سينما الثورة .. مفتاحها «باب شرقي»
إعداد مجموعة موزاييك – ألوان سوريا
أن ترسم شيئًا عظيمًا في الخيال، فهذا يعني أنك تسعى إليه بكل ما أوتيت من قوة في الواقع، حالة يجسدها المخرج المصري أحمد عاطف، عندما أطلق العنان لخياله في تحقيق حلم يتمناه كل السوريين، ألا وهو مقتل بشار الأسد رئيس النظام السوري مع آخر مشهد في فيلم «باب شرقي».
يهتف الجمهور الحاضر في قاعة عرض الفيلم مات الأسد، تعيش سوريا، يسقط بشار الأسد يعلو التصفيق والهتاف مع النهاية التي أعلنت الخلاص من النظام بعد أن مات بشار، في مشهد أبكى الحاضرين فرحا وشوقا لتلك اللحظة .لم تكن ميتة عادية، بل غرق الأسد في دمائه بعد أن اغتاله أحد مرافقيه المقربين، في سيناريو يظهر أن الأسد في مرمى الموت حتى في أعتى حصونه، ومن جهة أخرى يبعد الوجه الدموي القاتم عن أبناء الشعب السوري والذي حاول نظام الأسد إظهارهم فيه على مدى عامين من الثورة .
الفيلم الذي يلعب فيه الممثلين الأخوين أحمد ومحمد ملص دور البطولة، تتناول أحداثه قضية الانقسام والاختلاف بين التأييد والمعارضة والتي أتعبت المجتمع السوري، حيث يعرضها المخرج داخل الأسرة في أضيق وأكثر الأطر حساسية، فالأخ «هلال» المؤيد لنظام الأسد، والذي يخادع أخاه «بلال» من أجل الإيقاع به، بينما يواظب الآخر على العمل في المركز الإعلامي المتخصص بنشر جرائم وانتهاكات جيش النظام ضد المدنيين العزل.
وتتداخل أحداث الفيلم مع مقاطع فيديو واقعية لتعذيب المعتقلين والقتل الممنهج الذي يمارسه جنود وشبيحة نظام الأسد، مستعرضا حياة بعض الناشطين الذين اضطرتهم ظروف الملاحقة والاعتقال على اللجوء إلى مصر، حيث يعيشون بؤس التهجير القسري، ويصور أيضا معاناة العائلات السورية، أثناء عبورها حدود الموت وصولا إلى بر الأمان حيث اللجوء ومخيمات الذل الذي لم يعرفه السوريين إلا في عهد عائلة الأسد.
وتحدثت الممثلة السورية لويز عبدالكريم عن أهمية هذه الفيلم في خدمة القضية السورية وأكدت أن الثورة السورية بحاجة لدعم جميع الأطراف مشيرة إلى أهمية الفن ودوره في إيصال الرسالة حتى يشاهد العالم حجم المعاناة والاختناق الذي يعيشه الشعب السوري سواء داخل سوريا أو خارجها.
وبرعت الطفلة ناتالي مطر في تجسيد معاناة الطفل السوري، الذي فقد وطنه ومدرسته وأصدقائه، وتعرض للتهجير والخوف من الموت والمجهول مع كل تحرك لقوات النظام وكل رصاصة وقذيفة تطلق.
وأكدت نتالي أنها أحبت هذا العمل رغم حداثة عهدها بالوقوف أمام الكاميرا، متمنية أن تقوم بأدوار أخرى لخدمة الثورة السورية.
واستضافت نقابة الصحفيين المصريين العرض الأول من فيلم باب شرقي بحضور عدد كبير من الجالية السورية في القاهرة وأعضاء من المجلس الوطني السوري وعدد من الفنانين المصريين والسوريين.
وتحمل المخرج أحمد عاطف تكاليف الفيلم التي بلغت نحو مليون جنيه مصري، بينما عمل عدد من الممثلين في الفيلم دون أجور وتلقى بعضهم أجورا رمزية، فيما قدم المركز الإعلامي السوري في القاهرة مساعدات لوجستية ساهمت في إنجاز الفيلم.
ومن المنتظر أن يشارك فيلم باب شرقي في مهرجان «فاسبكو» وهو أقدم وأكبر المهرجانات السينمائية في أفريقيا نهاية شهر شباط الجاري.
وسيشارك أيضا في أكثر من 20 مهرجانا سينمائيا في عام 2013 إضافة إلى عرضه في سوق مهرجان «كان» السينمائي الدولي.
هذا ويعتبر الفيلم الأول من نوعه الذي يتناول أحداث الثورة السورية بطريقة روائية.
ويذكر أن الأخوين ملص والفنانة لويز عبدالكريم كانوا من أوائل الفنانين الذي وقفوا في وجه نظام الأسد وطالبوا بإسقاطه، ما أدى إلى تعرضهم للاعتقال والمضايقات التي أجبرتهم على الخروج من سوريا وحمل لواء الفن كسلاح فعال مناهضة لساسية نظام الأسد القمعية.
كما نفذ الفنانون عددا من الأعمال المسرحية ومقاطع الفيديو في المنفى والتي انتشرت على الشبكة العنكبوتية ولاقت رواجا بين الناس ليتكلل عملهم بفيلم «باب شرقي»، ذاك الباب الدمشقي العتيق، الذي أخفى وراءه معاناة شعب عاش طوال أربعين عاما اضطهادًا قل نظيره.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :