مليون نازح سوري في الخارج أكثر من نصفهم من الأطفال

  • 2013/03/12
  • 6:19 م

جريدة عنب بلدي – العدد 55 – الأحد – 10-3-2013

تشهد الحدود السورية عمليات نزوح يومية بأعداد كبيرة إلى الدول المجاورة منذ اشتداد وتيرة العنف وارتفاع عدد القتل اليومي. فقد تخطت أعداد اللاجئين السوريين حاجز المليون لاجئ وذلك حسب بيان صدر الأربعاء عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.


وأعلن رئيس المفوضية التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في بيان صدر في جنيف أن سوريا قد دخلت في دوامة الكارثة الإنسانية المطلقة والحقيقية مع وجود مايقارب 4.5 مليون نازح داخل سوريا، بالإضافة إلى وجود مليون نازح خارج أراضيها واستمرار تدفق الآلاف يوميًا. فمع بداية العام الحالي 2013 خرج ما يقارب 400 آلاف شخص من سوريا، أي بمعدل 6153 نازج يوميًا. وأفادت المفوضية العليا للاجئين أنها سترفع تقديراتها لعدد اللاجئين بعد أن توقعت أن يبلغ عدد اللاجئين في كانون الأول/ديسمبر حوالى 1,1 مليون بحلول نهاية حزيران/يونيو 2013.
ويعيش معظم النازحين داخل سوريا أوضاعًا إنسانية صعبة جدًا مع انعدام مقومات الحياة الأساسية من خبز وماء وكهرباء وحليب أطفال، بالإضافة لانعدام عامل الأمان.
ويشكل الأطفال الحصة الأكبر من بين أعدد اللاجئين، إذ صرح الرئيس التنفيذي لمنظمة «أنقذوا الأطفال» جاستين فورسايث أن «52% من اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق هم من الأطفال، وانفصل العديد منهم عن آبائهم أو أمهاتهم أو كلا الوالدين». وعلى صعيد عمل المنظمة أضاف جاستين أن منظمته تسعى بالتعاون مع بعض مؤسسات الإغاثة والرعاية الإنسانية في تقديم الدعم للاجئين ولأطفال سوريا، ولكنه أشار إلى مدى الصعوبات الحقيقية في عدم القدرة إلى الوصول إلى الأماكن الأكثر تضررًا وربما هذا يتوافق مع تصريحات منظمة «آفاز» بأن هناك ما يقارب مليون شخص داخل سوريا لا تستطيع الأمم المتحدة إيصال المساعدات لهم.
وتوزع معظم اللاجئين في دول الجوار، لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، وعدد قليل منهم استطاع الوصول إلى شمال إفريقيا وأوروبا. فعلى سبيل المثال تستضيف تركيا حوالي 200 ألف سوري وقد أنفقت أكثر من 600 مليون دولار لإقامة 17 مخيم وتواصل العمل على فتح مخيمات جديدة. أما عن المساعدات الدولية فقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت غومروكجو «بعض الوعود قطعت خلال مؤتمر الكويت في 30 كانون الثاني/يناير لكن تلك التي تتعلق بالمساعدة لم تتبلور بعد». حيث وعد المانحون خلال اجتماع الكويت بدفع حوالى مليار دولار لمساعدة الدول التي تستضيف لاجئين سوريين لكن في الوقت ذاته لم تف هذه الدول بوعودها بمساعدة اللاجئين السوريين أو أنها تقوم بتأجيل تقديم المساعدة لأسباب مجهولة.
أما عدد السوريين في الأردن فقد تجاوز 436 ألف حيث يقيم 120 ألفًا منهم في مخيم الزعتري، ويتوقع أن يرتفع عددهم مع نهاية العام 2013 الحالي ليصل إلى نحو 700 ألف. ويعتبر مخيم الزعتري من أسوأ المخيمات التي يقيم بها اللاجئون السوريون، وما حصل الجمعة (8 آذار) في مخيم الزعتري من حريق هائل أدى إلى احتراق 35 خيمة، يعبر عن مدى الإهمال وانعدام معايير السلامة في المخيم.
مليون لاجى سوري في ذمة المجتمع الدولي وفي عهدة الدول المستضيفة، والملايين ربما تعبر الحدود قريبًا في رحلة إلى المجهول فهل من مستجيب ؟!

مقالات متعلقة

اقتصاد

المزيد من اقتصاد