القنيطرة.. مطالبات بتوفير مصل “الكَلَب”
القنيطرة – زين الجولاني
كان حسان الغانم عائدًا من عمله قبل غياب الشمس بريف القنيطرة الشمالي، عندما تعرض لهجوم من قبل كلب شارد تمكن من عض قدمه، رغم أنه كان يستقل دراجة نارية.
أول رد فعل من حسان، بعد هجوم الكلب، هو أنه فكر بالاتجاه للمستشفى بحثًا عن مصل للوقاية من الإصابة بداء الكَلَب، وقاد دراجته لمستشفى “أباظة” بمدينة “البعث” في مركز محافظة القنيطرة.
مصل داء الكَلَب هو حقنة سريعة المفعول تُعطى لمنع الإصابة بالعدوى الفيروسية لمن لم يتلقَّ لقاح داء الكَلَب، وتُحقن بالقرب من موضع عضة الحيوان إن أمكن، وفي أقرب وقت ممكن بعد العضة.
حسان قال لعنب بلدي، إن ممرضًا استقبله عند بوابة قسم الإسعاف، وبدأ بتعقيم مكان الإصابة وغسله بالماء والصابون، وأبلغه أن إصابته لا تحتاج إلى أي دواء كون العضة كانت سطحية.
وبعد جدال طويل مع الممرض، بحث حسان عن واسطة في المستشفى لتأمين مصل مضاد لداء الكَلَب، خوفًا من مضاعفات العضة التي تعرض لها.
وأضاف، “لو لم أعثر على واسطة (أحد أقاربه) في المستشفى، لم أكن لأتمكن من الحصول على لقاح ضد الكَلَب”.
الطبيب في مستشفى “أباظة” حسن زيتون، قال لعنب بلدي، إن جميع حالات عض الكلاب يستقبلها المستشفى على مدار الساعة.
وأضاف أن علاج عضات الكلاب يتم على ثلاث مراحل تبدأ مـن اليوم الأول للعضة وعلى امتداد ثلاثة أشهر، حيث يُعطى المريض فـي اليوم الأول جرعتين من لقاح الكَلَب، ثم جرعة ثانية بعـد سبعة أيام.
وبعد 21 يومًا من بدء العلاج، يتلقى المصاب جرعة ثالثة مـن اللقاح فـي العضلة الدالية باليد، ثم تكرر الجرعة بعد ثلاثة أشهر من بدء العلاج.
ولفت الطبيب إلى أن المصل يعطى فـي حالات محددة خلال الزيارة الأولى فقط، ويمكن تجاوز إعطاء المصل في بعض الحالات.
الأدوية نادرة
علي عمار، طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، تعرض لعضة كلب كان يرافق راعي أغنام بريف القنيطرة الشمالي، وأدت العضة إلى إصابة بليغة في منطقة الفخذ، تطلبت إسعافه لمستشفى “أباظة” على الفور، حيث عُقم الجرح وغُسل مرارًا.
والد الطفل قال لعنب بلدي، إن الممرض والطبيب المناوب رفضا خياطة الجرح حتى لا يتعرض لالتهابات، ولفتا إلى ضرورة غسله وتعقيمه يوميًا.
وعند الانتهاء من عمليات التعقيم، بحث الطبيب عن جرعة لداء الكَلَب لأكثر من ساعة، وحصل الطفل على جرعة، لكن الطبيب أبلغ عائلة الطفل أنه يحتاج إلى جرعة أخرى غير متوفرة في المستشفى حاليًا، وقد تصل عبر وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة.
بهاء، ممرض يعمل في مستشفى “أباظة”، قال لعنب بلدي، إن توفير اللقاح والمصل يتم من خلال وزارة الصحة، وفي حال عدم توفره يجري تحويل المرضى إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي تابع لوزارة الصحة، تتوفر فيه الخدمات الطبية.
وأضاف أن استجرار الدواء واللقاح يجري بطريقة مركزية، ومن غير المسموح للمستشفيات تأمين احتياجاتها إلا من خلال وزارة الصحة.
أهل الطفل طالبوا الوحدات الإرشادية والمعنيين بمكافحة ظاهرة الكلاب الشاردة، التي تشكل خطرًا على الأطفال والأهالي وخاصة ليلًا، وتأمين الدواء اللازم في مستشفى “أباظة” والمراكز الصحية التابعة للقرى، فهناك بعض الأهالي يعانون من التنقل بين بلدان وقرى المحافظة، حسب قولهم.
خدمات طبية غائبة
مستشفى “ممدوح أباظة” يعد المستشفى الحكومي الوحيد في مدينة “البعث” بمحافظة القنيطرة، جنوبي سوريا، وبني بعد أن عانى أبناء المحافظة من غياب الخدمات الطبية في المنطقة منذ عام 1967، بعد تدمير مستشفى “الجولان” في مدينة القنيطرة.
ويلجأ أهالي المنطقة للعلاج في المستشفى، وسط شكاوى متكررة من سوء الخدمات ونقص الكوادر الطبية، وغياب الرقابة وحالة الفساد الموجودة فيه.
وتعاني القنيطرة، بعد سيطرة قوات النظام نتيجة اتفاق “التسوية” في مناطق الجنوب برعاية روسيا في تموز 2018، من تراجع في القطاع الصحي، وغياب شبه تام للمستشفيات والمراكز الصحية، بسبب إغلاق المستشفيات الميدانية والنقاط الطبية التي استخدمتها المعارضة خلال السنوات الماضية.
كما أن عدم وجود أطباء اختصاصيين مناوبين في عياداتهم ضمن أغلبية قرى وبلدات القنيطرة، يجبر المرضى على قطع مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا، وتحمل عناء السفر والوقوف على الحواجز العسكرية للوصول إلى المستشفى الوحيد (أباظة).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :