أثار مقتل القيادي البارز في جبهة النصرة، رضوان محمد نموس (أبو فراس السوري)، ردود أفعال متباينة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ولا سيما أنه عرف بمواقفه الحادة واتهاماته لمعظم الفصائل السورية، والتي وصلت حد التكفير.
أبو فراس يكفر فصائل الثورة
عمل أبو فراس متحدثًا باسم جبهة النصرة، الفرع السوري من تنظيم القاعدة، واشتهر بمواقفه الحادة من معظم الفصائل السورية التي تخالف فكريًا ميول تنظيم “الدولة” أو القاعدة على حد سواء، ووصلت بعض الأحيان حد التكفير.
وقال في إحدى مقالاته “يخادعون الناس ويقولون (مشروع أمة).. إن هذا التلاعب للوصول إلى تحسين أطروحات أهل الكفر والردة.. وفي الحقيقة ما هم إلا رسل للمرتدين وفي أحسن الأحوال ببغاوات يرددون أطروحات المنافقين والمرتدين يجعل هؤلاء السمَّاعين جزءًا من الحرب على الإسلام”، في إشارة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية.
آخر رفاق بن لادن في سوريا
عنب بلدي رصدت ردود أفعال رواد موقع “تويتر”، المهتمين بقضية نموس، وقال أبو محمد المقدسي، منظّر التيار الجهادي والمقرب من النصرة، في نعي أبو فراس “شتان بين من عاش للتوحيد وجاهد من أجله وقتل عليه، وبين من عاش للتنديد وجادل عن الطواغيت ودعا لولايتهم وسوّق مشاريعهم”.
في حين اعتبر الإعلامي السوري، موسى العمر، أن “أبو فراس السوري هو آخر رفاق بن لادن، الذي استشهد في سوريا بعد أبو عبد العزيز القطري وأبو خالد السوري والشيخ المسالمة”.
وكتب القيادي السابق في “النصرة”، صالح الحموي (أس الصراع في الشام)، تغريدة نعى من خلالها نموس، وقال “اللهم تقبل أبو فراس السوري ومن معه واغفر له خطاياه واغفر زلته، رغم خلافنا معه إلا أني أمضيت أيام جميلة معه، ولم يكن يظهر شيئًا من غلوه أمامي”.
وأفادت مصادر متطابقة أن أبو فراس لقي مصرعه مع عدد من رفاقه بينهم نجله، مساء أمس الأحد 3 نيسان، في غارة من طيران التحالف الدولي، استهدفت مقرًا لهم في بلدة معرة مصرين شمال إدلب.
هجوم على عبد الله عزام
التغريدة الأبرز كانت لحذيفة عبد الله عزام، المقرب من التيار الجهادي في سوريا، والتي شهدت هجومًا لاذعًا من أنصار جبهة النصرة، رغم أنه كتب فيها “عظم الله أجر أسرة العم الفاضل أبي فراس نموس، أسأل الله أن يتقبله وابنه وأن يجعل مثواهما الفردوس اﻷعلى وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان”.
وجاءت ردود الأفعال هجوميةً تتهم عزام بإعطاء إحداثيات مقر نموس للتحالف الدولي “مثلك كالقاتل الذي يسير بجنازة القتيل الذي قتله”، وأضاف آخر “يا خبيث أليس انت من كان ينشر كل معلوماتهم من أيام”.
وكان عزّام نشر خلال الأيام القليلة الماضية معلومات عن تجربته في سوريا مع الفصائل الجهادية والجيش الحر، متهمًا جبهة النصرة بتجاوزات وانتهاكات كبيرة مستدلًا بذلك على وثائق وقضايا تنصلت النصرة من التحاكم للقضاء فيها.
من هو أبو فراس؟
وتعرف المواقع والحسابات الجهادية، نموس، أنه من مواليد بلدة مضايا في سهل الزبداني غرب دمشق، يبلغ من العمر 65 عامًا، وسرّح من الجيش عام 1979 لينضوي في صفوف “الطليعة المقاتلة”، وهي فصيل انبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
سافر نموس بعدها إلى أفغانستان وتعرف على أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، والشيخ عبد الله عزام، أحد أبرز علماء ومنظري “الجهاد العالمي” في القرن العشرين، وأمضى هناك 23 عامًا، قبل أن ينتقل عام 2003 إلى اليمن، ومنها إلى صفوف جبهة النصرة في سوريا عام 2013.