بعد عناء وبحث، استطاع عامر تأمين بطيخة لزوجته الحامل، لأنها تريد تذوقها، رغم انتهاء موسم البطيخ منذ شهرين في مدينة إدلب شمال غربي سوريا.
يحرص الشاب المهجر من ريف حمص على تأمين رغبة زوجته، تعبيرًا عن الفرح بحملها الأول، خاصة بعد التأخر لخمس سنوات لأسباب صحية.
قال عامر (33 عامًا) لعنب بلدي، إن زوجته طلبت منه البطيخ الأحمر (الجبس)، ما أربكه لأن الموسم قد انتهى، لكنه وجد ضالته لدى أحد بائعي الفاكهة في إدلب، بعد بحثه وسؤاله لعدة باعة.
يعد تخزين البطيخ نهاية الموسم عادة نادرة يقوم بها عدد قليل من المزارعين في إدلب للمحافظة على بعض ثمار البطيخ.
كما تنتشر بعض محال الفاكهة المتخصصة بتأمين طلبات الفاكهة والخضراوات، حتى خارج مواسمها من خلال استيرادها أو تخزينها.
تخزين البطيخ
يخزن بعض المزارعين فاكهة البطيخ “الجبس” بترك بعض الثمار في مكانها دون جنيها، وتعديل وضعية البطيخة على قاعدتها، ووضع كميات كبيرة من التبن فوقها، ما يحافظ على البطيخة لمدة شهرين متتالين.
ويبدأ موسم البطيخ في إدلب من تموز ويستمر حتى منتصف أيلول، وتساعد عملية التخزين بتأمين البطيخ حتى نهاية تشرين الثاني على الأكثر إذا تأمنت جميع شروط التخزين من جو جاف وبارد.
عادل فاخرجي صاحب محل “مملكة الفاكهة” في إدلب، قال لعنب بلدي إن عددًا قليلًا من المزارعين يخزنون البطيخ، لأن مخاطر تخزينه كبيرة، إذ يتلف أكثر من 60% من البطيخ المخزن خلال عملية التخزين، وحتى الـ40% التي تنجو تفقد نكتها اللذيذة.
وبحسب عادل، نادرًا ما يخزن المزارعين البطيخ لتفضيلهم الانتقال إلى زراعات أخرى، معتبرًا أن عملية التخزين “مغامرة كبيرة”، لافتًا إلى أن بيع البطيخ المخزن عملية غير مربحة لكثرة تلف البطيخ خلال التخزين.
ويبيع عادل الكيلوجرام من البطيخ بـ20 ليرة تركية، ويتراوح سعر البطيخة الواحدة من 120 ليرة إلى 150 ليرة، أي ما يعادل أجرة يوم ونصف من أجور العمال التي تصل إلى 100 ليرة في إدلب (يقابل الدولار 35 ليرة تركية).
التطعيم ترك أثره
تتركز زراعة البطيخ بشكل أساسي في منطقة سهل الروج ومناطق من ريف إدلب الشمالي وريف حلب الجنوبي الغربي.
ويزرع بطريقتين، الأولى بالأنفاق للحصول على الثمار مبكرًا، لكن هذه الطريقة تحتاج إلى عناية خاصة ومكلفة.
أما الطريقة الثانية فهي بزراعة البطيخ في الأراضي الزراعية تحت أشعة الشمس، وتبدأ الزراعة من بداية شهر أيار وتستمر لمدة تتراوح بين 65 و80 يومًا.
ويعد البطيخ من الفاكهة المرغوبة لدى الأهالي في سوريا، وينتظرون فصل الصيف لتناوله.
وفي السنوات الماضية، تراجعت شعبية فاكهة البطيخ في إدلب، وأبدى أهالٍ استياءهم من زيادة حجم الثمار، وافتقادها المذاق الحلو كما هو معتاد.
ويعتقد كثيرون أن فساد البطيخ وزوال طعمه، سببه جشع المزارعين الذين يقومون بتطعيم البطيخ بنبات اليقطين لزيادة حجم الثمار وتحقيق أرباح إضافية، حتى إن نسبة الإقبال على الشراء تراجعت، وفق ما ذكره تجار لعنب بلدي.