عروة قنواتي
إنه كارلو أنشيلوتي، المدرب الذي لا يعمل إلا وفق أفكاره ولا يستسلم للتدخلات أو التوصيات أو صراخ الجماهير، مدرب مخضرم زار منصة دوري الأبطال في أوروبا أكثر من مرة ومع أكثر من نادٍ محققًا ومحطمًا أرقامًا قياسية في تاريخ البطولة.
لماذا نكتب هذه الأسطر عن أنشيلوتي؟ لكي نقول إن الإيطالي يعلم وفق خططه على من يعتمد ولمن يعطي الفرصة في التشكيلة الأساسية، وإن مزاج الجماهير والعشاق والصحافة ليس بالضرورة أن يوافق مزاجه وهواه الكروي. نحن الآن بصدد البحث عن كيليان مبابي أغلى وأقوى صفقات النادي الملكي للموسم الجديد، نبحث عنه بقميص الميرنغي وبتوصيات أنشيلوتي، وبفائدة حققها أم ما زال في طور الارتخاء.
لن يختلف من يتابع الكرة الأوروبية (فرنسية كانت أم إسبانية)، وخصوصًا من يعشق النجم الفرنسي، على أنه ليس بأفضل حالاته كرويًا ومهاريًا وفنيًا مع النادي الملكي بعد انقضاء 12 مباراة في الدوري و4 مباريات في دوري الأبطال، سجل 6 أهداف في مباريات الليغا وهدفًا وحيدًا في دوري الأبطال، ومن الطبيعي أن يشار إلى أن هذه الأرقام مخيبة لآمال من انتظر وعانى وسهر الليالي ليشاهد الغزال الفرنسي في سانتياغو برنابيو مع رقمه 9 يجوب أرض الملعب طولًا وعرضًا ممزقًا شباك الخصوم في الدوري الفرنسي ودوري الأبطال والمنتخب.
والواضح أيضًا أن الفرنسي لم يتأقلم بعد مع تشكيلة وأفكار السيد كارلو أنشيلوتي. حاول بذكاء أن ينوع من أدائه في بعض المباريات ولكنه اصطدم أيضًا بحشره في منطقة ومركز ينافسه عليه لاعبون في الفريق سابقًا، وهنا لا تستطيع تحميل مبابي وحده مسؤولية إنقاذ الفريق قبل الهزيمة وتعزيز أداء التشكيلة عند الفوز، المدرب وطاقمه يتحملان المسؤولية أيضًا في إيجاد من يخدم كيليان أمام الصندوق وداخل الصندوق لكي يهز الشباك ويأخذ فرصته في المواجهة مع دفاع وحراس مرمى الخصوم.
في بعض المباريات يبدو الغزال الأسمر تائهًا لا يعلم كيف ستدور رحى المعركة داخل المستطيل الأخضر، وأحيانًا يقدم أداء عاديًا لا يخدم الفريق أو يكون الفريق قد أمّن الفوز، فلا يكون كيليان معطلًا.
ما هو معروف أن كيليان مبابي تُعقد عليه آمال القائمين على كرة القدم في النادي الملكي ليكون أسطورة من الأساطير في الفريق، وعلى هذا المخطط علت أمواج صفقة انتقاله وسكنت خلال 4 سنوات. للجماهير حق مشروع في رؤية الفرنسي يحطم الأرقام بعيدًا عن حكاية تخمة الفريق من الألقاب في السنوات الماضية، ومن حق مبابي أن يطول صبر المعجبين وأجهزة الإعلام لأجله، فقد يكون هذا الموسم موسم مخاض في حياة الفريق الملكي.