الفليفلة.. مصدر دخل لعائلات في سلقين

تعمل سيدات في تحضير الفليفلة للمؤونة وبيعها في مدينة سلقين شمالي إدلب - 14 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

camera iconتعمل سيدات في تحضير الفليفلة للمؤونة وبيعها في مدينة سلقين شمالي إدلب - 14 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

سلقين – ديان جنباز

لم تعد الفليفلة الحمراء مجرد مؤونة تقليدية في منزل السيدة سهام نفاخ القاطنة في مدينة سلقين شمالي إدلب، إنما مادة موسمية تنتظرها لتحقيق مردود مالي لعائلتها.

مطلع تشرين الثاني الحالي، انتهى موسم الفليفلة الحمراء في مدينة سلقين وريفها، لتبدأ السيدة سهام نفاخ بتخزين حوالي 600 كيلوغرام من الفليفلة في عمل اعتادت عليه كل موسم.

قالت سهام لعنب بلدي إنها تخصص 200 كيلوغرام منها لاستهلاك عائلتها، بينما تعد 400 كيلوغرام أخرى لبيعها خلال أشهر الشتاء.

وأضافت أنها تحرص على اختيار أنواع مختلفة من الفليفلة، سواء الحارة أو غير الحارة، لتناسب مختلف الاستخدامات كالمكبوسة (مخلل) وغيرها.

سهام سيدة من ربات بيوت كثر يسارعن خلال موسم الفليفلة، وهو محصول رائج في المنطقة، إلى تحضير وتأمين كميات منها لتكفي مؤونة الشتاء، والبيع منها لتأمين دخل إضافي.

مصدر دخل

تعبتر الفليفلة الحمراء جزءا أساسيًا من المؤونة المنزلية في سلقين، ويتطلب إعداد مخلل الفليفلة اختيار الحبات الصلبة لضمان جودتها، ثم نقعها في محلول ملحي خاص لإكسابها نكهة مميزة، وفق سهام.

أما الحبات الطرية فتستخدمها لصنع دبس الفليفلة، وتجفف قسمًا منها وتخزنه لفترات طويلة، وتبيعها فيما بعد.

وفيما يتعلق بالأسعار، ذكرت سهام أن سعر عبوة المخلل (مقدار عبوة سعة ليتر) يصل إلى 70 ليرة تركية، بينما يباع كيلو دبس الفليفلة بـ125 ليرة تركية، وسعر كيلو المطحونة بـ150 ليرة تركية.

وتعتمد سهام على تحضير المؤونة كوسيلة لدعم دخل عائلتها المؤلفة من سبعة أفراد، إلى جانب عملها في الخياطة.

وتشتري الفليفلة من الأسواق المحلية، لعدم امتلاكها أرضًا زراعية، وتقوم بتجهيزها بعناية، لبيعها داخل سلقين وفي بعض المناطق المجاورة عند الطلب.

ورغم أن هامش الربح يختلف حسب الموسم وظروف السوق، إلا أن بيع هذه المنتجات يوفر لها دعمًا إضافيًا يسهم في تحسين مستوى معيشة عائلتها، حسب قولها.

تعمل سيدات في تحضير الفليفلة للمؤونة وبيعها في مدينة سلقين شمالي إدلب - 14 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

تعمل سيدات في تحضير الفليفلة للمؤونة وبيعها في مدينة سلقين شمالي إدلب – 14 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

عمل رائج

يعد عمل السيدات في تجهيز وتخزين الفليفلة من الأنشطة الرائجة في مدينة سلقين، حيث تعتمد العديد من النساء على هذه الأعمال كمصدر دخل إضافي، فبعض السيدات يقمن بتجهيز الفليفلة وتخزينها وبيعها عند الطلب.

في حين تعمل نساء أخريات في تجهيز الفليفلة للعائلات، وذلك مقابل أجر مادي يترواح بين 2 و3 ليرات تركية للكيلوغرام الواحد.

إلى جانب ذلك، توجد مطاحن خاصة في سلقين تعمل على بيع وتجهيز منتجات الفليفلة المتنوعة، وتقدم خدمات طحن الفليفلة للسكان، وتوفر منتجات جاهزة للمستهلكين.

أحمد سعيد، صاحب مطحنة في مدينة سلقين، قال لعنب بلدي، إن موسم الفليفلة لا ينتهي بانتهاء الحصاد الأخير، بل يمكن الاستفادة من المحصول بطرق مبتكرة.

وأشار إلى أن الفليفلة المجففة تتحول إلى مسحوق ناعم يستخدم في العديد من الأغراض الغذائية، من أبرزها معجون الفليفلة والشطة الحارة التي تستخدم للفطائر والبيتزا وغيرها.

وأضاف سعيد أن أجرة طحن الكيلوغرام الواحد من الفليفلة المجففة تتراوح بين 10 ليرات و15 ليرة تركية، بينما يباع الكيلوغرام المطحون جاهزًا بسعر 150 ليرة تركية.

أما سعر الكيلوغرام من دبس الفليفلة الجاهز، فيبلغ حوالي 90 ليرة تركية.

تعد الفليفلة محصولًا رائجًا في مدينة سلقين شمالي إدلب - 14 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

تعد الفليفلة محصولًا رائجًا في مدينة سلقين شمالي إدلب – 14 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

لا استغناء عن الفليفلة

السيدة رحاب المصطفى، من أهالي مدينة سلقين، قالت لعنب بلدي، إنها تخزن حوالي 300 كيلوغرام من الفليفلة الحمراء كجزء من مؤونة الشتاء لعائلتها المكونة من خمسة أفراد.

وتحرص السيدة على تقسيم هذه الكمية لعدة أجزاء وذلك لاستخدامات متعددة، مضيفة أنها تخصص جزءًا لـ”تعريق” الفليفلة (شقّ الفليفلة وإخراج بذورها)، وتستخدمها بعد طحنها لفليفلة ناعمة، من أجل تزيين الأطباق مثل الحمص، المتبل، والفول.

أما النوع الآخر من الفليفلة المعرّقة، فتطحنها عبر ماكينة، تستخدمها لتحضير ما يعرف محليًا بـ”خبز الفليفلة”، وهو نوع من خبز التنور أو خبز الصاج الذي يتم دهن سطحه بمزيج الفليفلة، ويُضاف إليه السمسم وحبة البركة.

من الاستخدامات الأخرى، هي أن تضم السيدة الفليفلة عبر خيط وإبرة خاصة لإعدادها كـ”القلائد” وتجفيفها، ويضاف هذا النوع إلى أطباق الكبة النيّة والتبولة.

ولفتت رحاب إلى أن الفليفلة جزء من هوية سكان المنطقة، حيث يعكس استخدامها في المأكولات تراثًا غنيًا وعادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال.

ويعود نشاط هذه المشاربع إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية وعدم الاكتفاء من دخل الزوج أو معيل الأسرة، فالأجرة اليومية للعامل تتراوح بين 70 و100 ليرة تركية، ولا تكفي لسد احتياجات العائلة الأولية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة