عروة قنواتي
جادت الملاعب المصرية عبر العقود الماضية بكثير من نجوم كرة القدم، الذين طار بعضهم وارتدى قمصان أكبر الأندية الأوروبية في العالم، كحسام وإبراهيم حسن وحسام غالي وعمرو زكي ومحمد زيدان وميدو ومحمود تريزيغيه وفخر العرب محمد صلاح، وهذه الأمثلة تعطينا العنوان المطلوب بأن الأجيال المصرية ستكون دائمًا في حسابات الملاعب الأوروبية، بصرف النظر عن التجارب لكل نجم، نجحت أم فشلت التجربة.
وهذا لا ينقص من دور وحضور وشهرة بعض اللاعبين النجوم في الكرة المصرية والإفريقية، الذين لم يخرجوا من التجربة المحلية، ما جعل الجماهير تطلق عليهم لقب الأوفياء لقميص النادي، ومنهم النجم التاريخي للكرة المصرية محمود الخطيب، الذي يشغل مهمة رئيس النادي الأهلي حاليًا، والنجم الأسطورة محمد أبو تريكة، الذي يعمل حاليًا محللًا كرويًا في قنوات “بي إن سبورت”.
في الأسابيع الأخيرة تردد اسم اللاعب المصري الشاب عمر مرموش المحترف في نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني بشكل مميز عبر وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، نسبة للأداء الذي يقدمه منذ بداية الموسم الحالي في البوندسليغا والأرقام التي سجلها حتى الآن، ما فتح باب التكهنات والحسابات لخطفه من ناديه الحالي بعقود احترافية أكبر داخل وخارج ألمانيا.
مرموش اللاعب الذكي والماكر سجل 11 هدفًا وقدم 7 تمريرات حاسمة لزملائه في 10 مباريات بالبوندسليغا، بينما أحرز 14 هدفًا وصنع 10 أخرى في جميع المسابقات، ومرموش حاليًا ثاني لاعب في الدوريات الخمسة الكبرى هذا الموسم، يصل إلى أرقام مضاعفة من خلال الأهداف والتمريرات الحاسمة في جميع المسابقات.
وأشادت صحيفة “ماركا” الإسبانية وشبكة “أوبتا” للإحصائيات العالمية بالأداء المبهر والمستوى القوي الذي يقدمه عمر مرموش، وتم اعتباره بحسب الصحيفة والشبكة بأنه اكتشاف أوروبا هذا الموسم وساحر الركلات الحرة الجديد.
عمر مرموش صاحب الـ25 عامًا، والذي تنقل بين أندية وادي دجلة المصري وفولفسبورغ وسانت باولي وشتوتغارت وصولًا إلى آينتراخت فرانكفوت على سبيل الإعارة، يقطع الملاعب طولًا وعرضًا باحترافية جيدة يلزمها بعض الحظ في التعاقدات والعقود المقبلة، يجب إبعاده عن المقارنات بينه وبين من سبقه في الكرة المصرية عبر العالم وبين نجوم كرة القدم والأساطير، لأن الكثير من المواهب تاهت في ممرات الحسابات والمقارنات والمقاربات مع أداء نجوم سابقين أو ما زالوا في المستطيل الأخضر.
يلزم عمر مرموش التركيز على مبارياته وعلى إبداعه وسرعته وثقة زملائه وطاقم التدريب، يلزمه محبة الجمهور والدفع به معنويًا دون زيادات أو رتوش إضافية، كما يلزم لمسيرته أن يكون بعيدًا عن الإصابات قدر الإمكان أكثر من حساب الفوارق بينه وبين صلاح أو ليونيل ميسي أو كيليان مبابي.
مرموش لاعب ذكي وسيخدم منتخب مصر لسنوات، وأمامه فرصة ذهبية ليكون ضمن الدوري الإنجليزي أو الإسباني مع أكبر الأندية. لا تقتلوه بمقارنات الإعلام والصحافة التي لا تنتهي.