د. أكرم خولاني
بربرين (Berberine) هو مادة قلوية صفراء اللون مرة الطعم تستخرج من بعض النباتات والأشجار مثل بعض أنواع التوت والبرباريس وعنب أوريغون وشجرة الكركم وخاتم الذهب، وقد استخدم هذا المركب النباتي في الطب الصيني التقليدي والطب الهندي القديم لعدة قرون.
وحديثًا تبين أن البربرين يؤثر على مجموعة واسعة من الأهداف الخلوية، هذه الأهداف تشبه مفاتيح “التشغيل/الإيقاف” للنشاط الخلوي، وتشمل ما يلي:
مستقبلات الأنسولين: من خلال التفاعل مع مستقبلات الأنسولين، يُعتقد أن البربرين يخلق مستقبلات أنسولين جديدة، ويحسن امتصاص الأنسولين ويقلل من مقاومته، ويحد من الآثار الصحية الضارة المرتبطة بمرض السكري.
مستقبلات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL): من خلال التفاعل مع مستقبلات “LDL”، يبدو أن البربرين يقلل من الكوليسترول الضار (LDL) والمخاطر المقابلة لأمراض القلب والسكتة الدماغية في النصف الأخير من الحياة.
مسار “AMPK”: “AMPK” هو إنزيم يشار إليه غالبًا باسم “مسار” لدوره في التحكم بجوانب معينة من النشاط الخلوي. من خلال زيادة تنشيط مسار “AMPK”، يبدو أن البربرين يساعد في التحكم بنمو الخلايا، وتعزيز الالتهام الذاتي الخلوي، وتقليل حدوث الالتهاب والسرطان المرتبط بموت الخلايا.
إنتاج “ATP” الميتوكوندريا: أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) هو مادة كيماوية مهمة يتم تصنيعها في أثناء عملية التمثيل الغذائي اليومية ونشاط القلب والأوعية الدموية، ويبدو أن البربرين يساعد في هذه العملية بينما يساعد أيضًا في التخفيف من منتجاته الثانوية السامة.
الأنسجة الدهنية البنية: الأنسجة الدهنية البنية هي نوع فريد من الدهون في الجسم التي يتم تنشيطها في أوقات البرد القارس، تحتوي الخلايا الدهنية البنية على ميتوكوندريا أكثر مقارنة بالخلايا الدهنية البيضاء العادية، وهذا الأخير هو ما يفكر فيه معظم الناس عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، تولد هذه الميتوكوندريا الإضافية حرارة إضافية للجسم، الأمر الذي يتطلب في النهاية من الجسم حرق المزيد من السعرات الحرارية، وتبين أن للبربرين القدرة على تنشيط هذه الخلايا الدهنية البنية وبالتالي الوقاية من السمنة.
بالإضافة إلى التأثير على هذه الأهداف، يبدو أن البربرين لديه أيضًا إمكانات قوية مضادة للأكسدة.
استخداماته
يستخدم للأغراض التالية:
- علاج السكري من النمط الثاني وخفض مستويات السكر في الدم.
- علاج البدانة وتخفيض الوزن.
- علاج حالات ارتفاع الكوليسترول، وفرط شحميات الدم، وارتفاع ضغط الدم، والحروق، وقرحة الفم، وأمراض الكبد، وغيرها من الأمراض المزمنة.
- البربرين يقوي ضربات القلب، ما يفيد المصابين بأمراض القلب.
- تحسين صحة الأمعاء والهضم.
- الوقاية من أمراض الكبد (الالتهاب والتليف).
- علاج فعال لحالتين جلديتين شائعتين: التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما) والصدفية.
- الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والربو والتليف الرئوي وسرطان الرئة.
معلومات صيدلانية
يتوفر بربرين في الأسواق على شكل كبسولات (250–500 ملغ)، تؤخذ عن طريق الفم، بعد الطعام، وقد يؤدي تناولها على معدة فارغة دون طعام إلى زيادة الأدرينالين، ويحتمل أن يتسبب في نقص السكر بالدم.
وتبلغ الجرعة اليومية المنصوح بها 1500 ملغ تقسم على 3 دفعات كل منها 500 ملغ.
ملاحظات
- يمكن استخدام بربرين وخافضات السكر الفموية في نفس الوقت، مع ضرورة الانتباه إلى جرعة هذه الأدوية لتجنب حدوث نقص بسكر الدم.
- قد يؤدي البربرين إلى بعض الآثار الجانبية، ومن الآثار الجانبية الشائعة والرئيسة: الإسهال، الإمساك، اضطراب المعدة، الصداع، مشكلات في الهضم وتقلصات شديدة في المعدة، ونفخة، ولكن هذه الآثار الجانبية الشائعة لا تحتاج إلى عناية طبية وسوف تختفي عندما يتكيف الجسم مع الجرعة.
- لا ينصح بتناوله من قبل الأطفال.
- يجب على النساء الحوامل تجنب تناول البربرين عن طريق الفم، لأنه قد ينتقل إلى المشيمة ويضر بالجنين، ما قد يسبب اليرقان النووي عند الأطفال حديثي الولادة. ومن غير الآمن تناول الدواء في أثناء الرضاعة الطبيعية، لأنه قد ينتقل إلى حليب الثدي ويضر بالطفل.