أردوغان يؤكد مطالبه من ترامب في سوريا

  • 2024/11/08
  • 1:25 م
الرئيس التركي يتحدث إلى الصحفيين في طائرته الرئاسية خلال عودته من قيرغيزستان- 8 من تشرين الثاني 2024 (الأناضول)

الرئيس التركي يتحدث إلى الصحفيين في طائرته الرئاسية خلال عودته من قيرغيزستان- 8 من تشرين الثاني 2024 (الأناضول)

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مطالبه من الولايات المتحدة في سوريا، غداة إعلان فوز دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية.

وقال أردوغان، الجمعة 8 من تشرين الثاني، “سنواصل محادثاتنا مع دونالد ترامب في الفترة الجديدة، ونناقش كيف سنشكل تطورات الشرق الأوسط بحسب التطورات عبر دبلوماسية الهاتف كما في السابق. على سبيل المثال، سننظر في انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”.

ونقلت صحيفة “حرييت” التركية حديث الرئيس التركي للصحفيين، بالقول إن أنقرة لا تزال مصممة على سياستها المتمثلة في إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتر على طول حدودها الجنوبية.

ويرى أردوغان أن سياسة الحزام الأمني على حدود بلاده مهمة لـ”القضاء على الإرهاب” المتمثل بـ”حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”، فهما المتحكمان بمفاصل القرار في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.

ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده لن تغير من تعاطيها مع حربها ضد “الإرهاب”، وستواصل عملها بنفس الطريقة.

وقال إن عمق الحزام الأمني بين 30 و40 كيلومترًا سيظل مطلبًا ثابتًا، وفق ما ترجمته عنب بلدي، مشيرًا إلى أن “النضال من أجل التوغل في عمق سوريا والعراق وملاحقة الإرهابيين هناك والقضاء على الإرهاب من مصدره مستمر بلا هوادة”.

“وكما نعرب بالكلمات، فإننا نثبت أيضا بالأفعال أننا لن نسمح بإنشاء منظمة إرهابية خارج حدودنا”، أضاف أردوغان.

الرئيس التركي قال أيضًا إن بلاده تدرك أن أصغر فجوة تركت للعناصر الإرهابية تشكل تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي، مشيرًا إلى أن تركيا لت تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية نفسها.

وتعتبر تركيا أن “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومين أمريكيًا شمال شرقي سوريا، هما امتداد لحزب “العمال الكردستاني” المدرج على “لوائح إرهاب” في تركيا، والولايات المتحدة.

ومنذ عام 2018، شنت تركيا عمليات عسكرية في سوريا، ودعمت “الجيش الوطني السوري” ضد “قسد” وسيطرت على ثلاث مناطق شمالي سوريا، بهدف ملاحقة التنظيمات التي تعتبرها إرهابية.

أمريكا لوّحت بالانسحاب

في 6 من تشرين الثاني الحالي، قال روبرت كينيدي جونيور، وهو أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إنه يريد سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا.

وذكر روبرت في حديثه مع شبكة “تاكر كارلسون” الأمريكية، خلال بث مباشر لتغطية نتائج الانتخابات الرئاسية، أن الرئيس ترامب أعرب عن نواياه بشأن سحب قواته من شمال شرقي سوريا، في أثناء رحلة بالطائرة.

وأضاف كيندي، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في حكومة ترامب، “كنا نتحدث عن الشرق الأوسط، وأخذ ترامب ورقة ورسم عليها خريطة للشرق الأوسط مع جميع الدول الموجودة عليها، وهو ما لم يتمكن معظم الأمريكيين من فعله”.

“كان ترامب ينظر بشكل خاص إلى الحدود بين سوريا وتركيا، وقال، “لدينا 500 جندي على الحدود بين سوريا وتركيا ومعسكر صغير تعرض للقصف”، بحسب ما نقل عنه كينيدي.

وقال كينيدي إن ترامب أبلغه بوجود 750 ألف جندي في تركيا و250 ألفًا في سوريا، ولم يحدد ما إذا كان يقصد قوات النظام أم “قوات سوريا الديمقراطية”، أم مزيجًا من الاثنين.

ثم قال ترامب له، “إذا واجهوا بعضهم البعض، فإننا سنكون في الوسط، وسنصبح وقودًا للمدافع في حال اندلاع قتال بين الأطراف المتصارعة”، ثم ختم ترامب حديثه قائلًا، “أخرجوهم”، في إشارة إلى القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

وكان كينيدي جونيور تقدم للانتخابات الأمريكية كمرشح مستقل، لكنه انسحب من السباق لصالح ترامب.

ويعرف بتشكيكه في جدوى اللقاحات وإيمانه بنظريات المؤامرة.

تركيا تبحث عن “أفعال”

تعليقًا على أنباء نية ترامب سحب قواته من سوريا، قالت وزارة الدفاع التركية، إن أنقرة تتابع عن كثب جميع التطورات المتعلقة بالدفاع والأمن في منطقتها، بما في ذلك احتمالية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق، وفق ما نقلته صحيفة “تركيا“.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، أمس الخميس 7 من تشرين الثاني، “سبق وأن قررت الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، لكن ذلك لم يتحقق فعليًا. يجب النظر إلى الأفعال وليس الأقوال”.

وأضاف أكتورك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، “ما نتوقعه من الدول الصديقة والحليفة هو وقف الدعم والمساعدات المقدمة لمنظمة PKK/YPG الإرهابية، وتقديم دعم صادق لجهودنا في مكافحة الإرهاب”.

كان ترامب أعلن في 19 من كانون الأول 2018، خلال ولايته الأولى، أنه سيسحب قواته من كل الأراضي السورية، معتبرًا أنها حققت هدفها القاضي بإلحاق “الهزيمة” بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وبعد يوم واحد، تقدم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس باستقالته من منصبه، وعقب أسبوعين قال مسؤولون في واشنطن إن ترامب تراجع عن قراره، وقرر تمديد خطة الانسحاب.

وفي نهاية العام الماضي، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة، مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس جو بايدن بسحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا