نفت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم، السبت 9 من تشرين الثاني، الاتهامات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة بالضلوع في مخططات اغتيال تستهدف شخصيات أمريكية، وبصورة خاصة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن الادعاء الأمريكي بتورط إيران في محاولة اغتيال مسؤولين أمريكيين سابقين أو حاليين، “لا أساس له من الصحة ومرفوض تمامًا”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا“.
واعتبر بقائي أن تكرار هذا الادعاء في الوقت الحالي “مؤامرة” من قبل الأوساط المناهضة لإيران لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران.
وأشار المسؤول الإيراني إلى اتهامات مماثلة في الماضي رفضتها إيران بشكل كامل و”ثبت كذبها”.
كانت وزارة العدل الأمريكية أعلنت توجيه اتهامات جنائية في ما وصفتها بـ”مؤامرة إيرانية” تم إحباطها كانت تهدف إلى اغتيال الرئيس المنتخب دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية.
ووفقًا لشكوى جنائية تم تقديمها إلى المحكمة الفيدرالية في مانهاتن، فإن أحد مسؤولي “الحرس الثوري الإيراني” (الذي لم يتم الكشف عن هويته) وجه أحد المتعاونين لوضع خطة لمراقبة ترامب ومن ثم قتله.
وأضافت العدل الأمريكية أن رجلًا إيرانيًا يدعى فرهاد شاكري تم تكليفه في الأساس من قبل “الحرس الثوري الإيراني” بتنفيذ اغتيالات أخرى ضد مواطنين أمريكيين وإسرائيليين داخل الولايات المتحدة.
لكن مسؤولي “الحرس الثوري” أخبروا شاكري، في أيلول الماضي، بالتركيز فقط على ترامب، بحسب وثائق المحكمة، وأن لديه سبعة أيام لإعداد خطة الاغتيال.
وذكرت التحقيقات أن إيران طلبت من شاكري في حال لم يتمكن من التوصل إلى خطة لاغتيال ترامب في هذه المدة الزمنية، أن ينتظر حتى بعد الانتخابات الرئاسية، لأنهم يعتقدون أن ترامب سيخسر وبالتالي فإن محاولة اغتياله ستكون أسهل.
كما وجه القضاء الأمريكي اتهامات إلى فرهاد شاكري (51 عامًا) من إيران، وكارلايل ريفيرا (49 عامًا) المعروف أيضًا باسم “بوب” (49 عامًا) من بروكلين بنيويورك، وجوناثان لودهولت (36 عامًا) من جزيرة ستاتن بنيويورك، بتورطهم في مؤامرة لقتل مواطن أمريكي من أصل إيراني في نيويورك لأنه يعارض الحكومة الإيرانية.
الشرطة الأمريكية ألقت القبض على كل من ريفيرا ولودهولت وقدمتهما للمحكمة، بينما لا يزال شاكري طليقًا ويُعتقد أنه يقيم في إيران.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، إن الاتهامات الموجهة لرجال متعاونين مع إيران، تكشف عن محاولات طهران المستمرة لاستهداف المواطنين الأمريكيين، بمن في ذلك الرئيس المنتخب ترامب، وقادة حكوميون آخرون ومعارضون ينتقدون النظام في طهران.
وأضاف كريستوفر، “لقد تآمر (الحرس الثوري الإيراني) مع المجرمين والقتلة لاستهداف الأمريكيين وقتلهم على الأراضي الأمريكية، وهذا لن يتم التسامح معه ببساطة. وبفضل العمل الجاد الذي قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي، تم تعطيل مخططاتهم. ونحن ملتزمون باستخدام الموارد الكاملة لمكتب التحقيقات الفيدرالي لحماية مواطنينا من إيران أو أي عدو آخر يستهدف الأمريكيين”.
كان ترامب تعرض لمحاولتي اغتيال قبل الانتخابات الرئاسية، الأولى كانت في 14 من تموز الماضي، حيث تعرض لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي مع أنصاره في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وفي 15 من أيلول الماضي، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال جديدة بولاية فلوريدا الأمريكية، هي الثانية خلال شهرين.
وقال ريك برادشو، قائد شرطة مقاطعة “بالم بيتش”، التي حدثت فيها محاولة الاغتيال، إن أحد عناصر جهاز الخدمة السرية رصد مسلحًا يختبئ في أحراش قرب ملعب “الجولف” الذي كان يوجد فيه ترامب، حيث حدث تبادل إطلاق نار بين المسلح وعنصر الشرطة، وفق ما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.