قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، إن بلاده على استعداد لاستئناف الحوار مع واشنطن بشأن سوريا عندما يصل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
وأضاف لافرنتييف خلال مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية، الثلاثاء 12 من تشرين الثاني، “إذا كانت هناك مقترحات فإن الجانب الروسي منفتح، ونحن على استعداد لمواصلة الاتصالات مع الأمريكيين”.
وأكد المسؤول الروسي أنه لا يمكن التوصل إلى بعض الحلول الوسط إلا من خلال المفاوضات، وتابع، “دعونا نأمل أن يحدث هذا”.
تصريحات لافرنتييف هذه تتعارض مع حديث نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تموز الماضي، حين أكد أن بلاده لن تجري أي اتصالات مع الولايات المتحد لتنسيق حركة الطيران بين البلدين في سماء سوريا.
وذكر ريابكوف، في تصريح صحفي له، الأربعاء 3 من تموز الماضي، أن إيقاف التنسيق مع الولايات المتحدة جاء بعد سلسلة حوادث تضمنت مواجهات خطيرة بين طائرات دون طيار (مسيرات) أمريكية وطائرات روسية في سماء سوريا.
وأضاف ريابكوف، أن الطائرات الأمريكية هي التي اقتربت بشكل خطير من الطائرات الروسية.
الإعلان الروسي بوقف الاتصال، جاء بعد اتهام روسي مستمر للولايات المتحدة بانتهاك قواعد قوات “التحالف الدولي” بروتوكول سلامة الرحلات الجوية في سوريا.
بالمقابل تتكرر انتقادات الولايات المتحدة، بشأن سلسلة من الحوادث، اتهمت فيها طيارين روسيين بممارسة “سلوكيات خطرة وغير احترافية” أمام مقاتلات ومسيرات أمريكية.
وفي كلمته خلال مشاركته في أعمال الاجتماع الدولي بشأن سوريا، بصيغة “أستانة”، حذّر لافرنتييف من محاولة أطراف ثالثة استخدام التصعيد في الشرق الأوسط لزيادة زعزعة استقرار الوضع في سوريا، مشيرًا إلى مخاوف من حدوث أعمال عنف قوية في جنوبي سوريا، أو تحركات للمعارضة السورية المسلحة، شمال غربي سوريا.
تنسيق منذ سنوات
ومنذ التدخل الروسي في سوريا لدعم النظام عام 2015، الذي سبقه التدخل الأمريكي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، نسّقت القوتان العظمتان للحيلولة دون صدام ناتج عن أخطاء في سوريا، لكن هذا التنسيق شهد خروقات متكررة.
ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا، بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مع دعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وفق تصريحات مسؤوليها.
بينما تتوزع القوات الروسية في مختلف الجغرافية السورية، بعد تدخلها إلى جانب النظام في أيلول 2015، وتتركز قواتها بشكل رئيسي في الساحل السوري، إضافة إلى قواعد أخرى في مطار القامشلي شمال شرقي سوريا وغيره من المناطق.
منطقة التنف الحدودية الواقعة عند مثلث الحدود السوري الأردني العراقي، ومنطقة شمال غربي سوريا، هي أبرز المناطق التي تحدث خلافًا بين الطرفين خلال الطلعات الجوية.
ترفض الولايات المتحدة إيقاف الطلعات الجوية لطائراتها الحربية والمسيرة في شمال غربي سوريا، لأداء مهام ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتشتكي من تصرف القوات الروسية في المنطقة التي تعرقل استهداف قياديي التنظيم.