فاز الجمهوري إبراهيم حمادة بمقعد في مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الثامنة في ولاية أريزونا.
وفاز حمادة بـ56.4% من الأصوات، متفوقًا على منافسه الديمقراطي كريغ ويتن، الذي نال 43.6% من الأصوات.
وذكرت شبكة “WKRG NEWS” الأمريكية، أن الجمهوري إبراهيم حمادة فاز بانتخابات الكونجرس عن ولاية أريزونا، مشيرة إلى أن حمادة حصل مسبقًا على تأييد دونالد ترامب، ومرشحة مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا كاري ليك.
وأضافت “WKRG NEWS” أن حمادة سيمثل منطقة تضم ضواحي شمالي وغربي فينيكس، وسيخلف النائبة الجمهورية ديبي ليسكو.
وكانت ليسكو تعد من أشد مؤيدي ترامب، وقررت عدم الترشح لمقعد الدائرة الثامنة في الولاية، ليدخل حمادة السباق الانتخابي مكانها ويحقق الفوز.
داعم قوي لترامب
يبدي حمادة دعمًا مطلقًا لدونالد ترامب، ويقول على الموقع الرسمي لحملته الانتخابية، إن الرئيس السابق “يتعرض للهجوم ويحتاج للدعم”.
ويتعهد حمادة بالوقوف مع ترامب لمواجهة ما يصفها بـ”السياسات الفاشلة” للرئيس بايدن، و”اليسار الراديكالي”.
في 25 من تموز الماضي، كتب حمادة منشورًا عبر حسابه في “فيس بوك”، أعلن من خلاله حصوله على تأييد ترامب، وأرفق مع المنشور رسالة التأييد التي كتبها الرئيس له.
وقال ترامب في رسالته، إن “آبي حمادة هو محارب قديم ومدعٍ عام سابق ومقاتل شجاع من أجل انتخاباتنا، وسيكون محاربًا حقيقيًا في الكونجرس، وسيضع أمريكا دائمًا في المقام الأول، وكما يعلم الجميع، قاتل حمادة من أجل بلدنا في الخارج”.
وأضاف ترامب أن “حمادة قوي فيما يتعلق بسياسات حماية الحدود، والجيش وقدامى المحاربين، ومكافحة الجريمة، وخفض الضرائب، ونزاهة الانتخابات”.
وهذه هي الأسباب التي جعلت ترامب يعطي تأييده “الكامل والشامل” لحمادة، في سعيه ليكون عضو الكونجرس عن الدائرة الثامنة، ممثلًا لولاية أريزونا العظيمة، فهو “لن يخذلكم أبدًا”، على حد تعبير ترامب.
ضابط في الجيش الأمريكي
ولد إبراهيم حمادة، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، في 25 من أيار 1991، ولقبه “آبي حمادة”، وينحدر من أب سوري مسلم وأم درزية تحمل الجنسية الفنزويلية، وفق ما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
انتقل للعيش في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا، وهو حاصل على دكتوراة في القانون من كلية الحقوق في جامعة أريزونا.
خدم حمادة (33 سنة) في الجيش الأمريكي بصفته ضابط استخبارات في قوات الاحتياط عام 2010، قبل أن يحصل على رتبة نقيب.
سافر إلى السعودية عام 2020، بعد الهجوم “الإرهابي” على قاعدة “بنساكولا” الجوية البحرية الأمريكية في فلوريدا في كانون الأول 2019.
الهجوم كان قد نفذه محمد الشمراني، الضابط برتبة ملازم ثان في القوات الجوية السعودية، والذي كان يتدرب في القاعدة العسكرية الأمريكية قبل أن يفتح النار ويقتل ثلاثة أشخاص.
خلال وجوده في المملكة، درب إبراهيم حمادة أفرادًا في الجيش السعودي لمدة 14 شهرًا، ليعود بعدها إلى الولايات المتحدة ويحصل على وسام “الخدمة المتميزة”.
عمل في سلك المحاماة
حمادة، الذي درس الحقوق في جامعة أريزونا، بدأ حياته المهنية متدربًا دون أجر في مكتب المدعي العام لمدينة توسان، ثاني أكبر مدن أريزونا.
في أيار 2017، انضم إلى عضوية نقابة محامي أريزونا، وبعد شهرين نجح في الحصول على منصب المدعي العام لمقاطعة ماريكوبا.
عمل حمادة خلال الفترة التي شغل فيها هذا المنصب على ست محاكمات على الأقل، وفق صحيفة “أريزونا ريبابليك”، قبل أن يقدم استقالته في أيلول 2021.
بدأت مسيرة حمادة السياسية في تشرين الثاني 2021، عندما أطلق حملته لمنصب المدعي العام لولاية أريزونا.
وركزت حملته على تأمين الانتخابات، وتحدث وقتها عن تأييده للمزاعم التي تقول إن انتخابات الرئاسة في 2020 “سُرقت” من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من خلال “احتيال انتخابي واسع النطاق”.
حصل حمادة على دعم ترامب في حزيران 2022، وفاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في آب من العام نفسه، متفوقًا على عضو مجلس مدينة توسان رودني غلاسمان، والقاضي السابق بالمحكمة العليا لأريزونا أندرو غولد.
في عام 2022، ترشح حمادة لمنصب المدعي العام للولاية، وحصل على تأييد ترامب، واقترب كثيرًا من الفوز في الانتخابات، حين أقنع ما يقرب من 1.3 مليون من سكان ولاية أريزونا بالتصويت لصالحه، وخسر أمام منافسته الديمقراطية كريس مايس بفارق 280 صوتًا.
طعن حمادة في خسارته أمام المحكمة في الأسابيع التي تلت الانتخابات، واستمر في رفع دعاوى قضائية واستئنافات جديدة منذ ذلك الحين، وقد أصدرت المحاكم أحكامًا متكررة ضد حمادة وأعطت الضوء الأخضر لفرض غرامات مالية على محاميه، وفق صحيفة “أريزونا ريبابليك” الأمريكية.
“ليس لدى الشعب اليهودي حليف أكبر مني”
يعبر السوري حمادة علانية عن تأييده القوي لإسرائيل، ويقول “ليس لدى الشعب اليهودي حليف أكبر مني”.
صلات حمادة بإسرائيل تعود إلى محطات عدة، أبرزها لحظة زيارته لها خلال دراسته للحقوق، حسبما أفادت به صحيفة “جيروزالم بوست”.
ويقول سوري الأصل إن تلك الزيارة “كانت السبب في ترحيله من لبنان الذي زاره في وقت لاحق”.
ويقول حمادة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، إن “الترحيب الذي تلقاه كدرزي في إسرائيل مقارنة بتجربته في لبنان لا يزال راسخًا في ذهنه”.
وفي تعليقه على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، قال حمادة، “ترى هذه الاحتجاجات حيث يحملون علم قوس قزح، ولديهم علم فلسطين، وبعضهم يحمل علم طالبان. إنه أمر مخيف، لكن هذا نوع من الماركسية. إنها دعوة كبيرة للاستيقاظ للمجتمع اليهودي، ولجميع الأميركيين، بشأن المخاطر الحقيقية التي تشكلها الإيديولوجية المتطرفة هنا. يتعرض اليهود للهجوم هنا في أمريكا، من قبل المتطرفين المحليين”.
والده اتُهم بعمل إرهابي
اللحظة الفارقة في حياة إبراهيم تعود إلى عام 1994، حين وُجهت اتهامات إلى والده بالارتباط بحادث تفجير لكنيس “ميكرو كودش أنشي تيكتين” في ولاية إلينوي الأمريكية، قبل أن يُبرأ والده من الهجوم بعد اعتراف عضوين من عصابة شوارع في شيكاغو تُعرف باسم “الملوك الآشوريين” بضلوعهما في الهجوم.
كان عمر حمادة حينها ثلاث سنوات، وفي تلك اللحظة، يحكي كيف تضامن معه المجتمع اليهودي المحلي في ولاية “إلينوي” بعد معاناة أسرته من تبعات اتهام والده.
يقول في تصريحات إعلامية، “عندما كانت هذه المحنة تحدث، استقبلتنا الجالية اليهودية. كانت والدتي تكافح لأن المعيل قد أُلقي القبض عليه بسبب اتهامات كاذبة، وكان المجتمع يتضامن معنا بطرق معينة”.
وفي الختام ترى صحيفة “جيروزاليم بوست”، أن حمادة اكتسب قاعدة جماهيرية كبيرة في أمريكا من خلال ظهوره في البرامج المحافظة وخوضه معارك على وسائل التواصل الاجتماعي مع خصومه السياسيين على موقع “إكس”.
بغض النظر عن رأي الناس فيه، فإن معرفته المباشرة بالشرق الأوسط، والتي اكتسبها من تجاربه الشخصية والمهنية، بحسب الصحيفة، أثبتت أنها كانت تشكل ميزة كبيرة له في السباق الانتخابي نحو الكونجرس الأمريكي، في وقت تهز فيه الحرب المنطقة مرة أخرى.