قنل عشرات الفلسطينيين، اليوم، الأحد 17 من تشرين الثاني، في غارة إسرائيلية على مبنى متعدد الطوابق في بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن هيئة الطوارئ الفلسطينية أن نحو 70 شخصًا كانوا يعيشون في العقار، دون ورود أرقام فورية عن أعداد القتلى.
وكان المبنى يضم أفرادًا من ست عائلات على الأقل، وفق ما نقتله الوكالة عن مسعفين محليين.
وقالت دائرة الإعلام التابعة لحكومة “حماس” في غزة، إن عدد القتلى بلغ 72 قتيلًا.
وأظهرت لقطات مصورة حصلت عليها “رويترز” من موقع الضربة، سكانًا محليين ينتشلون جثثًا من تحت كومة أنقاض، كما لحقت أضرار بالمنازل المحيطة، بعضها كانت جسيمة.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وثقت ست مجازر ضد العائلات في القطاع وصل منها للمستشفيات 47 قتيلًا و139 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
ومنذ الشهر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حملة مكثفة في بيت لاهيا وبلدتي بيت حانون وجباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثمانية التاريخية في القطاع، لمحاربة عناصر “حماس” ومنعهم من إعادة تشكيل صفوفهم، وفق قوله.
في غضون ذلك، تتواصل التحذيرات الأممية من شبح مجاعة محدقة بقطاع غزة، إذ قال مدير الإغاثة والخدمات الاجتماعية في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، روجر هيرن، إن العائلات تستمر في البقاء على قيد الحياة وسط العمليات العسكرية المتواصلة وتعيش في ملاجئ مؤقتة ومبانٍ مكتظة، والوضع يستمر في التدهور.
كما تشير “أونروا” إلى أنه في كل يوم وأسبوع يتفاقم الوضع في غزة، ومع حلول الشتاء و13 شهرًا من نقص الإمدادات، أصبح الوضع لا يطاق وتظل المساعدات منخفضة للغاية، فالناس يتقاتلون على أكياس الدقيق، ويعيشون على الأطعمة المعلبة.
مجاعة تلوح في الأفق
في حديثه إلى شبكة “CNN” الأمريكية، في 15 من تشرين الثاني، قال المفوض العام لـ”أونروا” فيليب لازاريني، إن الوقت حان ليحضر الصحفيون الدوليون على الأرض ويقدموا التقارير، لافتًا إلى أن الوضع لم يكن بهذا السوء من قبل، والجوع ينتشر والمجاعة تلوح في الأفق مرة أخرى.
في 14 من تشرين الثاني، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن القوات الإسرائيلية تسببت بعمليات نزوح قسري واسعة النطاق ومتعمدة للمدنيين الفلسطينيين في غزة، منذ تشرين الأول 2023، وهي مسؤولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت المنظمة عدم وجود سبب عسكري قهري معقول لتبرير تهجير إسرائيل الجماعي لجميع سكان غزة تقريبًا، وغالبًا لمرات عدة.
وتناول تقرير المنظمة الذي جاء في 154 صفحة، بعنوان “يائسون، جائعون، ومحاصرون: تهجير إسرائيل القسري للفلسطينيين في غزة“، سلوك السلطات الإسرائيلية الذي أدى إلى نزوح أكثر من 90% من سكان غزة (1.9 مليون فلسطيني)، وتدمير واسع النطاق لأجزاء كبيرة من غزة على مدار الأشهر الـ13 الماضية.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 43 ألفًا و846 قتيلًا، بالإضافة إلى 103 آلاف و740 مصابًا، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.