عنب بلدي – رأس العين
في ظل واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ، يتجه مستخدمو الهواتف في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إلى خيارات تتناسب مع وضعهم المادي، خاصة أن الأجور اليومية للعمال في المنطقة تتراوح بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة (7 دولارات) يوميًا.
ووفق أصحاب محال لبيع الهواتف في رأس العين قابلتهم عنب بلدي، تشهد الأسواق إقبالًا على أجهزة الهواتف الذكية من ماركة “إنفينكس” (Infinix) الصينية، وباتت هذه الأجهزة تحتل حيزًا من رفوف المتاجر، بسبب أسعارها المناسبة وجودة أدائها بما يلائم طلبات المستخدمين.
تبدأ من 70 دولارًا
وفق رصد مراسل عنب بلدي عنب بلدي، تتفرع أجهزة “إنفنيكس” إلى فئة “Smart” (سمارت) وتعد اقتصادية، منها هاتف “سمارت 7″ بسعر 70 دولارًا أمريكيًا (1.1 مليون ليرة سورية)، و”إنفنيكس سمارت” بسعر 90 دولارًا.
وتوجد فئة “Infinix-hot” (هوت)، ويأتي “هوت 20″ بسعر 125 دولارًا أمريكيًا (1.9 مليون ليرة سورية)، و”هوت 30” بسعر 130 دولارًا، بينما “هوت 50” بسعر 155 دولارًا.
وتوجد فئة “Note” (نوت)، ويبلغ سعر “نوت 30” (بسعة 256 جيجابايت) 150 دولارًا، وسعر “نوت 40” 225 دولارًا.
تعد الأجهزة الرائجة الأرخص مقارنة بباقي النوعيات، وميزاتها مقبولة، وفق عدة مستخدمين قابلتهم عنب بلدي، منهم الشاب فؤاد النجم، الذي وجد سعرها أرخص من أجهزة “سامسونج” التي كان يفضلها سابقًا.
وقال فؤاد، إنه تمكن من الحصول على هاتف جيد من “إنفنيكس”، بنفس السعر الذي كان يشتري به هاتفًا متوسطًا من “سامسونج”.
الشاب كريم المقداد القاطن في رأس العين، اشترى هاتف “Infinix GT 20 Pro” بسعر 240 دولارًا (نحو 3.7 مليون ليرة سورية)، ليمارس هوايته في الألعاب الإلكترونية، بعد عدم استطاعته العثور على جهاز من نوعيات أخرى يتناسب مع المبلغ الذي يملكه.
وذكر أن كسر حماية الهاتف يصبح أسهل مقارنة بالشركات المنافسة، وهذا ما يجعل العديد من الأشخاص يفضلونها، نظرًا إلى سهولة تسجيل الهاتف على الشبكة التركية بطريقة “غير رسمية”، عبر كسر معرّفه الأساسي “IMEI” (الهوية الدولية للأجهزة المتنقلة).
تتناسب مع الإمكانيات
نشطت حركة البيع والشراء في محال الأجهزة الإلكترونية مؤخرًا، على عكس مطلع العام الحالي، حين شهدت أسعار الهواتف انخفاضًا، رافقه تراجع في الطلب والشراء، رغم طرح عروض من أصحاب المحال، وبقي السوق وفق بائعين حينها “جامدًا ومشلولًا”، وكان أرخص الأجهزة آنذاك نحو 86 دولارًا.
كمال مالك، صاحب شركة لبيع الهواتف بالجملة في تل أبيض ورأس العين، قال لعنب بلدي، إن غالبية المبيعات حاليًا تتوجه نحو هواتف “إنفنيكس”، لأنها تناسب جميع فئات المجتمع، مضيفًا أن الشركة تعتمد منذ ثلاث سنوات على مبيعات “إنفنيكس” بشكل رئيس.
وذكر أن الأجهزة الأخرى مثل “سامسونج” و”آيفون” و”شاومي” لم تعد تحظى بحصة كبيرة في السوق، بسبب ارتفاع أسعارها، وصعوبة بيعها في المحال.
وأوضح أن سكان رأس العين يميلون دائمًا إلى الخيار الأقل تكلفة، خصوصًا في ظل الظروف المادية الصعبة.
من جانبه، قال شعبان الأحمد، وهو صاحب محل لصيانة الهواتف، إن أحد الأسباب الرئيسة لإقبال الأهالي على أجهزة “إنفنيكس”، هو تكلفة الصيانة المنخفضة مقارنة بالأجهزة الأخرى.
وأضاف لعنب بلدي أن تكلفة استبدال شاشة هاتف متوسط من “إنفنيكس” لا تتجاوز 35 دولارًا أمريكيًا، بينما يصل سعر شاشة “سامسونج” إلى حوالي 90 دولارًا.
ويوجد سبب آخر هو حجم البطارية الكبير، حيث تبدأ سعة البطارية في أقل الهواتف من 5000 ملي أمبير، وسعر استبدالها لا يتجاوز 9 دولارات أمريكية.
ولفت إلى أن إحدى أكبر مشكلات هواتف “إنفنيكس” تكمن في كثرة أعطال المعالجات، وسوء جودة مخارج الشحن، ما يجعلها أقل تكلفة من الشركات الأخرى.
ويرتبط شراء أي منتج والإقبال عليه في رأس العين بالوضع الاقتصادي للسكان، وبمردود الإنتاج الزراعي في المنطقة، حيث يعمل معظم السكان البالغ عددهم 115 ألف نسمة بالزراعة وتربية المواشي.
ويعتمد الأهالي للوصول إلى الإنترنت على شركات خاصة تستجر الشبكة من تركيا وتوزعها عبر “لواقط” إلى مركز المدينة، وتفتقدها معظم قرى رأس العين، أو من شبكات الاتصال التركية لكنها ضعيفة أيضًا.