تهديد للزراعة
ساتر إسرائيلي يمنع جريان “الشحار” إلى القنيطرة
القنيطرة – زين الجولاني
يقف محمود الحسن، وهو مزارع من ريف القنيطرة الشمالي، على عتبة أرضه الزراعية، يناقش مع جيرانه ويتساءل هل سيعود نهر “الشحار” للجريان مجددًا، بعد أن بنت إسرائيل ساترًا ترابيًا على الحدود مع سوريا حجز مياه النهر خلفه، حارمًا المزارعين من مورد حيوي لسقاية أراضيهم.
نهر “الشحار” هو عبارة عن مجرى لمياه قادمة من جبل الشيخ، تخرج من نبع ماء أصبح خلف الساتر الترابي.
النهر الذي يطلق عليه أيضًا اسم نهر “وادي الشحار”، يعتبر من أغزر الأنهار في فصل الشتاء، وفق مزارعين قابلتهم عن بلدي من أبناء المنطقة، ويصب مجرى النهر في عدة نقاط وآبار سطحية، ويصل ويلتقي مع روافد كثيرة وصولًا إلى مجرى الرقاد.
علي الأحمد، مزارع من بلدة الحرية في ريف القنيطرة، يمتلك مزرعة غرب البلدة التي ينحدر منها ويقيم فيها، وهي مزروعة بالأشجار المثمرة على امتداد عشرة دونمات.
علي قال لعنب بلدي، إنه حفر حفرة لتجميع مياه الأمطار في فصل الشتاء، وأقامها على أحد المسيلات المائية التي تأتي من داخل الأراضي المحتلة من إسرائيل، لكن التحركات الإسرائيلية قطعت مجرى المياه الذي كان يعتبره موردًا حيويًا، وصار يبحث عن بديل للسقاية.
يتوقع علي أن الساتر الترابي سيمنع ويقلل من تدفق الماء باتجاه أرضه، بالتالي ستعاني الأشجار من عجز في التغذية.
تهديد للأمن المائي
خطر الساتر الترابي الإسرائيلي قد يهدد الأمن المائي في عموم القنيطرة، وفق ما قاله حسن، وهو موظف بقسم السدود في مديرية مياه القنيطرة.
حسن، الذي طلب عذم ذكر اسمه الكامل لمخاوف أمنية، قال لعنب بلدي، إن مجرى الرقاد هو أحد أهم مصادر الماء للسدود في القنيطرة، وإن النهر ينبع من هضبة الجولان المحتلة، ويعد أحد روافد نهر “اليرموك”، ويبدأ من تجمع بعض المسيلات الصغيرة قرب قريتي جباتا الخشب وطرنجة، ومن ثم يتجه نحو الجنوب، ويرفده من جهة الغرب من مدينة القنيطرة ، ويستمر في جريانه نحو الجنوب مارًا بقرى كودنة وغدير البستان والمعلقة والبكار، ويغذي سدودًا منها “المنطرة رويحينة” و”كودنة” و”برفقة”.
من جانبه، قال علي محمود، وهو أحد أبناء بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، إنه يشاهد يوميًا الحفارات والجرافات تعمل داخل الأراضي السورية، بالقرب من الينابيع والأنهار مهددة بحجبها عن أبناء المنطقة.
سامي، مهندس يعمل في مديرية الموارد المائية بالقنيطرة، تحفظ على ذكر اسمه الكامل لمخاوف أمنية، ذكر لعنب بلدي أن المديرية تعمل حاليا على تنظيف مسيلات المياه القادمة إلى السدود وترميم مصارفها وتفقد وجاهزيتها مع اقتراب موسم الامطار.
وأضاف أن القائمين على سدود المنطقة في مديرية الموارد المائية يتخوفون من عدم وصول الماء الكافي لامتلاء السدود بعد حسر الماء داخل الأراضي المحتلة، وخلف الساتر الترابي والخندق الذي بنته إسرائيل، والذي سيحجز الماء بداخله، وينتظرون من المعنين الإسراع في إيجاد حلول، قبل أن تتفاقم المشكلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :