ارتفعت أسعار سجائر التبغ والمعسل في مدينة درعا جنوبي سوريا، متأثرة بالتصعيد الإسرائيلي على جنوب لبنان، واستهدافه المتكرر للمعابر الرسمية وغير الرسمية على الحدود السورية اللبنانية.
يصل التبغ والمعسل عبر طرق “التهريب” من لبنان، ويعتبر “الدخان المهرّب” من لبنان وبدرجة أقل من الأردن المصدر الرئيس للدخان الأجنبي في السوق.
وأرجع باعة قابلتهم عنب بلدي الارتفاع إلى التصعيد في لبنان، بينما اعتبر آخرون أن تجارًا احتكروا المادة ورفعوا سعرها.
وارتفع سعر العلبة الواحدة (الباكيت) بحدود الـ4000 إلى 5000 ليرة سورية (33 سنتًا)، ما دفع بعض المدخنين لشراء “الدخان الوطني”، وقلل بعضهم من الاستهلاك.
دخان وطني أو تخفيف الاستهلاك
لجأ خالد القاطن في بلدة زيزون بريف درعا الغربي إلى شراء “الدخان” السوري من نوع “الحمراء الطويلة”، لأن سعر العلبة بقي على حاله 8000 ليرة سورية.
في المقابل، توقف عن شراء “الدخان” الأجنبي الذي كان يستخدمه، لأن سعر العلبة ارتفع من 10 آلاف إلى 14 ألف ليرة سورية (ما يقارب الدولار).
وقال الأربعيني الذي يعمل في تربية المواشي، إن “الدخان” الوطني ثقيل على صدره ويضيق منه جهازه التنفسي، ما دفعه للتقليل من استخدام “الدخان” لإصابته بسعال حاد.
أما محمد خير (20 عامًا) من سكان بلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي، فلم يبدل “الدخان” من الأجنبي إلى الوطني، إنما قلل من استهلاكه، إذ كان يستهلك علبة يوميًا، وأصبح يستهلكها على مدار اليومين.
بعد ارتفاع سعر السجائر، ينوي خالد ترك التدخين بالتدريج لأسباب اقتصادية وليست صحية، إذ يعمل بالزراعة بأجور يومية تصل إلى 40 ألف ليرة سورية، وبات يصرف ثلث دخله اليومي على شراء الدخان.
المعسل أيضًا
شمل ارتفاع الأسعار المعسل والفحم، إذ وصل سعر علبة المعسل بوزن 100 غرام إلى 25 ألف ليرة سورية، بزيادة 5000 ليرة سورية، عن تشرين الأول الماضي.
أنس (40 عامًا) القاطن في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، قال إنه بات يقتصد في تدخين النارجيلة لنَفَس واحد (رأس نارجلية) كل ثلاثة أيام، بعد أن كان يدخنها يوميًا.
وذكر أن العلبة تكفيه لصناعة ثلاثة رؤوس، يضاف لذلك حاجته للفحم، والذي وصل سعر الكيلو منه إلى 25 ألف ليرة، والقصدير وتأمين غاز سفري لإشعال الفحم.
ولا توجد إحصائيات حديثة عن عدد المدخنين في سوريا، بينما تشير تقديرات تعود لعام 2020، إلى أن العدد 4.5 مليون، وأن الفئة الأكثر استهلاكًا للتدخين هم الفئة العمرية ما بين 20 و40 عامًا.
وفي كل عام، يموت أكثر من 8 ملايين شخص في العالم بسبب تعاطي التبغ، وتحدث معظم الوفيات المرتبطة بالتبغ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، والتي غالبًا ما تكون هدفًا لتدخل صناعة التبغ وتسويقه بكثافة، وفق منظمة الصحة العالمية (WHO).
ويمكن أن يكون التبغ مميتًا لغير المدخنين، كما أن التعرض للدخان غير المباشر يؤدي إلى نتائج صحية ضارة، متسببًا في وفاة 1.2 مليون شخص سنويًا، وفق المنظمة.
“لعبة تجار”
قاسم، صاحب محل لبيع السجائر في درعا، أوضح أن أحد أسباب ارتفاع سعر “الدخان” هو قلة الكميات الواردة من لبنان إلى سوريا.
وقال البائع إن التجار رفعوا سعر “الكروز” المتضمن عشر علب من 20 ألف ليرة سورية إلى 30 ألفًا، ويزيد السعر بين تاجر وآخر، حتى يصل إلى المستهلك.
من جهته، قال أحمد وهو بائع سجائر آخر، إن التجار احتكروا الكميات الموجودة لرفع السعر، واصفًا أنهم وجدوا الفترة الحالية “فرصة ذهبية” للرفع وتحقيق الأرباح.
وأضاف أن طريق “التهريب” لم يتأثر، لعدم تأثر معظم البضاعة التي تدخل من خلاله، إنما الأمر يتعلق في لعبة تجار لرفع سعر الدخان.
وعلى طول الحدود السوية- اللبنانية، توجد معابر غير شرعية استخدمت خلال السنوات الماضية في عمليات تهريب الدخان والبشر والبضائع وحبوب “الكبتاجون” والأسلحة، إلى جانب ستة معابر شرعية تستخدم للمعاملات التجارية، وعبور المدنيين.
اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار السجائر يعيد مدخني درعا إلى “العربي اللف”