ما دلالة استهداف إسرائيل “حزب الله” في سراقب

مقاتلو "حزب الله" اللبناني في بيروت - 25 أيلول 2024 (فرانس برس)

camera iconمقاتلو "حزب الله" اللبناني في بيروت - 25 أيلول 2024 (فرانس برس)

tag icon ع ع ع

تستهدف إسرائيل عادة خلال السنوات الماضية مواقع تابعة لإيران وميليشياتها داخل الأراضي السورية، وكثفت من ضرباتها بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول 2023، خاصة خلال الشهرين الماضيين.

القصف الإسرائيلي ركز على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، الرسمية وغير الرسمية، ومناطق معروفة بوجود “حزب الله” اللبناني كالقصير بريف حمص الغربي، والسيدة زينب بريف دمشق، ومواقع أخرى في دمشق كالمزة، التي باتت تعرف بأنها معقل لتخفي قادة ميليشيات إيران.

فجر 9 من تشرين الثاني، شن الطيران الإسرائيلي غارات استهدفت مواقع عسكرية للنظام السوري وميليشيات مدعومة من إيران في ريفي حلب وإدلب، أحدها كان في مدينة سراقب شرقي إدلب، وهي إحدى نقاط التماس بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة.

ماذا يفعل “حزب الله” في سراقب؟

بحسب مراسلي عنب بلدي في إدلب، فإن الغارة على سراقب استهدفت مواقع لـ”حزب الله” وقوات النظام في سراقب.

بالمقابل ردت قوات النظام على القصف الإسرائيلي بقصف مدفعي طال مواقع المدنيين في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ومدينة سرمين شرقي إدلب المحاذية لسراقب التي طالها القصف الإسرائيلي.

“المرصد 80″، المتخصص في رصد التطورات العسكرية شمال غربي سوريا، قال إن الغارات الإسرائيلية على سراقب، أسفرت عن سبعة قتلى وأكثر من 15 جريحًا من ميليشيات “سرايا العرين” و”سرايا عاشوراء” و”عصائب أهل الحق” المدعومة من إيران.

وجود عناصر “حزب الله” في نقطة تماس بين قوات النظام والمعارضة مثل سراقب، جاء بعد حديث متكرر في وسائل الإعلام عن عمليات سحب “حزب الله” قواته من سوريا باتجاه لبنان أو المناطق الحدودية، خاصة بعد عمليات التوغل البري للجيش الإسرائيلي في قرى جنوب لبنان، أبرز معاقل “الحزب” في لبنان.

ويحكم المنطقة اتفاق روسي- تركي موقع في العاصمة الروسية موسكو، بتاريخ 5 من آذار 2020، بين الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، فيما يعرف باتفاق وقف إطلاق النار.

الباحث في مركز “جسور للدراسات” رشيد حوراني، قال إن إسرائيل قصفت نقاط النقاط المشتركة لميليشيات إيران و”حزب الله” والنظام في خطوط التماس بالتزامن مع ما يتم الترويج له من احتمال استغلال فصائل المعارضة لمعركة ضد النظام وداعميه في المنطقة، وبالتزامن أيضًا مع ما صرح به “المرشد الإيراني”، علي خامنئي، بأن الرد على إسرائيل سيكون قاسيًا.

تصريح خامنئي عكس عدم تنازل إيران لقبول التصرفات الإسرائيلية سواء ضدها أو في المنطقة ضد حلفائها فيما يسمى “محور وحدة الساحات”.

لذلك تريد إسرائيل من توجيه ضربات لـ”حزب الله” وميليشيات إيران المنتشرة على خطوط التماس، أن “إسرائيل مستعدة لإضعاف إيران لصالح المعارضة”، وفق حديث الباحث رشيد حوراني لعنب بلدي.

وبالتالي فإن إسرائيل تحدد هدف ضرباتها ضد إيران في سوريا بعدم تهديد طهران لها من سوريا.

أما بالنسبة لوجود ميليشيات إيران و”حزب الله” قرب خطوط التماس في إدلب، خاصة مع وجود اتفاقيات روسية تحكم المنطقة، أوضح حوراني أن وجودها يمكن اعتباره خط الدفاع الثاني من جهة النظام على محاور التماس مع فصائل المعارضة.

وتشكل ميليشيات إيران و”حزب الله” غرف عمليات يمكن القول إنها تخطط وتشرف على عمليات التحصين والدفاع، بينما تكون قوات النظام هي الذراع المنفذة لتلك الخطط.

أما عن الاتفاقيات الروسية، فـ”الأمر هنا يتعلق بطبيعة العلاقة بين روسيا وإيران في سوريا، إذ يبدو حتى الآن أن روسيا لا تريد الاستغناء عن الدعم الإيراني لها بالميليشيات في سوريا، تحسبًا لأي معركة ضد النظام في مقبل الأيام”، وفق حوراني، لذلك تسمح روسيا لإيران وميليشياتها ببعض الامتيازات الميدانية.

وأشار حوراني إلى أن ايران حاولت أكثر من مرة شن عملية ضد مناطق سيطرة المعارضة منذ العام 2020، لكن الفيتو الروسي كان رادعًا لها، وقد يكون انتشارها على تلك المحاور يأتي من باب انتظار الفرصة المناسبة.

القصف على المنطقة مستمر

قصف النظام والميليشيات الرديفة وكذلك الغارات الروسية لم تتوقف بعد اتفاق “موسكو” على مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، وتتعرض المنطقة لقصف يومي، كما كثف النظام من استهداف المنطقة بمسيرات انتحارية.

ومنذ مطلع العام الحالي، حتى منتصف تشرين الأول الماضي، قتل 66 مدنيًا بينهم 18 طفلًا وثماني نساء، وأصيب 272 آخرون بينهم 110 أطفال و34 امرأة، في شمال غربي سوريا جراء قصف قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما، وفق تقرير لـ”الدفاع المدني”.

القصف يعتبر خرقًا لاتفاق “موسكو” أو اتفاق “وقف إطلاق النار” بين أردوغان، ونظيره الروسي، بوتين، والذي نص على وقف العمليات العسكرية في المنطقة.

ويؤكد “الدفاع المدني” بشكل متكرر وجود تهديدات “خطيرة” لاستمرار تصعيد قوات النظام وقصفها للأحياء السكنية والبيئات المدنية شمال غربي سوريا، محذرًا من كارثة إنسانية وموجات نزوح جديدة وتفاقم المأساة الإنسانية في المنطقة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة