ذكر مسؤولون أمريكيون أن إدارة الرئيس جو بايدن، منحت الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب عمق روسيا، وهو ما قوبل بتهديدات روسية.
صواريخ بعيدة المدى
ونقلت وكالة “رويترز“، الأحد 17 من تشرين الثاني، عن مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع على القرار، أن إدارة بايدن ستسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع، مثل صواريخ “أتاكمس” التي يصل مداها إلى 190 ميلًا (306 كيلومترات) لضرب عمق روسيا.
موقع “أكسيوس” الأمريكي أكد كذلك تلك الأنباء، وقال إنها المرة الأولى التي يسمح فيها الرئيس بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، ضد القوات الروسية والكورية الشمالية في منطقة كورسك على الأراضي الروسية.
وأضاف الموقع أن أوكرانيا أبلغت بقرار بايدن منذ حوالي ثلاثة أيام، مشيرًا إلى أن الدافع وراء القرار هو ردع كوريا الشمالية عن إرسال المزيد من القوات إلى روسيا للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا.
الصواريخ تتحدث
بدورها ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن فرنسا وبريطانيا سمحتا لأوكرانيا أيضًا بتوجيه ضربات باستخدام صواريخ “ستورم شادو/ سكالب” بعيدة المدى على عمق الأراضي الروسية.
من جانبه، علّق الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على التقارير المتعلقة بهذا التطور بقوله، “الصواريخ ستتحدث عن نفسها”، ملمحًا إلى إمكانية تنفيذ هذه الضربات دون تأكيد صريح.
تهديد روسي
في المقابل، حذرت روسيا الإدارة الأمريكية من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، إذا سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لضرب عمق روسيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر بالفعل عن رأيه بشأن الضربات المحتملة داخل روسيا بأسلحة أمريكية بعيدة المدى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس“.
وأشارت زاخاروفا إلى أن بوتين أكد أن استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى ضد روسيا، يعني تورط الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا.
وحذر الرئيس الروسي من أن هذه الخطوة ستغير طبيعة الصراع ذاته، وسيتعين على موسكو اتخاذ قرارات ذات صلة انطلاقًا من التهديدات التي ستواجهها.
تحذير من حرب عالمية
وقالت النائبة الروسية ماريا بوتينا، اليوم، إن “إدارة بايدن تحاول تصعيد الموقف إلى أقصى حد. لدي أمل كبير في أن دونالد ترامب سيتغلب على هذا القرار إذا تم اتخاذه، لأن إدارة بايدن تخاطر بشدة ببدء الحرب العالمية الثالثة، وهو أمر ليس في مصلحة أحد”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
وصرّح أندريه كليشاس، العضو البارز في مجلس الاتحاد الروسي، بأن التصعيد الغربي قد ينتهي “بتدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح”.
كما انتقد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مؤخرًا، بالسماح باستخدام أسلحتها بعيدة المدى ضد روسيا ووصفه بأنه “جنون”، بحسب “تاس“.
خطة تركية
في المقابل قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيقترح خطته “لتجميد” الحرب في أوكرانيا على الخطوط الأمامية الحالية، خلال قمة دول العشرين في البرازيل.
يتضمن اقتراح أردوغان تأجيل أوكرانيا لمحادثات انضمامها إلى حلف الناتو لمدة 10 سنوات، إلى جانب إنشاء منطقة منزوعة السلاح في شرق دونباس.
ومنذ 24 من شباط 2022، تشنّ روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه “تخلي” كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية كحلف الناتو، وهو ما تعده كييف “تدخلاً” في شؤونها.
وبدأت أوكرانيا في الآونة الأخيرة شن هجمات على الأراضي الروسية، إذ أطلقت قواتها في 6 من آب الماضي، عملية واسعة النطاق على منطقة كورسك الحدودية، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة متواصلة مع الجيش الروسي داخل أراضيه.