جديدة على المنطقة
إقبال محدود على مشروبات “الأصنص” في إدلب
إدلب – أنس الخولي
تشهد المشروبات والعصائر رواجًا محدودًا في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، خاصة الخام (الأصنص)، وهي منتجات تضيف نكهة ولونًا للمشروبات من خلال خلط كميات قليلة منها بالماء أو بمشروبات الأخرى.
ونشطت مهنة “البارمان” (الساقي) خلال السنوات الماضية، زادها وصول عائدين أو مرحلين من تركيا إلى مدينة إدلب، كما نشطت شركات تجارية متخصصة بالمواد الغذائية، أوجدت أسواقًا لهذه المشروبات في المنطقة، لكنها لا تزال تواجه تحديات بقبولها في عرف وعادات المجتمع.
اقتناع بمهنة “البارمان”
بعد ترحيل السلطات التركية الشاب سمير المحمد إلى إدلب قبل عام، واجه صعوبة في إيجاد فرصة عمل مناسبة، لعدم وجود “البارات” وانتشار ثقافتها، لكنه استطاع في النهاية إقناع صاحب مقهى (كافتيريا) في سرمدا بالعمل لديه، وإنشاء “بار” كفكرة جديدة لاستقطاب الزبائن.
عمل الشاب (35 عامًا) في تركيا “بارمان” لمدة خمس سنوات، وقال لعنب بلدي، إن مهنته تعتمد بالدرجة الأولى على ابتكار الساقي لنكهات جديدة، من خلط العديد من المشروبات بالاعتماد على حسه وخبرته.
وأضاف سمير أن وجود العديد من “البارات” تظهر قدرات الساقي على الابتكار من خلال المنافسة، معتبرًا أن “البارات” عادة تتسابق على التعاقد مع “بارمان” جيدين لاستقطاب الزبائن.
وتقدم المقاهي هذه المشروبات بأسعار ترتبط بنوعها، ويبدأ سعر المشروب منها بـ50 ليرة تركية، ويزداد حسب المشروب الذي يضاف إليه، سواء أكان ماء أم عصيرًا أم مشروبًا غازيًا.
بحسب لقاء عنب بلدي مع بعض “البارمان”، تواجه مهنتهم تحديات، على رأسها غياب ثقافة خلط المشروبات في المجتمع، والاعتماد على المشروبات التقليدية المعروفة.
ومن العقبات، الصورة الذهنية المطبوعة في المجتمع عن ربط هذه المهنة بالمشروبات الكحولية، ما يعوق رواجها أكثر، ويجبر العاملين بها على العمل في مهن أخرى ترتبط بالمطاعم.
وتتردد بعض المقاهي بتخصيص قسم لمهنة “البارمان”، ولم تكسر العرف السائد في المنطقة، بأن “البارمان” مرتبط بالمشروبات الكحولية التي تخالف طبيعة المجتمع.
شركات تستورد “الأصنص”
مدير شركة “الشيخ” التجارية في إدلب، مصطفى الشيخ حسن، قال لعنب بلدي، إن الشركة استوردت كميات قليلة من مشروبات “الأصنص”، وواجهت صعوبات حالت دون نجاح هذه التجربة، منها عدم وجود ثقافة خلط العصائر في المجتمع.
بعد العديد من المحاولات، تواصلت الشركة مع أحد المتخصصين بهذه المشروبات، ووضعت خطة لتسويقها، ونشر ثقافتها في المنازل والمقاهي والمطاعم، وتعاقدت مع الشركة المصنعة، لتكون الشركة الوكيل الحصري في المنطقة، وفق الشيخ.
وذكر الشيخ حسن أن شركته تستورد 80 نكهة مختلفة من هذه المشروبات، ويصل سعر العبوة سعة 700 مل إلى خمسة دولارات أمريكية للمستهلك (170 ليرة تركية).
وأضاف أن خلط كل 10 مل من هذه “الأصنصات” بـ300 مل من الماء أو المشروبات الغازية أو العصائر الأخرى يعطي النكهة المطلوبة.
وفق مدير الشركة، اعتمدت الشركة في التسويق على التذوق، وأجرت عدة حملات تذوق، أحدثها خلال فعالية أسواق إدلب في أيلول الماضي، لافتًا إلى تكبد الشركة مبالغ طائلة لتسويق هذه الثقافة، معتبرًا أنها كانت “مغامرة تجارية”.
وذكر الشيخ حسن أن الشركة في الوقت الحالي تستقطب المواطنين العائدين من تركيا الذين اعتادوا هذه المشروبات، وتشجع “الكافيهات” على افتتاح “بارات” لخلط العصائر، ما قد يساعد في تسويق منتجاتها بشكل أكبر وخلق فرص عمل جديدة.
ويعتبر قطاع المطاعم و”الكافيهات” من أبرز القطاعات التجارية ازدهارًا في الشمال السوري، مقارنة بالقطاعات الأخرى، وتنتشر في جميع المدن، وعلى طريق معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا بشكل كثيف.
وتبدأ أجور العمال في هذه “الكافيهات” من 3000 ليرة تركية شهريًا (87 دولارًا)، وتزداد لتصل إلى 10000 حسب الخبرة وطبيعة المهام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :