غياب وسائل الدعم وندرة المنشآت الرياضية، من أكبر العقبات التي تعيق تطور كرة القدم في شمالي غربي سوريا، إذا تقام جميع بطولات كرة القدم على أرضية الملعب البلدي الوحيد في مدينة إدلب، ما يهدد باستنزاف أرضية الملعب التي قد لا تصبح صالحة في المواسم القادمة.
وقال رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد السوري الحر، إبراهيم الياسين، إن جميع مباريات بطولة كأس الشهداء، ستقام على أرضية الملعب البلدي فقط، بعد استبعاد ملعب أريحا بسبب الوضع الأمني، والملعب الصناعي في إدلب، بسبب أرضيته التالفة التي تسبب إصابات للاعبين.
وبحسب الياسين، فإن وجود ملعب وحيد فقط، أدى لازدحام جداول المباريات لجميع الدوريات، وضغوط على الأندية لعدم توفر أماكن للتدريب، بالإضافة للتأثير السلبي البالغ على أرضية الملعب.
وذكر رئيس لجنة المسابقات أن الاتحاد تلقى وعودًا من مديرية الرياضة و”حكومة الإنقاذ”، بالعمل على إقامة منشأة رياضية قادرة على استقبال البطولات حال توفر الإمكانيات اللازمة.
يذكر أن ملعب إدلب البلدي تعرض للقصف من قبل قوات النظام حاله كحال جميع المؤسسات، ما أدى لإغلاقه بوجه اللاعبين لمدة ثلاث سنوات، لتقوم المديرية العامة للرياضة والشباب بالتعاون مع الدفاع المدني بترميمه في عام 2018.
وأعيد افتتاح الملعب البلدي عام 2022 من قبل الاتحاد السوري الحر لكرة القدم، وبلغت تكلفة إعادة تأهيله 250 ألف دولار أمريكي، إذ أعيد تأهيل الأرضية بما يتناسب مع البطولات التي أقامها الاتحاد.