“أستانة 22” حافل بالإدانات ضد إسرائيل
صدر البيان الختامي لاجتماع “أستانة” بصيغته الـ22 عن تركيا وروسيا وإيران، حافلًا بالإدانات ضد إسرائيل، بسبب عملياتها في لبنان وغزة وسوريا.
البيان الختامي لصيغة “أستانة” حول الوضع في سوريا، نشرته وزارة الخارجية الكازاخية، الثلاثاء 12 من تشرين الثاني، وأدانت فيه الدول المشاركة، الهجوم الإسرائيلي على غزة ولبنان والضفة الغربية، ودعت إلى وقف إطلاق النار.
وأعربت الأطراف عن “إدانتها الشديدة وقلقها العميق إزاء المجازر والهجمات الإجرامية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة”، فضلًا عن الهجمات الإسرائيلية في لبنان والضفة الغربية.
وأضاف، “دعونا المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى ضمان وقف فوري ودائم لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق”.
وربط بيان “أستانة” تصاعد العنف في الشرق الأوسط بالوضع في سوريا، إذ تحدث المشاركون عن الحاجة الملحة لوضع تدابير استجابة طارئة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لأولئك الذين اضطروا إلى النزوح من لبنان لسوريا.
وأدان البيان أيضًا جميع الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، واعتبر أن “هذه الأعمال تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتفاقم التوترات في المنطقة”، داعيًا إلى وضع حد لها.
إدلب.. التقارب بين أنقرة ودمشق
واتفق المجتمعون على أهمية استمرار الجهود الرامية لاستعادة العلاقات بين تركيا والنظام السوري من أجل “مكافحة الإرهاب”، وخلق الظروف المناسبة لما وصفها البيان بـ”العودة الآمنة والطوعية والكريمة للسوريين” بمشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
واستعرض المجتمعون بـ”التفصيل” الوضع في منطقة “خفض التصعيد” بمحافظة إدلب حيث تسيطر المعارضة السورية المسلحة، وأكدوا ضرورة الحفاظ على “الهدوء على الأرض” من خلال وقف إطلاق النار الكامل.
ومنذ أشهر تكررت الضربات الجوية الروسية على منطقة “خفض التصعيد” كما لم تتوقف استهدافات النظام لممتلكات المدنيين عبر طائرات مسيرة، أسفرت عن قتلى وجرحى.
واتفقت الأطراف على عقد اجتماع “أستانة” الـ23 حول سوريا في العاصمة الكازاخية خلال النصف الأول من عام 2025 المقبل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية (تاس)، وأعلنت عنه وزارة الخارجية الكازاخية مرفقًا بالبيان الختامي.
وتشارك في المفاوضات وفود من الدول الضامنة لـ”أستانة”، وهي: روسيا، وتركيا، وإيران، على مستوى ممثلين، بالإضافة إلى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، إلى جانب مراقبين ومندوبين من الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق.
وتضمن جدول أعمال الاجتماع، بالإضافة إلى قضايا حل النزاع في سوريا، موضوعات مثل إطلاق سراح الرهائن والبحث عن المفقودين، الوضع الإنساني، حشد جهود المجتمع الدولي لتسهيل عملية السلام، وإعادة إعمار سوريا، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين.
النظام يريد المزيد.. المعارضة غائبة
مع انتهاء اجتماع “أستانة” قال رئيس وفد النظام في الاجتماع، معاون وزير الخارجية أيمن رعد، خلال مؤتمر صحفي إن المنطقة تمر بوضع “بالغ الخطورة” بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان وفلسطين والهجمات المتكررة على سوريا.
وأضاف، وفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، أن روسيا وإيران جددتا خلال الاجتماع التزامهما باحترام “سيادة سوريا” ووحدة أراضيها والتأكيد على التنسيق الدائم والمتواصل فيما يخص القضايا المتعلقة بـ”حل الأزمة”.
وأعرب عن أمله في تحقيق المزيد من النتائج لمسار “أستانة” وخاصة في مجال “مكافحة الإرهاب والقضاء الكامل عليه”.
ولم يغفل وفد النظام الحديث عن العقوبات الغربية التي يعاني منها اقتصاده خلال السنوات الماضية، إذ تحدث عن ما وصفه بـ”الآثار الكارثية للإجراءات القسرية أحادية الجانب”، مطالبًا بإزالتها بشكل غير مشروط.
وإلى جانب ما سبق، تحدث أيمن رعد عن ضرورة “تعزيز وتوسيع مشاريع التعافي المبكر لأثرها المهم في إعادة الاستقرار”، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية أيضًا.
وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم يصدر أي تعليق من المعارضة السورية حول اجتماعات “أستانة” كما لم تحصل عنب بلدي على رد من جانب وفد المعارضة السورية.
إيران تبحث “مقاومة إسرائيل”
قالت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إن كبير مستشاري وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر خاجي، التقى أمس الاثنين 11 تشرين الثاني كبير المفاوضين السوريين والوفد المرافق له في “أستانة”.
وبحث الطرفان مستجدات الأوضاع في المنطقة والتطورات السياسية والميدانية التي تشهدها سوريا، لا سيما في ظل “جرائم الكيان الصهيوني واعتداءاته العدوانية في المنطقة”.
وأكد علي أصغر خاجي على الموقف المبدئي لبلاده في استمرار دعمها لسوريا و”مقاومتها لمواجهة احتلال النظام الصهيوني”.
وبالإشارة إلى التاريخ الطويل من العلاقات الثنائية المستقرة، لفت الوزير إلى تصميم كل من سوريا وإيران على مواصلة وتوسيع “التعاون الثنائي” وخاصة للتعامل مع “جرائم” إسرائيل، ومنع امتداد التوتر إلى المنطقة.
وبدأ مسار “أستانة” في كانون الثاني 2017، وعلى مدار 21 جولة سابقة، انعقدت لقاءات المسار بحضور قادة ثلاث دول، منها اثنتان حليفتان للنظام السوري سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا (روسيا وإيران)، وأخرى اتجهت منذ نهاية 2022 لفتح باب التقارب السياسي معه (تركيا)، وممثلين عن النظام السوري والمعارضة ومراقبين.
واقترحت الخارجية الكازاخية، في 21 من حزيران 2023، أن يكون الاجتماع بصيغة “أستانة”، الجولة الأخيرة من اللقاءات بهذه الصيغة، لكنها أوضحت في اليوم التالي، استعدادها استئناف المفاوضات بشأن سوريا، كبادرة حسن نية، في حال تقديم طلب جماعي من الأطراف المعنية.
اقرأ أيضًا: “أستانة 21”.. النظام “متعنت” والمعارضة راضية عن المخرجات
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :