الحسكة.. 95% من المدارس خارج “تربية النظام”

قالت مديرة التربية في محافظة الحسكة، إلهام صورخان، إن أكثر من 95% من مدارس الحسكة حاليًا غير تابعة للمديرية.

وذكرت صورخان في حديثها لصحيفة “الوطن” المحلية، الاثنين 18 من تشرين الثاني، أن الواقع التعليمي في المحافظة يشهد “حالة اختناق”، نتيجة خروج المدارس.

وبحسب صاروخان، المدارس خرجت من يد الحكومة، بسبب دمار قسم منها جراء المعارك، وتحويل القسم الأكبر منها إلى مقار عسكرية من قبل القوات الأمريكية والتركية، المنتشرة في سوريا، بحسب قولها.

تسيطر على معظم مساحة الحسكة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من واشنطن، بينما تقتصر سيطرة قوات النظام على المربع الأمني وسط المدينة وبعض الأحياء الأخرى.

وتنتشر الولايات المتحدة في عدة قواعد ونقاط عسكرية معروفة في شمال شرقي سوريا، ويأتي انتشارها ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

عدد مواقع التحالف العسكرية في سوريا 32 موقعًا ( 17 قاعدة و15 نقطة عسكرية)، منها 17 موقعًا في الحسكة، بحسب تقرير لمركز “جسور للدراسات“.

أما تركيا فتسيطر فقط على مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، ولديها أربع نقاط عسكرية فقط.

مشاكل المدارس التي تحدثت عنها صاروخان لا تقتصر على خروج المدارس عن سلطة حكومة النظام، فحاجة المدارس للكتاب المدرسي لم يغطَ منها سوى 25% فقط.

ويبلغ عدد الطلاب في الحسكة من الحلقة الأولى والثانية والمرحلة الثانوية بأنواعها 167 ألفًا و460 طالبًا، وفق صاروخان.

حسب القوانين السورية، تعد الكتب المدرسية مجانية لطلاب المرحلة الأساسية من الصف الأول الابتدائي حتى التاسع الإعدادي، بينما تباع للطلبة في المرحلة الثانوية، لكن تسليم كتب تالفة ومعاد تدويرها إلى الطلاب بات سمة عامة، وحالة سنوية متكررة، تدفع الأهالي إلى شراء كتب من المكتبات و”السوق السوداء”.

المشكلة أيضًا في أن استخدام الكتب المدوّرة لن يفيد الطالب، لأنه وبحسب المناهج الجديدة، يجب على الطالب أن يحل فروضه المدرسية على الكتاب الذي يتضمن السؤال وحلّه.

في 9 من أيلول الماضي، قال مدير عام المؤسسة العامة للمطبوعات، فهمي الأكحل، إنه تمت طباعة 13.7 مليون كتاب لهذا العام، وتم إنجازها بنسبة 90%، وذكر أن نسبة الكتب الجديدة تتراوح بين 50 و60% في حين أن الكتب المدوّرة تكون بنسبة 40 و50% حسب طبيعة كل محافظة ومدرسة ومادة.

مشاكل بالجملة

وكانت عنب بلدي أعدت ملفًا بعنوان “الأميّة تهدد جيل سوريا القادم“، ناقشت فيه مشكلات القطاع التعليمي في مختلف مناطق السيطرة، وأسباب تسرب الأطفال والمعلمين من القطاع التعليمي، وأثر ذلك على الأجيال القادمة في سوريا، والحلول التي يمكن أن تخفف من حدة المشكلة.

لا يختلف وضع قطاع التعليم المتهالك بمناطق السيطرة في سوريا، فحيث يسيطر النظام السوري تشمل المعاناة الكوادر والبنى التحتية، وتعاني المدارس العامة من أزمات متلاحقة ونقص في المستلزمات، ونقص بمازوت التدفئة والكتب المدرسية وقلة رواتب المعلمين.

مناطق سيطرة النظام تشهد أيضًا تسرب أطفال من المدارس، بلغت نسبتهم 4.28% من إجمالي عدد الطلاب خلال العام الدراسي 2022-2023، و3.98% خلال العام الدراسي 2021-2022، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية عن وزارة التربية.