أغلقت شركة “الفاضل” للحوالات المالية أحد فروعها الرئيسية في دمشق، بعد ثلاثة اسابيع من تلقيها تهديدات إسرائيلية بتهمة تعاملها مع “حزب الله” اللبناني.
وقال موقع “صوت العاصمة” المحلي اليوم، الأربعاء 13 من تشرين الثاني، إن شركة الفاضل للحوالات المالية أغلقت مكتبها في منطقة المزة، الذي يُعتبر الفرع الرئيس لها على مستوى سوريا.
وأضاف الموقع أنه رصد نقلًا عن مصادر خاصة له في دمشق، إغلاق فرع المزة وإزالة لافتات شركة الفاضل بشكل نهائي، وتحويل جميع الزبائن إلى فرع المحافظة.
عنب بلدي تواصلت مع مكتب شركة الفاضل في شارع الفردوس جانب ساحة المحافظة وسط دمشق، إذ أكد المكتب أن فرع المزة مغلق فعلًا، وأن الزبائن بإمكانهم إجراء الحوالات المالية عبر الفروع الثلاثة الأخرى في دمشق وريفها، وهي فرع ساحة المحافظة، فرع جرمانا، وفرع السيدة زينب.
تهديدات إسرائيلية
كان موقع “صوت العاصمة”، قال الثلاثاء 22 من تشرين الأول الماضي، إن إدارة شركة الفاضل للحوالات المالية، تلقت تهديدات عبر اتصالات من أرقام مجهولة من قبل أجانب يتحدثون اللغة العربية “المكسّرة”.
وذكر الموقع أن المتصلين حمّلوا إدارة الشركة مسؤولية المساهمة بتمويل “حزب الله”، واتهموها بأنها أحد الأذرع الاقتصادية للحزب.
ونقل الموقع عن مصدر قال إنه من داخل الشركة، أن سيارات تتبع لـ”حزب الله” قامت بنقل كميات ضخمة من الأموال من فرع الشركة في حي المزة إلى جهة غير معروفة، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبعد ساعات من تداول تلك الأنباء، نفت شركة “الفاضل” تلقيها تهديدات إسرائيلية تتهمها بتمويل “حزب الله”.
وقالت “الفاضل” في بيان عبر صفحتها في “فيس بوك”، إن كل ما يتم تداوله من أخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية “أخبار كاذبة وعارية عن الصحة ولا أساس لها”.
وأوضح البيان أن شركة الفاضل للصرافة المساهمة المغفلة الخاصة لا تتبع إلى أي جهة أو منظمة، مشيرًا إلى أنها “شركة مرخصة أصولًا تعمل وفق الأنظمة والتشريعات والقوانين في سوريا تحت إشراف ورقابة مصرف سوريا المركزي”.
عقوبات أمريكية
شركة “الفاضل” إحدى أكبر شركات الحوالات في سوريا، وتتميز بكسرها للقوانين التي تُجرّم التعامل بالنقد الأجنبي، إذ تسلّم المبالغ المالية بالعملات الأجنبية علنًا في فروعها، بعد تحويلها من قبل المستفيدين من خارج سوريا.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، أدرجت، في 30 من أيار 2023، ثلاثة أشقاء يمتلكون شركة “الفاضل” للحوالات المالية، على لائحة العقوبات الأمريكية، لتقديمها المساعدة المالية للنظام السوري و”حزب الله” و”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبحسب بيان الخزانة حينها، فإن شركة “الفاضل” تعود ملكيتها لثلاثة أشقاء من عائلة “بلوي” المنحدرة من بلدة نبّل في ريف حلب، وهم فاضل ومطيع ومحمد بلوي.
وهم الوحيدون المخولون بالعمل نيابة عن “حزب الله” من قبل مصرف سوريا المركزي، بحسب الخزانة الأمريكية.
وذكرت الوزارة أن شركة “الفاضل” سهلت عمليات تحويل بملايين الدولارات، منذ عام 2021، لحسابات في مصرف سوريا المركزي المدرج على لائحة العقوبات من قبل الولايات المتحدة، وأتت هذه التحويلات لصالح حكومة النظام السوري.
كما استخدم “حزب الله” المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، شركة “الفاضل” لتحويل أموال من دول أخرى في المنطقة إلى سوريا.
وسهلت “الفاضل” أيضًا، حتى منتصف عام 2021، الدفعات من النظام السوري إلى محمد قاسم البزال، وهو المسؤول المالي في “حزب الله” ومدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، وذلك مقابل شحنات من النفط الإيراني.
إسرائيل تقصف منزل مالك الشركة
كانت إسرائيل استهدفت في شباط 2023 بناء في حي كفرسوسة بمدينة دمشق، وقالت مصادر “صوت العاصمة” حينها، إن البناء تعود ملكيته لفاضل بلوي أحد مُلاك شركة الفاضل للحوالات.
وعلم “صوت العاصمة” حينها من مصادره أن البناء المستهدف يُستخدم كمركز للدعم اللوجستي، ومقر للاجتماعات الخاصة بأفراد وحدة التمويل ونقل الأموال في “حزب الله”.
من خلال المعلومات المنشورة على موقعها، تأسست شركة “الفاضل“، عام 2010، وتحولت، عام 2015، إلى شركة مساهمة مغفلة خاصة مرخصة من قبل مصرف سوريا المركزي.
يقع مقر الشركة الرئيسي في دمشق، ومع حلول عام 2018، أطلقت الشركة فروعًا جديدة لها في حلب واللاذقية وحماة.
كما افتتحت فرعًا لها في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، حيث يتمركز قادة ومستشارون إيرانيون وفي “حزب الله”.